من هو أفضل لاعب أفريقي على الإطلاق؟ سؤال يثير نقاشات حادة بين عشاق كرة القدم، ولكن لماذا لا تكون الإجابة بالإجماع هي محمد صلاح؟ على الرغم من مسيرته المذهلة، لا يزال البعض يتردد في وضعه في مرتبة الشرف المطلقة. هذا المقال يستكشف أسباب هذا التردد، وما الذي يحتاجه صلاح ليصبح بلا منازع أفضل لاعب أفريقي في التاريخ.
هل يحتاج محمد صلاح إلى لقب كأس الأمم الأفريقية لترسيخ مكانته؟
عند سؤال المشجعين حول من هو الأفضل، تظهر أسماء مثل ديديه دروجبا، ويايا توريه، وصامويل إيتو بشكل متكرر. وحتى أساطير من حقبة سابقة مثل جورج وياه، ونوانكو كانو، وروجر ميلا يذكرهم البعض باحترام. صلاح، على الرغم من تألقه، غالبًا ما يذكر كواحد من هؤلاء النجوم، ولكن ليس كأفضلهم.
قد تكون مسيرة صلاح مع ليفربول غير مؤكدة في الوقت الحالي، لكن إرثه في كرة القدم الأفريقية لا يزال قيد التشكيل. لم يحصل صلاح على جائزة أفضل لاعب أفريقي إلا مرة واحدة في عام 2018، وفي العام الحالي، تم تجاهله لصالح أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان.
أرقام لا يمكن إنكارها
قد ينتقد البعض أسلوب صلاح الذي يركز على الفعالية أكثر من الجمالية، إلا أن أرقامه تتحدث عن نفسها. بـ 250 هدفًا مع ليفربول، يحتل المركز الرابع في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، وفاز بجائزة الحذاء الذهبي أربع مرات. سمعته في إنجلترا راسخة.
كما أن صلاح معروف على المستوى الأوروبي، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا وشارك في المباراة النهائية ثلاث مرات. لا يوجد لاعب أفريقي سجل أكثر من صلاح في دوري الأبطال.
ومع ذلك، يظل هناك شعور بأنه لا يزال لديه ما يثبته. صلاح لم يفز أبدًا بكأس الأمم الأفريقية. مصر هي الدولة الأكثر نجاحًا في البطولة برصيد سبعة ألقاب، لكن صلاح لم يتمكن إلا من الوصول إلى المباراة النهائية في عامي 2017 و 2021.
في عام 2021، خسر أمام زميله السابق في النادي ساديو ماني، الذي قاد السنغال للفوز باللقب بركلات الترجيح. وفي عام 2023، أدت الإصابة إلى انتهاء مشاركته في البطولة مبكرًا، حيث سقطت مصر أمام الكونغو الديمقراطية في ربع النهائي.
انتقادات وتعزيزات
في رد فعل حاد على تصريحات صلاح الأخيرة، انتقد جيمي كاراغر، لاعب ليفربول السابق، افتقاره إلى النجاح في أفريقيا. وأشار إلى أن صلاح لم يكن نجمًا كبيرًا قبل انضمامه إلى ليفربول، وأن إنجازاته مع مصر محدودة.
وقال كاراغر: “يجب أن نتذكر أن صلاح لم يكن نجمًا قبل ليفربول، ولم يفز بأي ألقاب كبرى مع مصر.” وأضاف: “أنت بحاجة إلى مساعدة من زملائك ومدربك وجماهيرك لتحقيق النجاح.”
من المؤكد أن كلمات كاراغر ستكون بمثابة حافز إضافي لصلاح في المغرب، ولكن هل كأس الأمم الأفريقية هي المعيار الوحيد لتحديد الأفضل في أفريقيا؟ دروجبا لم يفز باللقب على الرغم من قيادته جيلًا ذهبيًا من ساحل العاج، ووياه، الفائز بالكرة الذهبية عام 1995، لم يتمكن من قيادة ليبيريا إلى الفوز بالبطولة.
مصر تعول على صلاح
صلاح هو القائد الروحي للمنتخب المصري، وهو يقود الفريق للمرة الثالثة كقائد، والخامسة بشكل عام. مصر لديها مجموعة متوازنة من اللاعبين الشباب ذوي الخبرة، بقيادة صلاح وعمر مرموش لاعب مانشستر سيتي.
قد لا تكون مصر من بين المرشحين الأوائل للفوز بالبطولة، لكن وجود صلاح في الفريق يزيد من فرصهم بشكل كبير. المناخ في المغرب سيكون مألوفًا للاعبين المصريين، مما قد يساعدهم على التأقلم بشكل أسرع.
اللاعب الأفريقي المتميز، صلاح، سيحمل آمال أمة على كتفيه، وكذلك آماله الشخصية في أن يتم تتويجه كأفضل لاعب في أفريقيا.
الآن، يعتمد الأمر على أداء مصر في البطولة. سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان صلاح قادرًا على قيادة فريقه إلى المجد وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره. ستكون كأس الأمم الأفريقية بمثابة اختبار حقيقي لقدراته وإرثه في كرة القدم الأفريقية. المستقبل سيحدد ما إذا كان صلاح سيتمكن من تجاوز أساطير اللعبة ليصبح أفضل لاعب أفريقي على الإطلاق.










