يشهد الوضع الأمني في سوريا تصاعداً ملحوظاً، حيث يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب لحضور مراسم تكريم رسمية للجنديين الأمريكيين اللذين قتلا في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم داعش في سوريا مطلع هذا الأسبوع. تأتي هذه المراسم في ظل استمرار جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وتصاعد التوترات الأمنية.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس وزوجته قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير الأربعاء للمشاركة في ما تسميه القوات الجوية الأمريكية “النقل الكريم”، وهو البروتوكول المتبع لاستقبال جثامين الجنود الذين سقطوا في ساحات المعارك ونقلهم إلى أرض الوطن. سيتم استقبال الجثمانين بحضور عائلتيهما، في مراسم تبدأ الساعة 1:15 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (18:15 بتوقيت جرينتش).
هجوم سوريا وتداعياته على مكافحة داعش
أفاد الجيش الأمريكي أن الهجوم الذي وقع قبل أيام أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني سوري، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين آخرين. ووقع الهجوم أثناء مرور رتل للقوات الأمريكية والسورية، قبل أن يتم قتل المهاجم بالرصاص، وفقاً للبيانات الرسمية. وصف الرئيس ترامب الهجوم بأنه “مروع” ووعد بالانتقام، مؤكداً أن القتلى الثلاثة هم “وطنيون عظماء”.
تفاصيل الهجوم والتحقيقات الجارية
لا تزال التحقيقات جارية لتحديد ملابسات الهجوم بشكل كامل، وتحديد هوية المنفذ بشكل قاطع. أعلنت وزارة الداخلية السورية أن المهاجم ينتمي إلى تنظيم داعش، لكن لم يصدر تأكيد مستقل من مصادر أخرى حتى الآن. يركز التحقيق على تحديد ما إذا كان الهجوم مخططاً له مسبقاً أم أنه عمل فردي.
يأتي هذا الهجوم بعد فترة من الهدوء النسبي في المنطقة، وبعد إعلان سوريا عن اتفاق تعاون سياسي مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. تزامن هذا الإعلان مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، مما يعكس تطوراً في العلاقات بين البلدين في سياق مكافحة الإرهاب.
الوجود الأمريكي في سوريا وجهود مكافحة الإرهاب
تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية في شمال شرق سوريا، وذلك في إطار جهود مستمرة منذ عشر سنوات لدعم قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوة يقودها الأكراد، في محاربة تنظيم داعش. وقد نفذ التحالف الدولي، بمشاركة قوات الأمن السورية، العديد من الغارات الجوية والعمليات البرية التي استهدفت عناصر يشتبه بانتمائها للتنظيم خلال الأشهر الماضية.
بالتوازي مع العمليات العسكرية، شنت السلطات السورية الشهر الماضي حملة واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، أسفرت عن القبض على أكثر من 70 شخصاً يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش. تهدف هذه الحملة إلى تفكيك خلايا التنظيم المتبقية ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
تزايد المخاوف من عودة تنظيم داعش
يثير هذا الهجوم مخاوف متزايدة بشأن قدرة تنظيم داعش على استعادة نشاطه في سوريا، خاصةً بعد الهزائم التي مني بها في السنوات الأخيرة. تشير التقارير إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ بوجود في بعض المناطق النائية في سوريا، ويحاول استغلال الفراغ الأمني والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة لتعزيز نفوذه.
بالإضافة إلى ذلك، يثير تصاعد التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية في سوريا قلقاً بشأن إمكانية استفادة التنظيم من هذه الظروف لزيادة قدراته العملياتية. يتطلب التصدي لهذا التهديد جهوداً متواصلة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك التعاون العسكري والأمني، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع إلى التطرف.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في دعم قوات سوريا الديمقراطية في جهودها لمكافحة تنظيم داعش، وأن تواصل تنفيذ عمليات عسكرية ضد عناصر التنظيم في سوريا. في الوقت نفسه، من الضروري تعزيز التعاون بين سوريا والتحالف الدولي لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود. سيراقب المراقبون عن كثب التطورات الأمنية في سوريا في الأسابيع والأشهر القادمة، وتقييم تأثير هذا الهجوم على استراتيجية مكافحة الإرهاب في المنطقة.










