أصدرت وزارة العدل الأمريكية على مدار عطلة نهاية الأسبوع ثلاث مجموعات بيانات جديدة تحتوي على ملفات متعلقة بقضية جيفري إبستين المثيرة للجدل. يأتي هذا الإفصاح امتثالاً لقانون شفافية ملفات إبستين، الذي يلزم بالإفصاح عن هذه الوثائق. وتثير هذه الملفات، بما في ذلك الصور والسجلات القضائية، تساؤلات جديدة حول شبكة علاقات إبستين وشركائه، وتجدد المطالبات بالكشف الكامل عن تفاصيل القضية.
ملفات إبستين: تفاصيل الإفصاحات الجديدة والمخاوف المستمرة
أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن إطلاق هذه المجموعات الجديدة من البيانات بعد فترة وجيزة من إطلاقها لما يقرب من 4000 وثيقة سابقة. المجموعة الخامسة تتضمن صورًا لمحركات الأقراص الصلبة والمجلدات المادية، بالإضافة إلى نماذج سلسلة الحفظ. أما المجموعة السادسة والسابعة، فتركزان بشكل أساسي على مواد هيئة المحلفين الكبرى من قضايا في المنطقة الجنوبية من نيويورك ضد إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل.
محتويات البيانات الجديدة
تحتوي المجموعة السابعة أيضًا على نسخة غير مرتبة من محضر حديث بين آر. ألكسندر أكوستا ومكتب المساءلة المهنية التابع لوزارة العدل، يعود تاريخه إلى عام 2019. وفقًا للمحضر، كان مكتب المساءلة المهنية يحقق فيما إذا كان محامون في مكتب المدعي العام الأمريكي في المنطقة الجنوبية من فلوريدا قد ارتكبوا مخالفات مهنية من خلال الدخول في اتفاق عدم الملاحقة القضائية مع إبستين، الذي كان يخضع لتحقيق من قبل سلطات إنفاذ القانون المحلية بتهمة الاعتداء الجنسي. كان أكوستا هو رئيس المكتب عندما تم توقيع الاتفاق.
سبق الإفصاح عن هذه المواد بطلبات من وزارة العدل لرفع السرية عن مواد هيئة المحلفين الكبرى، وقد تم منح هذه الطلبات في وقت سابق من هذا الشهر. ومع ذلك، أثار الإفصاح الأولي عن ملفات إبستين احتجاجات، خاصة من ضحايا إبستين وصناع القرار الديمقراطيين.
أعربت مجموعة من 19 امرأة نجون من الاعتداء من قبل إبستين وماكسويل عن قلقهن بشأن حجم المواد التي تم الكشف عنها، مشيرين إلى أنها “جزء صغير” من الملفات الكاملة وأنها “مليئة بالتعديلات غير الطبيعية والمفرطة دون أي تفسير”. كما صرح السيناتور تشاك شومر بأنه سيطالب بالتصويت للسماح لمجلس الشيوخ بمقاضاة إدارة ترامب للكشف الكامل عن ملفات إبستين.
بالتزامن مع إطلاق الدفعة الجديدة من الملفات، قامت وزارة العدل بإزالة ما لا يقل عن 16 ملفًا من الإفصاح الأولي، بما في ذلك صورة تظهر دونالد ترامب. لاحقًا، استعادت وزارة العدل الصورة، موضحة في بيان على منصة X أنها تم وضع علامة عليها في البداية “لاتخاذ إجراءات إضافية محتملة لحماية الضحايا”. وأضاف البيان أنه “بعد المراجعة، تبين أنه لا يوجد دليل على أن أي ضحايا لإبستين يظهرون في الصورة، وقد تمت إعادة نشرها دون أي تغيير أو تعديل”.
أقرت وزارة العدل في ورقة حقائق صدرت يوم الأحد أنها لديها “مئات الآلاف من الصفحات من المواد لإطلاقها”، مشيرة إلى أن لديها أكثر من 200 محامٍ يراجعون الملفات قبل الإفصاح عنها. هذا الإجراء يهدف إلى ضمان حماية خصوصية الأفراد والامتثال للقانون.
الجدل حول شفافية ملفات إبستين
تتزايد الدعوات إلى تحقيق كامل وشفاف في قضية إبستين، مع التركيز على شبكة علاقاته الواسعة وتأثيرها المحتمل. تعتبر قضية إبستين من القضايا المعقدة التي تتطلب تدقيقًا دقيقًا لضمان تحقيق العدالة للضحايا وكشف الحقيقة الكاملة. تثير هذه الملفات أسئلة حول مدى تعاون السلطات في التحقيق في القضية في الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الإفصاح عن هذه الملفات نقاشًا حول التوازن بين الشفافية وحماية خصوصية الأفراد. تسعى وزارة العدل إلى تحقيق هذا التوازن من خلال مراجعة دقيقة للملفات قبل الإفصاح عنها، ولكن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تأخير الإفصاح الكامل عن المعلومات.
تعتبر قضية إبستين قضية ذات أهمية عامة كبيرة، وتثير اهتمامًا واسع النطاق من قبل وسائل الإعلام والجمهور. تتطلب هذه القضية تغطية إعلامية دقيقة ومسؤولة لضمان وصول المعلومات الصحيحة إلى الجمهور.
من المتوقع أن تستمر وزارة العدل في إطلاق المزيد من الملفات المتعلقة بقضية إبستين في الأسابيع والأشهر القادمة. سيراقب المراقبون عن كثب عملية الإفصاح عن المعلومات، بالإضافة إلى أي تطورات قانونية جديدة في القضية. لا يزال من غير الواضح متى سيتم الكشف عن جميع الملفات المتعلقة بالقضية، وما إذا كانت ستكشف عن معلومات جديدة ومثيرة.










