توفي نجم الكريكيت الإنجليزي السابق روبن سميث عن عمر يناهز 62 عامًا، حسبما أعلنت عائلته. وقد لعب سميث 62 مباراة اختبارية و 71 مباراة دولية واحدة لإنجلترا بين عامي 1988 و 1996، وكان جزءًا من الفريق الذي احتل المركز الثاني في كأس العالم للكريكيت عام 1992. ويعتبر روبن سميث من أبرز لاعبي الكريكيت في تاريخ إنجلترا، وستظل ذكراه خالدة في قلوب محبي هذه الرياضة.
أصدرت عائلة سميث بيانًا رسميًا تعرب فيه عن حزنها العميق لوفاة ابنهم وشقيقهم. وأشارت العائلة إلى أن سميث توفي بشكل غير متوقع في شقته في بيرث الجنوبية يوم الاثنين، وأن سبب الوفاة لا يزال مجهولًا وسيتم تحديده بعد إجراء تحقيق.
مسيرة روبن سميث الكروية الحافلة
ولد روبن سميث في دوربان، جنوب إفريقيا، وانتقل إلى إنجلترا للعب لصالح هامبشاير في عام 1983. واستمر في اللعب مع هامبشاير لمدة 17 عامًا، حيث سجل 18,984 نقطة في مباريات المقاطعة، واكتسب سمعة طيبة كواحد من أعظم لاعبي هامبشاير على الإطلاق. وقد وصف رئيس نادي هامبشاير، رود برانسجروف، سميث بأنه “واحد من أعظم أبطال الكريكيت في هامبشاير، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق”.
بدأ سميث مسيرته الدولية مع إنجلترا بعد خمس سنوات من انتقاله إلى هامبشاير. وقد تميز بأدائه القوي في مباريات الاختبار، حيث سجل متوسطًا بلغ 43.67، وحقق 28 نصف قرن وتسعة قرون. ويعتبر أفضل أداء له في مباريات الاختبار هو تسجيل 175 نقطة في عام 1994 ضد جزر الهند الغربية وهجومهم السريع الشهير.
إنجازات في مباريات اليوم الواحد الدولية
لم يقتصر تألق سميث على مباريات الاختبار، بل قدم أداءً رائعًا أيضًا في مباريات اليوم الواحد الدولية. حيث سجل أعلى نقاط له في مباريات اليوم الواحد الدولية وهي 167 نقطة لم يخرج، ضد أستراليا في عام 1993. وقد ظل هذا الرقم قياسيًا لإنجلترا لمدة 23 عامًا، قبل أن يتم تحطيمه بواسطة أليكس هيلز في عام 2016.
اشتهر سميث بأسلوبه القوي في اللعب، خاصةً من الخلف، وبضرباته القاطعة الأسطورية. وكان يُعرف بلقب “القاضي” نظرًا لثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في الملعب. وقد أشاد به زملاؤه ومدربوه بقدرته على مواجهة أصعب الظروف والضغط.
صرح رئيس مجلس الكريكيت الإنجليزي، ريتشارد طومسون، بأن روبن سميث كان “لاعبًا وقف وجهًا لوجه أمام بعض أسرع الرماة في العالم، وقابل هجمات الكرات السريعة بابتسامة متحدية ومرونة لا تصدق. لقد فعل ذلك بطريقة جعلت مشجعي إنجلترا يشعرون بالفخر والترفيه”. وأضاف طومسون أن سميث كان “لاعبًا سابقًا لعصره، وقد تجسد ذلك في تلك الـ 167 نقطة التي لم يسجلها في مباراة اليوم الواحد ضد أستراليا في إدجبستون عام 1993.”
وقد التقى سميث بفريق الأسود الإنجليزي للكريكيت قبل أسبوعين فقط، خلال مباراتهم في بيرث، بدعوة من المدرب أندرو فلينتوف. وقد أشاد فلينتوف بمهارات سميث وخبرته، وأكد على أهمية وجوده في الفريق.
عقب اعتزاله الكريكيت في عام 2004، عانى سميث من مشاكل صحية عقلية وإدمان للكحول. وأكدت عائلته في بيانها أن هذه المعارك قد تم توثيقها جيدًا، لكنها لا ينبغي أن تكون أساسًا للتكهنات حول سبب الوفاة، الذي سيتم تحديده من خلال تحقيق.
تتقدم عائلة الكريكيت بأحر التعازي لعائلة روبن سميث وأصدقائه ومحبيه. وسيتم تذكر روبن سميث دائمًا كواحد من أعظم لاعبي الكريكيت في تاريخ إنجلترا.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل الجنازة في الأيام القادمة. وستنتظر العائلة نتائج التحقيق لتحديد سبب الوفاة بشكل قاطع. وتشير التقارير إلى أن هناك اهتمامًا واسع النطاق من وسائل الإعلام والجماهير بمتابعة هذه القضية، ولكن العائلة طلبت احترام خصوصيتها في هذا الوقت العصيب. وسيظل الكريكيت الإنجليزي في حالة حداد على فقدان أحد أبرز نجومه.










