أعلنت السلطات في هونج كونج انتهاء عمليات الإنقاذ بعد حريق مروع دمر مجمعًا سكنيًا في منطقة تاي بو الشمالية، مخلفًا وراءه 128 قتيلاً. وفتحت الشرطة تحقيقًا في الحادث، وأوقفت ثلاثة مسؤولين في شركة بناء للاشتباه في ارتكابهم “جريمة القتل غير العمد” نتيجة الإهمال واستخدام مواد بناء غير آمنة. ويُعد هذا الحريق الأكثر فتكًا في هونج كونج منذ عقود.
اندلع الحريق بعد ظهر الأربعاء في مجمع وانج فوك كورت السكني، وانتشر بسرعة عبر سبعة مبانٍ بسبب السقالات الخشبية المغطاة بالشبكات المستخدمة في أعمال التجديد. استغرق رجال الإطفاء أكثر من 24 ساعة للسيطرة على النيران، ولا يزال الدخان يتصاعد من الأبنية المتضررة حتى الآن.
تحقيقات في أسباب الحريق وتورط شركة البناء
تركز التحقيقات حاليًا على تحديد الأسباب الدقيقة وراء انتشار الحريق بهذه السرعة، مع التركيز على المواد المستخدمة في أعمال التجديد. وتشتبه السلطات في أن بعض المواد المستخدمة على الواجهات الخارجية للمباني لا تفي بمعايير مقاومة الحرائق المطلوبة، مما ساهم في تفاقم الكارثة.
الاعتقالات وتهم القتل غير العمد
أوقفت الشرطة ثلاثة مسؤولين في شركة البناء، وهم مديران ومستشار هندسي، للاشتباه في ارتكابهم جريمة “القتل غير العمد”. وتستند التهم إلى استخدام مواد غير آمنة، بما في ذلك ألواح بلاستيكية قابلة للاشتعال مثبتة بالقرب من المصاعد في أحد الأبراج.
الفساد المحتمل وعمليات التفتيش
إضافة إلى ذلك، تجري هيئة مكافحة الفساد في هونج كونج تحقيقًا في احتمال وجود فساد مرتبط بمشروع التجديد. وداهمت الشرطة مكتب الشركة وصادرت وثائق وقوائم الموظفين و14 جهاز كمبيوتر وثلاثة هواتف محمولة كجزء من التحقيق.
جهود الإنقاذ وتحديد هوية الضحايا
على الرغم من انتهاء عمليات الإنقاذ، لا يزال عدد المفقودين غير مؤكد. في البداية، أُدرج 279 شخصًا في عداد المفقودين، لكن لم يتم تحديث هذا الرقم منذ أكثر من 24 ساعة. ويواجه فريق الإنقاذ صعوبة في تحديد العدد النهائي للمفقودين بسبب صعوبة الوصول إلى جميع الوحدات السكنية في الأبنية المتضررة.
يركز رجال الإطفاء حاليًا على تفتيش كل وحدة سكنية في الأبنية السبعة التي دمرها الحريق. وتشير التقارير إلى أن العديد من نداءات الاستغاثة الواردة كانت من الطوابق العليا، وهي المناطق التي أُخمدت فيها النيران مؤخرًا.
الخسائر والإصابات وتقديم المساعدة
أسفر الحريق عن مقتل 128 شخصًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، بينهم 11 رجل إطفاء. وقد تم توفير مأوى مؤقت لنحو 900 شخص نزحوا عن منازلهم. وتعتبر هذه الكارثة من أسوأ الحوادث في تاريخ هونج كونج الحديث.
في عام 1996، أودى حريق في مبنى تجاري في كولون بحياة 41 شخصًا. وفي عام 1948، تسبب حريق في مستودع عام في وفاة 176 شخصًا، مما يجعل الحريق الحالي الأكثر فتكًا منذ عقود.
الخطوات التالية والمستقبل
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في أسباب الحريق وتحديد المسؤولين عنه في الأيام والأسابيع القادمة. وستركز السلطات على مراجعة معايير السلامة في المباني السكنية والتأكد من تطبيقها بشكل صارم. كما سيتم تقديم الدعم للمتضررين من الكارثة وتقديم التعويضات اللازمة لهم. يبقى تحديد العدد النهائي للضحايا وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من أهم الأولويات في الوقت الحالي.










