وصف مدرب آرسنال، ميكيل أرتيتا، هدف نوني مادويك الأول في مباراة فريقه بدوري أبطال أوروبا ضد كلوب بروج بأنه “لحظة سحرية”، لكنه يدرك تمامًا أن هذا الهدف لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة ساعات من التدريب المتواصل والتركيز على تطوير المهارات الفردية. يُعد مادويك لاعبًا ملتزمًا بتطوير مستواه، حيث يكمل تدريبات النادي ببرنامج تدريبي فردي تحت إشراف مدرب مهارات شخصي بدأ العمل معه قبل أربع سنوات تقريبًا، عندما كان يسعى لتحقيق أقصى استفادة من موهبته خلال فترة تواجده في فريق بي إس في أيندهوفن الهولندي.
بدأت التدريبات خلال فترة الراحة الصيفية في عام 2021، وبعدها عاد مادويك إلى بي إس في أيندهوفن وسجل ستة أهداف في أول ثماني مباريات له في الموسم، بما في ذلك ثنائية في مباراة الدرع الخيرية الهولندية ضد أياكس. وقد أثمر هذا العمل الجاد عن نتائج ملموسة للاعب.
تأثير التدريب الفردي على أداء نوني مادويك
يقول سول إيزاكسون-هيرست، المدرب المذكور، في تصريحات لـ “سكاي سبورتس”: “أعتقد أنه انجذب إلى هذا العمل منذ البداية”. وأضاف: “كان تدريبًا مكثفًا وأعتقد أنه رأى الفوائد بوضوح”. تقتصر جلسات التدريب بينهما على أشهر الصيف خلال فترة وجود مادويك في بي إس في أيندهوفن، ولكنها أصبحت أكثر انتظامًا منذ عودته إلى لندن، أولاً مع تشيلسي والآن مع آرسنال، حيث استأنف مسيرته بعد تعافيه من إصابة في الركبة.
ويضيف إيزاكسون-هيرست: “من وجهة نظري، هذا هو ما تريده، لاعبًا يتمتع بالموهبة، ولكنه أيضًا يريد العمل بجد وتحسين مستواه”. ويصف مادويك بأنه “وحش من الناحية الذهنية”. وقد ترك مادويك نفس الانطباع في آرسنال.
انتقال مادويك إلى آرسنال مقابل 52 مليون جنيه إسترليني قوبل ببعض الشكوك من قبل المشجعين، لكنه سرعان ما أثبت نفسه.
كما قال أرتيتا مؤخرًا: “لقد استمر هذا الشك لفترة قصيرة جدًا”. وأضاف المدرب أن هذه الانتقادات كانت بمثابة “وقود” للاعب.
مساهمات مادويك في خط هجوم آرسنال
يُعتبر مادويك من أفضل لاعبي آرسنال في بداية الموسم، حيث قدم بديلًا عالي الجودة لبوكايو ساكا الذي كان يتحمل عبئًا كبيرًا. عودته إلى اللياقة البدنية تعني الآن أنه يمكن إدارة عبء ساكا دون انخفاض كبير في الجودة. وقد ساهم اللاعبان معًا بشكل مباشر في أربعة أهداف خلال المباريات الثلاث الأخيرة.
أكد أرتيتا أن “هذا هو ما نريده”. وهذا يمثل قوة المنافسة الحقيقية على المراكز.
وأضاف أرتيتا يوم الأربعاء: “نحن نلعب كل ثلاثة أيام، واللاعبون الذين يتمتعون بهذه النضارة وهذا الإصرار، والذين يفهمون أنهم بحاجة إلى تقديم أداء على هذا المستوى، وهذا هو المعيار الذي نضعه، هذا أمر جيد حقًا”.
إن العمق الذي أضافه مادويك إلى الجانب الأيمن من خط هجوم آرسنال هو شيء كان مفقودًا في السابق، ولكنه لم يقتصر على ذلك. لا يزال مادويك بحاجة إلى العمل لتحقيق اتساق ساكا من حيث الفعالية الهجومية، لكنه يتمتع بصفات مختلفة أيضًا.
العديد من هذه الصفات ظهرت بوضوح في مباراة كلوب بروج، خاصة في هدفه الأول، عندما تجاوز مدافعين اثنين بعد استلام الكرة في منطقة وسط الملعب، ثم سدد كرة قوية من بعيد هزت الشباك. وهذا مثال آخر على المباشرة التي تحدث عنها أرتيتا وتوماس توخل.
ويشير إيزاكسون-هيرست إلى تفصيل محدد يميز مادويك، وهو ما يظهر في قدرته على التخلص من المدافعين بسهولة. ويوضح: “إذا كنت أي لاعب جناح في الدوري الإنجليزي الممتاز الآن، يجب أن تكون لديك سرعة، ولكن السرعة مع الكرة هي شيء آخر. لأن العديد من اللاعبين يمكنهم الركض، لكن مادويك لا يصدق من حيث قدرته على حمل الكرة بسرعة”.
ويضيف: “يمكنه الركض بنفس السرعة تقريبًا بالكرة وبدونها، وهذا مهارة صعبة للغاية للتطوير. إن الجمع بين السرعة والتقنية على الكرة، وبالطبع القوة أيضًا، يجعل من الصعب على المدافعين التعامل معه”.
وقد سجل مادويك ثلاثة أهداف في 240 دقيقة فقط منذ عودته من الإصابة الشهر الماضي، مما يدل على تحسنه المستمر.
الخطوة التالية لمادويك هي الحفاظ على هذا المستوى من الأداء باستمرار، وهو ما أكده أرتيتا.
قال أرتيتا: “الأمر يتعلق بالاتساق”. وأضاف: “نحن بحاجة إلى الحفاظ على هذه المعايير واللعب باستمرار. لا يتعلق الأمر بمباراة أو مباراتين أو ثلاث مباريات. هل يمكنك القيام بذلك لمدة 10 مباريات متتالية، كل ثلاثة أيام؟ هذا هو المستوى الذي يجب أن نصل إليه”.
من المتوقع أن يراقب المشجعون أداء مادويك في المباريات القادمة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على المراكز في الفريق.
شاهد ملخصات مجانية لمباراة آرسنال ضد وولفز على منصات سكاي سبورتس الرقمية بعد انتهاء المباراة يوم السبت.










