من المقرر أن يمثل رجل يبلغ من العمر 59 عامًا أمام المحكمة في يناير المقبل بتهمة إرسال رسائل مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى لاعبة المنتخب الإنجليزي جيس كارتر خلال بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب زيادة ملحوظة في حالات الاعتداء الإلكتروني تستهدف اللاعبات، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمكافحة هذه الظاهرة.
كشفت اللاعبة البالغة من العمر 27 عامًا عن تعرضها لإهانات عنصرية على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية البطولة التي أقيمت في سويسرا. وقد أخطرت إدارة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الشرطة البريطانية بعد تلقي شكاوى بشأن هذه الإساءات، مما أدى إلى اعتقال الرجل من بلدة جريت هاروود في لانكشاير من قبل شرطة تشيشاير في أغسطس الماضي.
التحقيقات في قضية الاعتداء الإلكتروني على جيس كارتر
أعلنت شرطة تشيشاير في بيان لها أنه “بعد التشاور مع الادعاء العام، تم توجيه تهمة ‘الاتصالات الخبيثة’ إلى الرجل، ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة بلاكبيرن في يوم الجمعة الموافق 9 يناير”. بدأت هذه القضية تحقيقًا أعم من قبل وحدة مكافحة جرائم كرة القدم في المملكة المتحدة (UKFPU) بعد أن كشفت كارتر عن حجم الإساءات التي تلقتها عقب فوز إنجلترا على السويد في الدور ربع النهائي.
ردود فعل على الإساءات
أشاد رئيس شرطة تشيشاير مارك روبرتس بشجاعة اللاعبة كارتر في الإبلاغ عن هذه الإساءات وتعاونها مع التحقيقات. وأضاف أن “الرسائل الموجهة إلى جيس كارتر كانت مروعة، وأتوقع أن يكون هذا الاعتقال الأول من بين العديد في الأشهر المقبلة.” تلقّت كارتر تدفقًا من الدعم بعد إعلانها عن تعرضها للإساءات، بما في ذلك من زميلاتها في فريق الأسوات (Lionesses) ورئيس الوزراء.
كشفت دراسة أجرتها SentientSports GuardianAI عن أن جيس كارتر كانت اللاعبة الأكثر استهدافًا بالرسائل المسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال ركلات الترجيح الحاسمة ضد السويد، حيث بلغ معدل الرسائل المسيئة الموجهة إليها 9.8%.
وقد أثار هذا الحادث نقاشًا واسعًا حول التصعيد في جرائم الكراهية على الإنترنت، خاصةً تلك التي تستهدف الرياضيين والرياضيات. وفي أعقاب هذه الإساءات، قرر فريق الأسوات التخلي عن الركوع على الركبة قبل المباريات خلال البطولة، في إشارة رمزية إلى معارضتهن للتمييز العنصري.
تصريح اللاعبة جيس كارتر
في تصريحها الأولي بتاريخ 21 يوليو، قالت كارتر: “منذ بداية البطولة، تعرضت للكثير من الإساءات العرقية. في حين أرى أن كل مشجع له الحق في إبداء رأيه حول الأداء والنتائج، إلا أنني لا أوافق على استهداف مظهر الشخص أو عرقه.” وأضافت أنها ستأخذ إجازة من وسائل التواصل الاجتماعي لتتمكن من التركيز على البطولة، معربة عن أملها في أن يؤدي التحدث عن هذه الإساءات إلى تغيير إيجابي.
وقد اختتمت كارتر تصريحها بالتأكيد على أهمية الوحدة والعمل الجماعي داخل الفريق، وأنها فخورة بكونها جزءًا من تشكيلة الأسوات التاريخية التي تسعى إلى تحقيق المزيد من التغييرات الإيجابية في كرة القدم.
في سياق متصل، حقق المنتخب الإنجليزي فوزًا تاريخيًا بكأس أمم أوروبا للسيدات 2025 في سويسرا، حيث لعبت كارتر أساسيًا وشاركت طوال مباراة ركلات الترجيح النهائية ضد إسبانيا. ويبدو أن هذا الفوز قد ساهم في رفع معنويات الفريق وتأكيد رسالته المناهضة للالتمييز.
مكافحة التحرش عبر الإنترنت في الرياضة
تُعد قضية جيس كارتر جزءًا من اتجاه مقلق يظهر في عالم الرياضة، حيث يتعرض اللاعبون والرياضيات بشكل متزايد للإساءات والتهديدات عبر الإنترنت. وتسعى السلطات والمنظمات الرياضية إلى تعزيز الإجراءات لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الرياضيين من التحرش الرقمي.
وتشمل هذه الإجراءات زيادة التعاون بين الشرطة وشركات وسائل التواصل الاجتماعي، وتسهيل عملية الإبلاغ عن المحتوى المسيء، وتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود لرفع مستوى الوعي حول مخاطر الإساءات عبر الإنترنت وتشجيع الضحايا على طلب المساعدة.
يُذكر أيضًا أن هناك قوانين جديدة قيد الدراسة تهدف إلى تنظيم سلوك المستخدمين على الإنترنت وحماية الأفراد من الإساءات والتحرش. ومع ذلك، يظل تحقيق التوازن بين حرية التعبير والحماية من الأذى تحديًا كبيرًا.
من المتوقع أن تبدأ المحاكمة في قضية جيس كارتر في 9 يناير، وستكون النتائج محل اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام والجمهور. كما ستراقب المنظمات الرياضية عن كثب سير هذه القضية، على أمل أن تكون بمثابة رادع للآخرين وأن تساهم في خلق بيئة أكثر أمانًا واحترامًا للرياضيين على الإنترنت.










