يثير النزاع اللفظي بين الملاكم أنتوني جوشوا ونجم يوتيوب جيك بول اهتمامًا واسعًا في عالم الملاكمة، حيث يدعي بول أنه “أكثر أهمية” للملاكمة من جوشوا نفسه، وأنه من مصلحة عشاق الرياضة أن يشجعه على الفوز في مباراتهم المرتقبة في ميامي. يأتي هذا التصعيد قبل أيام قليلة من المواجهة الحاسمة بينهما، والتي من المتوقع أن تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا ومتابعة إعلامية واسعة. تتصدر مباراة أنتوني جوشوا وجيك بول عناوين الأخبار الرياضية، وتثير تساؤلات حول مستقبل هذه الرياضة والاندماج بين عالمي الرياضة والترفيه.
تبادل الثنائي كلمات حادة خلال المؤتمر الصحفي الختامي للمباراة، المقرر إقامتها في وقت مبكر من صباح يوم السبت القادم بتوقيت المملكة المتحدة. يعود جوشوا إلى الحلبة بعد خسارته بالضربة القاضية أمام دانيال دوبويس في سبتمبر 2025، بينما يخوض بول، مباراته الرابعة عشرة في عالم الملاكمة، بعد فوزه على البطل العالمي السابق خوليو سيزار تشافيز جونيور في يونيو الماضي.
جيك بول يثير الجدل بتصريحاته حول أهميته للملاكمة
مقارنةً بين المنافسين، قال بول إن هذا النزال يشبه “مباراة العمالقة ضد فريق الباتريوتس عام 2007″، مشيرًا إلى الفارق الكبير في المهارات والخبرات والإنجازات بينهما. وأضاف أن فرص الفوز لا تصب في صالحه، لكنه يعتقد أن هذه المباراة ستكون “أكبر مفاجأة في تاريخ الرياضة”.
في المقابل، أكد جوشوا أنه يرى في هذه المواجهة مسؤولية تجاه محبي الملاكمة، وأن عليه أن يثبت جدارته وأن ينهي “عرض جيك بول”. وأشار إلى أنه يدرك الضغوط والتوقعات المرفقة بهذه المباراة، وأنه مستعد لتحمل هذه المسؤولية.
جوشوا: مهمتي إنقاذ الملاكمة من صعود بول
أوضح جوشوا أنه يشعر بأنه مدفوع لحماية “جوهر الملاكمة” من تأثير النجوم الصاعدين من خارج هذا المجال. وأشار إلى أنه يتفهم التخوفات من فقدان هوية الرياضة مع زيادة شعبية النزالات الاستعراضية.
وتطرق جوشوا إلى تجربته مع فرانسيس نغاننو، حيث ذكر أنه فاز عليه، لكن الحكم منح الفوز لنغاننو بشكل مثير للجدل. وأكد أن هذا الأمر دفعه إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا في هذه المباراة.
ولم يقتصر بول على التصريحات المثيرة للجدل، بل دافع عن نفسه مؤكدًا أنه الشخص الذي فعل أكثر من أي شخص آخر من أجل الملاكمة في العقد الماضي. وأشار إلى أنه إذا كان الناس يهتمون حقًا بالملاكمة، فيجب عليهم أن يشجعوه على الفوز.
هل يعرض جوشوا فرصة مباراته مع تايسون فيوري للخطر؟
تأتي هذه المواجهة في وقت يشهد فيه عالم الملاكمة ترقبًا لمباراة محتملة بين أنتوني جوشوا وتايسون فيوري، والتي تعتبر مواجهة الأحلام بالنسبة للكثيرين. وقد أكد المروج فرانك وارن، يوم الاثنين، أن فيوري أبدى استعداده للعودة من الاعتزال لخوض هذه المواجهة الصيف المقبل.
لكن وارن حذر من أن خسارة جوشوا أمام بول قد تطيح بآمال النزاع المنتظر. وقال إن فيوري لن يواجه جوشوا إذا خسر أمامه بول، مشيرًا إلى أن الأمر سيكون بمثابة إهانة لرياضة الملاكمة.
في الوقت نفسه، أكد جوشوا أنه كان بحاجة إلى فترة راحة من الرياضة بعد تلقيه عدة هزائم متتالية. وأشار إلى أنه كان يعمل بجد كبير داخل وخارج الحلبة، وأنه وصل إلى مرحلة الإرهاق الذهني والبدني.
و أضاف جوشوا أنه توقع هذا الوضع في عام 2018، وأنه كان بحاجة إلى “إعادة ضبط” لمسيرته المهنية. واعتبر أن القفز إلى حلبة الملاكمة في هذا التوقيت هو خطوة ضرورية لمستقبله الرياضي.
من المقرر أن تقام المباراة بين أنتوني جوشوا وجيك بول في ميامي، وسيكون لها تأثير كبير على مسيرة كلا الملاكمين وعلى مستقبل رياضة الملاكمة بشكل عام. ومع اقتراب الموعد، يترقب عشاق الرياضة هذه المواجهة بفارغ الصبر لمعرفة من سيفوز ومن سيخرج خاسرًا. ويظل مستقبل مواجهة جوشوا المحتملة مع فيوري معلقًا على نتيجة هذه المباراة الحاسمة.










