جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، تأكيده على دعمه للرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك في أعقاب هجوم استهدف قوات أمريكية ومترجمًا مدنيًا في مدينة تدمر. يأتي هذا الدعم وسط تساؤلات حول استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، ويثير نقاشًا حول مستقبل العلاقة بين واشنطن ودمشق في ظل التحديات الأمنية المستمرة. هذا التطور يضع تركيزًا على دور الشرع في تحقيق السلام.
أكد ترامب خلال تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض أنه لا يزال يثق بالرئيس الشرع، مشيرًا إلى أن الهجوم الذي وقع “لم يكن في منطقة تخضع لسيطرة الحكومة السورية بشكل كامل”. وأوضح أن الهجوم مرتبط بتنظيم داعش، وأن الشرع “يشعر بحزن شديد” إزاء الحادث ويعمل على معالجته، واصفًا إياه بأنه “رجل قوي”.
دعم ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع وتداعياته
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه سوريا وضعًا أمنيًا معقدًا، مع استمرار تواجد تنظيم داعش في بعض المناطق. وفقًا لوزارة الداخلية السورية، فإن منفذ الهجوم في تدمر ينتمي إلى داعش، وكان يهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين، دفع ترامب إلى التعهد بـ”رد قوي للغاية”.
وبرر ترامب استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بأنه يهدف إلى “التأكد من أن السلام سيُقام ويستمر في الشرق الأوسط”، معتبرًا أن سوريا تشكل جزءًا أساسيًا من هذا المسعى. وأضاف أن الشرع يمثل “زعيمًا قويًا” وهو ما تحتاجه سوريا في هذه المرحلة الصعبة.
في المقابل، أعرب الرئيس الشرع عن تعازيه للرئيس ترامب في برقية، مؤكدًا تضامن سوريا مع عائلات الضحايا. وأكدت الرئاسة السورية في بيان عبر منصة “إكس” التزام سوريا بالحفاظ على الأمن والسلامة وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة.
الخلافات الإسرائيلية الأمريكية حول سوريا
تزامن تأكيد دعم ترامب للرئيس الشرع مع تقارير إعلامية تشير إلى وجود خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الأنشطة الإسرائيلية في سوريا. وبحسب قناة “i24 NEWS” الإسرائيلية، فإن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، سيعرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “خطوطًا حمراء” بشأن هذه الأنشطة.
وتخشى الإدارة الأمريكية، وفقًا للمصادر نفسها، من أن تؤدي العمليات الإسرائيلية المتكررة إلى تقويض استقرار النظام في سوريا، وهو ما يتعارض مع هدفها المتمثل في التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل. ويشير موقع “أكسيوس” الأمريكي إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن هجمات نتنياهو عبر الحدود تعيق جهودها لمساعدة حكومة الشرع على استقرار البلاد.
يأتي هذا في سياق تحول ملحوظ في الموقف الأمريكي تجاه سوريا، حيث يبدو أن الإدارة الأمريكية تركز بشكل أكبر على دعم حكومة الشرع كشريك محتمل في تحقيق الاستقرار الإقليمي. هذا التحول يمثل تغييرًا عن السياسات السابقة التي كانت تهدف إلى دعم المعارضة السورية والإطاحة بنظام بشار الأسد.
الجدير بالذكر أن ترامب صرح سابقًا بأنه “تخلصنا من الأسد وأشخاص آخرين كانوا سيئين للغاية”، معتبرًا أن الشرق الأوسط يشهد “سلامًا حقيقيًا” للمرة الأولى منذ ثلاثة آلاف عام. هذه التصريحات، على الرغم من كونها مبالغًا فيها، تعكس رغبة الإدارة الأمريكية في إيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في دعم حكومة الشرع في سوريا، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، فإن مستقبل العلاقة بين واشنطن ودمشق لا يزال غير واضح، ويتوقف على تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا والمنطقة. كما أن موقف إسرائيل، وتحديدًا مدى التزامها بالخطوط الحمراء التي قد يضعها المبعوث الأمريكي، سيكون له تأثير كبير على مسار الأمور. يجب مراقبة ردود فعل الأطراف المعنية، وخاصةً روسيا وإيران، لتقييم التداعيات المحتملة لهذا الدعم الأمريكي.










