من هو أفضل لاعب أفريقي على الإطلاق؟ سؤال يثير نقاشات واسعة، ومع ذلك، لا يوجد إجماع حول إجابته، خاصةً عندما يتعلق الأمر بـ محمد صلاح. غالبًا ما تتردد أسماء مثل ديديه دروجبا، ويايا توريه، وصامويل إيتو، بالإضافة إلى أساطير مثل جورج وياه ونوانكو كانو وروجيه ميلا. مستقبل صلاح مع ليفربول قد يكون غير واضح، لكن إرثه في كرة القدم الأفريقية ما زال قيد التشكيل.
هل يحتاج محمد صلاح إلى لقب كأس الأمم الأفريقية ليعزز مكانته؟
غالبًا ما يتم تجاهل صلاح في جائزة أفضل لاعب أفريقي في العام، حيث يظهر اسمه بجانب هؤلاء النجوم كواحد منهم. لكن الفوز بكأس الأمم الأفريقية في المغرب قد يرسخ مكانته بلا منازع كأفضل لاعب في تاريخ القارة السمراء. لقد فاز صلاح بهذه الجائزة مرة واحدة فقط في عام 2018، بينما تم تفضيل أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان، عليه في نوفمبر الماضي.
قد ينتقد عشاق كرة القدم التقليدية تفضيل صلاح للكفاءة على الجمالية في اللعب، إلا أن أرقامه لا يمكن إنكارها. فمع تسجيله 250 هدفًا مع ليفربول، يحتل المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى فوزه بجائزة الحذاء الذهبي أربع مرات. سمعة صلاح في الكرة الإنجليزية راسخة.
ولم يقتصر تألق صلاح على أوروبا فحسب. فبعد فوزه بدوري أبطال أوروبا، شارك في المسابقة ثلاث مرات، مما يؤكد حضوره القوي على الساحة الأوروبية.
صلاح هو الهداف التاريخي لأفريقيا في دوري أبطال أوروبا, ولكن هناك شعورًا عامًا بأنه لا يزال لديه ما يثبته.
لم يحقق صلاح الفوز بكأس الأمم الأفريقية مع مصر حتى الآن. على الرغم من أن مصر هي الأكثر تتويجًا بهذه البطولة برصيد سبعة ألقاب، إلا أن صلاح لم يوفق في المرتين اللتين وصل فيهما إلى المباراة النهائية في عامي 2017 و 2021.
وفي المرة الأخيرة، خسر أمام زميله السابق في الفريق ساديو ماني، الذي قاد السنغال للفوز بالبطولة بركلات الترجيح.
في عام 2023، قُطع مشوار صلاح في البطولة بسبب الإصابة. بعد تسجيله هدفًا في المباراة الافتتاحية لمصر، أجبرته الإصابة في المباراة التالية على العودة إلى ناديه. وانهزم المنتخب المصري في النهاية أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح في ربع النهائي.
انتقد جيمي كاراجر، في رد فعل حاد على تصريحات صلاح في مقابلة مع ليدز، عدم نجاح صلاح في القارة الأفريقية الشهر الماضي.
قال كاراجر: “شيء واحد أود أن أذكره لمحمد صلاح وربما وكيله هو أنه قبل أن يأتي إلى ليفربول، كان صلاح معروفًا بأنه اللاعب الذي فشل في تشيلسي. هذه حقيقة. ولم يفز بأي بطولة كبرى قبل أن يأتي إلى ليفربول. وهو أيضًا أعظم لاعب في بلده. لكن مصر، في كأس الأمم الأفريقية، هي الدولة الأكثر نجاحًا. لم يفز صلاح بكأس الأمم الأفريقية أبدًا. أنت لم تكن نجمًا كبيرًا قبل أن تأتي إلى ليفربول. لم تفز بأي شيء مع مصر. كل ذلك يخبرك بأنك بغض النظر عن مدى جودة اللاعب، أنت بحاجة إلى مساعدة من زملائك في الفريق، ومدربك وجماهيرك.”
لا شك أن كلمات كاراجر ستزيد من حماس صلاح في المغرب، ولكن هل تعتبر كأس الأمم الأفريقية المقياس الحقيقي لأفضل لاعب في أفريقيا؟
لم يتمكن دروجبا من الفوز بالبطولة على الرغم من أنه كان جزءًا من جيل ذهبي في ساحل العاج، والذي فاز باللقب في العام التالي لتقاعده. وكذلك وياه، الفائز بجائزة الكرة الذهبية عام 1995، لم يفز بالبطولة مع ليبيريا في مشاركتيه عامي 1996 و 2002. ومع ذلك، يظل إرث وياه راسخًا.
آمال مصر في البطولة
صلاح هو القلب النابض للمنتخب المصري. وهو قائد الفريق للمرة الثالثة، لكنها مشاركته الخامسة في البطولة. منتخب مصر يضم مزيجًا من اللاعبين الشباب ذوي الخبرة مثل صلاح وعمر مرموش، لاعب مانشستر سيتي.
بالتأكيد، ستكون آمال الأمة معلقة على صلاح. وسيقوم صلاح أيضًا بتعزيز آماله في أن يتم تتويجه كأفضل لاعب في أفريقيا.
المناخ في المغرب، المشابه للمناخ المصري، سيكون ميزة إيجابية. وسيستفيد اللاعبون الذين لم يشاركوا في البطولة من هذا المناخ.
يبقى أن نرى ما إذا كان المنتحب المصري سيتمكن من منافسة فرق مثل المغرب، وكوت ديفوار، والسنغال، ونيجيريا، الذين يعتبرون من المرشحين للفوز بالبطولة.
بعد فوزه على زيمبابوي في الوقت بدل الضائع، يحتاج صلاح لقيادة فريقه إلى تحقيق المزيد من الانتصارات.
من المتوقع أن تكون المرحلة القادمة حاسمة بالنسبة لصلاح ومصر في كأس الأمم الأفريقية, حيث ستحدد مسارهم نحو اللقب. سيعتمد الكثير على أداء صلاح والقدرة على التغلب على المنافسين, مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي قد تواجههم في البطولات الكبرى.










