أصبحت حماية البيانات والخصوصية قضية عالمية ملحة، حيث تتزايد التقارير عن خروقات أمنية وتجاوزات في جمع المعلومات الشخصية. هذا الأسبوع، سلطت الأخبار الضوء على قضايا متنوعة تشمل التجسس السيبراني، وقوانين المراقبة الحكومية، وانتهاكات البيانات، ومخاطر الذكاء الاصطناعي في الألعاب، بالإضافة إلى زيادة التدقيق في بيانات المسافرين. تتناول هذه المقالة أحدث التطورات في مجال الأمن السيبراني والخصوصية، مع التركيز على المخاطر المتزايدة والجهود المبذولة لمواجهتها.
مخاطر التجسس السيبراني وتدريب المتسللين المحتملين
كشفت تحقيقات حديثة عن صلة محتملة بين اثنين من الأفراد المتهمين بالارتباط بمجموعة التجسس السيبراني “Salt Typhoon” المدعومة من الصين، وبين برنامج التدريب الأكاديمي للشبكات التابع لشركة Cisco. يشير هذا الاكتشاف إلى إمكانية استغلال برامج التدريب التقني من قبل جهات معادية لاكتساب مهارات متقدمة في مجال الأمن السيبراني واستخدامها في أنشطة ضارة. تعتبر “Salt Typhoon” من أخطر مجموعات التجسس السيبراني المعروفة، وتستهدف بشكل رئيسي الشركات والمؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة وحلفائها.
توسع صلاحيات المراقبة الحكومية في الولايات المتحدة
في الوقت نفسه، يزداد القلق في الكونجرس الأمريكي بشأن فعالية الضمانات الرقابية على توسيع صلاحيات التنصت الحكومي. حذر العديد من المشرعين من أن هذه الصلاحيات المتزايدة تسمح لوكالات الاستخبارات الأمريكية بالوصول إلى كميات أكبر من بيانات المواطنين دون قيود كافية، مما يثير مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية. تأتي هذه التحذيرات في ظل نقاش مستمر حول الموازنة بين الأمن القومي والحريات المدنية.
انتهاكات البيانات وتداعياتها
شهدت كوريا الجنوبية سلسلة من انتهاكات البيانات الكبيرة في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى استقالة الرئيس التنفيذي لشركة Coupang Corp، وهي شركة تجزئة عبر الإنترنت، بعد تسريب بيانات حوالي 34 مليون عميل. هذا التسريب دفع الشرطة إلى مداهمة مكاتب الشركة، ويُظهر اتجاهًا مقلقًا نحو مساءلة الرؤساء التنفيذيين بشكل مباشر عن الإخفاقات الأمنية في شركاتهم. بالإضافة إلى ذلك، تواجه شركتا الاتصالات SK Telecom و KT Corp ضغوطًا لاستبدال رئيسيهما التنفيذيين بعد تعرضهما أيضًا للاختراق.
في الولايات المتحدة، أُلقي القبض على رجل في أتلانتا بتهمة حذف بيانات من هاتف Google Pixel قبل تفتيشه من قبل مكتب الجمارك وحماية الحدود الأمريكية. تعتبر هذه القضية غير عادية لأنها تتضمن اتهامات تتعلق بفعل شائع مثل مسح أو تعديل جهاز شخصي. تثير هذه الحادثة تساؤلات حول حدود سلطة الحكومة في تفتيش الأجهزة الشخصية للمواطنين.
مخاطر الذكاء الاصطناعي في الألعاب
أظهرت اختبارات حديثة أجرتها NBC News وباحثون من Public Interest Research Group أن العديد من الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بعض الألعاب الشعبية المعروضة للبيع في موسم الأعياد، يمكن أن تتحدث عن مواضيع حساسة وغير لائقة مثل الجنس والمخدرات والدعاية السياسية الصينية. على سبيل المثال، أشار أحد الألعاب، وهو أرنب ذكي، إلى أن “سوط الجلد” مثالي للاستخدام أثناء “اللعب العنيف”. كما أعطى لعبة أخرى إجابات حول كيفية إشعال النار وشحذ السكاكين. هذه النتائج تسلط الضوء على النقص في آليات السلامة في هذه الألعاب وإمكانية تجاوزها بسهولة.
زيادة التدقيق في بيانات المسافرين
تواجه الولايات المتحدة انخفاضًا في عدد المسافرين هذا العام، بينما شهدت زيادة قياسية في عمليات تفتيش الهواتف المحمولة على الحدود. الآن، تقترح إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) إجراءً جديدًا للمراقبة يتطلب من السياح تقديم ما يصل إلى خمس سنوات من سجلاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على إذن الدخول. يهدف هذا الاقتراح، الذي نُشر في السجل الفيدرالي، إلى جمع بيانات حساسة إضافية من المسافرين الذين يستخدمون برنامج الإعفاء من التأشيرة (ESTA)، والذي يشمل مواطني دول حليفة مثل المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. بالإضافة إلى ذلك، يقترح الاقتراح جمع معلومات شخصية وعملية من السنوات العشر الماضية، ومعلومات بيومترية، وأسماء وعناوين أفراد الأسرة.
تتزايد المخاوف بشأن تأثير هذه الإجراءات على الخصوصية وحرية التنقل. يتطلب تنفيذ هذا الاقتراح موافقة الكونجرس وقد يواجه تحديات قانونية. من المتوقع أن يتم الانتهاء من فترة التعليق على الاقتراح في 28 ديسمبر 2023، وبعد ذلك ستقوم إدارة الجمارك وحماية الحدود بتقييم التعليقات واتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في التنفيذ.
بشكل عام، تشير هذه التطورات إلى أن التحديات المتعلقة بالأمن السيبراني والخصوصية تتزايد باستمرار. من الضروري أن تظل الحكومات والشركات والأفراد على اطلاع دائم بالمخاطر الناشئة وأن يتخذوا خطوات استباقية لحماية بياناتهم وحقوقهم. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بتوسيع صلاحيات المراقبة الحكومية وتنفيذ الإجراءات الجديدة المتعلقة ببيانات المسافرين عن كثب لضمان احترام الخصوصية والحريات المدنية.










