دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، مساء الأحد، إلى إنهاء ما وصفه بـ”احتواء السلاح” جنوب نهر الليطاني بحلول نهاية العام الحالي، مطالباً بدعم دولي لتنفيذ خطة الجيش اللبناني. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وزيادة الضغوط على لبنان فيما يتعلق بملف الأسلحة غير الشرعية، وتحديداً سلاح حزب الله.
أوضح سلام، في تصريحات تلفزيونية، أن “الاحتواء” يعني منع انتشار الأسلحة إلى مناطق أخرى في لبنان، وأن سحب السلاح سيتم على مراحل وفقاً لخطة الجيش. وأكد على أهمية الحصول على دعم دولي لاستكمال هذه الخطة، مشدداً على ضرورة حصر السلاح جنوب الليطاني ثم الانتقال إلى المنطقة الواقعة بين الليطاني والأولي.
الوضع الأمني في جنوب لبنان والجهود المبذولة لاحتواء السلاح
تأتي دعوة رئيس الوزراء في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متزايداً، خاصةً مع التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل. وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل وجهت تحذيراً للحكومة اللبنانية، عبر الولايات المتحدة، مفاده أنها ستوسع نطاق عملياتها العسكرية إذا لم يتخذ الجيش اللبناني خطوات فعالة لنزع سلاح حزب الله أو الحد من نشاطه.
في المقابل، نفى سلام ما ورد في تقارير إعلامية حول تسليم مصر رسالة “نداء أخير” من الولايات المتحدة بشأن حصرية السلاح. لكنه أكد على أن حزب الله كان قد التزم بوقف الأعمال العدائية وأن نوابه وافقوا على البيان الوزاري، وبالتالي يجب عليه الالتزام بحصر السلاح في جميع المناطق اللبنانية.
تأثير التوترات الإقليمية على لبنان
تأتي هذه التطورات في ظل حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان. ويواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، خاصةً في ظل نقص الموارد والتدخلات الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، علق سلام على مسألة إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، واصفاً الأمر بأنه “قيد المعالجة”. وكان مسؤولون لبنانيون قد ذكروا أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعات كانت مقررة لهيكل بعد اعتراضها على بيان للجيش بشأن التوتر الحدودي مع إسرائيل. هذا الإلغاء يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمني والعسكري بين لبنان والولايات المتحدة.
زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان ورسالة السلام
وسط هذه التوترات، استقبل لبنان زيارة تاريخية للبابا فرنسيس، الذي وصل إلى بيروت الأحد في إطار جولة إقليمية. أكد سلام أن الزيارة تحمل رسالة سلام وتضامن مع لبنان وشعبه، مشيراً إلى أن البابا على دراية بمشاكل لبنان والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها.
وأضاف أن البابا يسأل عن التقدم في معالجة هذه الملفات، وأن زيارته تبرز لبنان وتعطيه قيمة كبيرة. كما شدد على أن رسالة البابا الأساسية هي صناعة السلام، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الظروف الحالية.
في كلمته أمام القادة اللبنانيين، حث البابا فرنسيس على جعل السلام أولوية قصوى، داعياً إلى الوحدة والتسامح. وتأتي هذه الدعوة في وقت يواجه فيه لبنان تحديات كبيرة في الحفاظ على وحدته الوطنية وتجنب الانزلاق إلى صراعات داخلية.
الوضع الأمني في لبنان لا يزال معقداً ومتشابكاً. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التطورات، خاصةً فيما يتعلق بتنفيذ خطة الجيش لاحتواء السلاح، وردود الفعل الإسرائيلية على ذلك. كما أن زيارة البابا فرنسيس قد تساهم في تخفيف التوترات وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، وتوفير الأمن والازدهار لجميع أبنائه.
من المنتظر أن تشهد الأيام القليلة القادمة مباحثات مكثفة بين المسؤولين اللبنانيين والدول المعنية، بهدف التوصل إلى حلول للأزمة الأمنية والسياسية. كما أن موقف الولايات المتحدة من هذه القضية سيكون حاسماً في تحديد مسار الأمور. يجب مراقبة التطورات على الأرض، وخاصةً أي تحركات عسكرية إسرائيلية، وتقييم تأثير زيارة البابا فرنسيس على الوضع العام.










