أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يرسل ممثلاً عنه إلى محادثات أوروبية حول أوكرانيا في مطلع الأسبوع المقبل، شريطة وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة. يأتي هذا الإعلان في ظل ضغوط متزايدة على كييف لقبول شروط سلام، بينما تصر على عدم التنازل عن أراضيها.
أعربت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن إحباط الرئيس ترامب من طول مدة المفاوضات السابقة وعدم تحقيقها نتائج ملموسة. وأضافت أن ترامب “سئم من الاجتماعات التي لا تؤدي إلى إنهاء الحرب”، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية خصصت أكثر من 30 ساعة في الأسبوعين الماضيين لمناقشات مع الأطراف الروسية والأوكرانية والأوروبية.
محادثات السلام في أوكرانيا: موقف ترامب والضغوط على كييف
أكد الرئيس ترامب أنه سيتم إرسال ممثل أمريكي إلى المحادثات المقررة في أوروبا يوم السبت إذا رأى فرصة جيدة لتحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار. ومع ذلك، شدد على أن الولايات المتحدة لن تضيع الوقت في اجتماعات غير مثمرة، مما يعكس رغبة الإدارة في رؤية نتائج سريعة وملموسة.
تأتي هذه التحركات في الوقت الذي تتعرض فيه أوكرانيا لضغوط متزايدة من البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. وقد قدمت الولايات المتحدة خطة سلام الشهر الماضي، لكنها واجهت مقاومة من كييف، حيث يرى الكثيرون أنها قد تصب في مصلحة موسكو.
خطة السلام المقترحة والخلافات الجوهرية
أحد أبرز نقاط الخلاف في خطة السلام المقترحة هو مسألة الأراضي. أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الخطة الأمريكية تقترح تحويل الأجزاء المتبقية من منطقة دونباس تحت سيطرة أوكرانيا إلى “منطقة اقتصادية حرة” خالية من القوات الأوكرانية والروسية. في المقابل، ستتمكن روسيا من الاحتفاظ بالسيطرة على الأجزاء التي استولت عليها بالفعل في دونباس.
رفض زيلينسكي هذا المقترح، مؤكداً على أن التنازل عن الأراضي أمر غير مقبول. وطالب في الوقت نفسه بتقديم ضمانات أمنية واضحة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، على غرار المادة الخامسة لحلف الناتو، والتي تنص على الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء. كما دعا إلى تسريع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، واقترح تحديد عام 2027 كحد أقصى لتحقيق ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت أوكرانيا نسخة معدلة من خطة السلام الخاصة بها إلى واشنطن، تتضمن هذه المطالب. وتشير المسودة الأوكرانية إلى حذف أي صياغة تمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في المستقبل، مع عدم ذكر إمكانية الانضمام بشكل صريح.
وتدعو الخطة الأوكرانية أيضًا إلى إجراء انتخابات في البلاد، وهو مطلب أثاره كل من الرئيس ترامب والكرملين. أبدى زيلينسكي انفتاحه على إجراء انتخابات في غضون 60 إلى 90 يومًا، شريطة توفير الضمانات الأمنية اللازمة.
في سياق منفصل، أجرى الرئيس ترامب محادثات هاتفية مع قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لمناقشة التطورات المتعلقة بالمفاوضات المحتملة. وصف المتحدثون هذه المحادثات بأنها “حافلة” وتناولت احتمالات عقد اجتماع في أوروبا في مطلع الأسبوع.
تعتبر هذه الجهود الدبلوماسية جزءًا من محاولة دولية أوسع لإيجاد حل سلمي للصراع في أوكرانيا. ومع ذلك، لا تزال العقبات كبيرة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المحادثات المقبلة ستؤدي إلى أي تقدم ملموس.
من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة تطورات حاسمة في هذا الملف، خاصة مع الاجتماع المرتقب يوم السبت. سيكون من المهم مراقبة رد فعل الأطراف المعنية على خطط السلام المقترحة، وما إذا كانت هناك أي استعداد لتقديم تنازلات. كما يجب متابعة موقف روسيا، وما إذا كانت ستشارك بشكل بناء في المحادثات.










