أعرب زاك براون، رئيس فريق ماكلارين، عن استيائه الشديد من تصريحات سياسي أسترالي اتهم الفريق بتفضيل لاندو نوريس على أوسكار بياستري هذا الموسم، واصفًا إياه بـ “غير المطلع وغير المتعلم”. يأتي هذا الرد في أعقاب الجولة الأخيرة في قطر، حيث أثار قرار استراتيجي خاطئ من ماكلارين جدلاً واسعًا، وكاد يكلف بياستري الفوز، مما زاد من حدة الانتقادات التي تتهم الفريق بالتحيز تجاه نوريس في سباق الفورمولا 1.
يدخل نوريس سباق أبو ظبي الختامي هذا الأسبوع متقدمًا بـ 12 نقطة على ماكس فيرستابن سائق ريد بول، و16 نقطة على زميله في الفريق بياستري. وقد تصاعدت حدة الجدل بعد سباق قطر، حيث شعر العديد من مشجعي بياستري بأن الفريق لم يمنحه نفس الفرص التي حصل عليها نوريس طوال الموسم.
انتقادات سياسية وتصريحات براون حول تفضيل السائقين
بلغت الانتقادات ذروتها يوم الاثنين عندما أثار السيناتور الأسترالي مات كانافان القضية خلال جلسة للجنة النقل والشؤون الإقليمية والريفية في مجلس الشيوخ الأسترالي، مستفسرًا عن “تحيز ماكلارين ضد أوسكار بياستري وتكلفته لبطولة العالم؟”. رد براون على هذه التصريحات في أبو ظبي قائلاً: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا. أوسكار نفسه تحدث عن مدى العدالة والإنصاف في تعاملنا معه.”
وأضاف براون: “نحن نرتكب أخطاء، لكن أوسكار كان المتحدث الرسمي لنا. لم يقل أبدًا أن أي شيء لم يكن على ما يرام. لقد رأيت ما قاله السيناتور. من الواضح أنه غير مطلع وغير متعلم عن رياضتنا.” ويرفض ماكلارين بشدة الاتهامات بالتحيز، مؤكدًا أن قراراته الاستراتيجية مبنية على تقييمات فنية بحتة.
قرار قطر والجدل الدائر
أثار قرار ماكلارين بعدم إدخال بياستري ونوريس إلى منطقة الصيانة (Pit Stop) خلال فترة سيارة الأمان في سباق قطر تساؤلات كثيرة. أوضح الفريق أن هذا القرار كان يهدف إلى تجنب الازدحام المحتمل في منطقة الصيانة، والحفاظ على موقع سائقيه في المقدمة. ومع ذلك، يرى البعض أن هذا القرار كان يهدف بشكل أساسي إلى حماية مركز نوريس في السباق.
أكد أندريا ستيلا، رئيس الفريق، أن أحد العوامل التي أثرت في القرار كان القلق بشأن الوقت الذي قد يفقده نوريس إذا اضطر إلى الانتظار خلف بياستري في منطقة الصيانة. لكن هذا التفسير لم يهدئ من غضب مشجعي بياستري، الذين يعتقدون أن الفريق أولى الأولوية لنوريس على حساب فرص بياستري في الفوز.
ماكلارين تدافع عن استراتيجيتها في الفورمولا 1
أشار براون إلى أن الفريق يدرك تمامًا ردود الفعل الجماهيرية، لكنه يؤكد أن ماكلارين لن تغير نهجها في السباقات. وقال: “حتى عندما تفوز، في يوم الاثنين، تتحدث عن الأشياء التي كان يمكنك فعلها بشكل مختلف أو أفضل. نحن نتطور باستمرار كفريق سباقات، لكن الأساسيات المتمثلة في وجود سائقين متساويين لديهما فرصة للفوز لن تتغير.”
وأضاف: “هل نراجع ونرى الكثير من الدروس المستفادة؟ بالطبع. لكننا نؤمن بأننا نتخذ القرارات الأفضل للفريق ككل. هذا هو جوهر فريق الفورمولا 1 – التقييم المستمر والسعي للتحسين.”
تأتي هذه التصريحات في وقت حاسم، حيث يتنافس نوريس وبياستري على المراكز الأولى في بطولة العالم. وسيكون سباق أبو ظبي هو الاختبار النهائي لاستراتيجية ماكلارين وقدرتها على تحقيق التوازن بين طموحات سائقيها.
من المتوقع أن تشهد الجولة الختامية في أبو ظبي منافسة شرسة بين نوريس وفيرستابن وبياستري. وستكون الأنظار متوجهة إلى ماكلارين لمعرفة ما إذا كانت ستتمكن من تقديم أداء قوي ومساعدة نوريس على الفوز بالبطولة، أو ما إذا كانت ستستمر الانتقادات حول التحيز ضد بياستري.










