تضطر إنجلترا إلى إعادة التفكير بشكل جذري في خططها لكأس العالم المقبلة الصيف المقبل، بعد نتائج القرعة الأخيرة. قد تضطر الآن إلى النظر في فكرة “التنقل بين المدن” خلال مراحل الأدوار الإقصائية للبطولة، بدلاً من الاعتماد على معسكر تدريبي واحد ثابت. هذا التحول سيكون الأول من نوعه في تاريخ مشاركات إنجلترا في البطولات الكبرى، حيث لطالما اعتمدت على “وطن” واحد للعبين للعودة إليه بين المباريات، وهو ما يجعل كأس العالم 2026 تحديًا مختلفًا.
قبل القرعة، كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يفضل إقامة معسكر تدريبي واحد في وسط أمريكا الشمالية، ربما في ولاية كانساس، وذلك لتقليل وقت السفر لأي مباراة في دور المجموعات أو الأدوار الإقصائية. لكن هذه الخطة تغيرت الآن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاعتقاد بأن إنجلترا قد لا تحصل على مقرها الأول المفضل، بسبب أولوية تخصيص المقرات لفرق أخرى.
تغييرات في خطط المعسكر التدريبي للمنتخب الإنجليزي
وفقا لمصادر في سكاي سبورتس نيوز، فإن تفضيل الاتحاد الإنجليزي كان ينصب على اختيار مكان واحد يضمن سلاسة الإعداد للمباريات وتوفير بيئة مريحة للاعبين. ومع ذلك، فإن بقية الفرق المشاركة تتنافس أيضًا على أفضل المقرات، مما يزيد من صعوبة المهمة. يتضمن ذلك الأخذ في الاعتبار عوامل مثل المرافق التدريبية، والإقامة، وسهولة الوصول إلى المدن المستضيفة.
يبدو أن إنجلترا ستضطر إلى الالتزام بخطة FIFA الأكبر، واختيار معسكر تدريبي من الخيارات الموصى بها. سيتم إعطاء الأولوية للفرق التي تلعب مبارياتها في دور المجموعات في نفس المنطقة، وكذلك تلك التي تحتل مرتبة عالية في تصنيف FIFA العالمي.
إنجلترا لديها مباراتان على الساحل الشرقي ومباراة واحدة في تكساس، بالمنطقة الوسطى الجنوبية، وبالتالي ستضطر إلى التنافس مع فرق أخرى مثل الأرجنتين، سواء من حيث الترتيب أو الجغرافيا. حامل اللقب يلعب مبارياته في دور المجموعات في كانساس وأرلينغتون، تكساس.
بالنظر إلى ذلك، يعتقد الاتحاد الإنجليزي الآن أنه من المرجح أن يستقر على معسكر تدريبي في الساحل الشرقي لأمريكا خلال دور المجموعات، وهو ما سيثبت أنه الأكثر عملية لخوض المباريات الثلاث في دالاس وبوسطن ونيو جيرسي.
على الرغم من أن معسكرًا في كانساس سيكون مناسبًا لتلك المباريات الثلاث، بدون وقت طيران أطول من ثلاث ساعات ونصف، إلا أنه قد يمثل مشكلة في مراحل الأدوار الإقصائية. على سبيل المثال، في حالة فوز إنجلترا بالمجموعة، فسوف تواجه مباراة في دور الـ 32 في أتلانتا (رحلة لمدة ساعتين)، ومباراة في دور الـ 16 في المكسيك سيتي (رحلة لمدة سبع ساعات)، ومباراة ربع نهائي في ميامي (رحلة لمدة ثلاث ساعات).
وإذا احتلت إنجلترا المركز الثاني في المجموعة، فسيتعين عليها السفر لمدة ثلاث ساعات إلى تورنتو في دور الـ 32 وأكثر من أربع ساعات إلى لوس أنجلوس في دور الـ 16. ولهذا السبب، يبدو أن إنجلترا ستدرس فكرة وجود معسكر في الساحل الشرقي للولايات المتحدة خلال دور المجموعات، ثم السفر من مباراة إلى أخرى في مراحل الأدوار الإقصائية، إذا تأهلت. هذه هي الخطة المفضلة لدى FIFA، وقد تكون الخيار الوحيد المتاح للاتحاد الإنجليزي بسبب ضيق الوقت بين المباريات في المجموعة الثامنة.
تحديات إضافية في بطولة كأس العالم
إنجلترا هي واحدة من آخر الفرق التي تبدأ حملتها في كأس العالم، حيث تقام مباراتها الأولى ضد كرواتيا في 17 يونيو، أي بعد ستة أيام من المباراة الافتتاحية للبطولة بين المكسيك وجنوب إفريقيا. يتوقع أن تكون هذه البطولة هي الأصعب للفوز بها، بسبب الحرارة، والمباريات الإضافية، ومتطلبات السفر الطويلة.
في حالة تأهلها، قد تواجه إنجلترا المكسيك في المكسيك سيتي، والبرازيل أو ألمانيا، والأرجنتين أو البرتغال قبل الوصول إلى المباراة النهائية. أحد المصادر ذكر أن هذا يزيد من صعوبة المنافسة والفوز بالبطولة.
يجري حاليًا إرسال وفد من الاتحاد الإنجليزي إلى الولايات المتحدة لاستكشاف الخيارات المتاحة، قبل اتخاذ القرار النهائي. حددت FIFA الموعد النهائي لتقديم تفضيلات الفرق بشأن معسكراتها التدريبية في التاسع من يناير.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الاتحاد الإنجليزي، الذي أكد فقط أنه لا يزال يدرس الخيارات المتاحة قبل البطولة القادمة.










