ازدهار قوالب هياكل السيارات القديمة المقلدة بدعم من “إنستغرام”.

يشهد سوق السيارات الكلاسيكية ازدهارًا ملحوظًا، مدفوعًا بالحنين إلى تصميمات الماضي وندرة هذه المركبات. ومع تزايد الطلب، ظهرت شركات متخصصة في إعادة إنتاج هذه السيارات، سواء عن طريق الاستعادة الكاملة أو تصنيع نسخ طبق الأصل، مما أثار جدلاً حول الأصالة والقانونية في هذا المجال. وتتزايد هذه الظاهرة في كل من إندونيسيا والصين والولايات المتحدة.

تستجيب هذه الشركات لرغبة متزايدة بين هواة جمع السيارات، وخاصةً الأثرياء، في امتلاك سيارات ذات طابع فريد وشخصية مميزة، وهو ما يفتقده الكثيرون في السيارات الحديثة ذات التصميمات المتشابهة. تتراوح هذه السيارات المقلدة أو المستعادة بين موديلات شهيرة مثل مرسيدس بنز 300SL جولي وينج وفورد برونكو ولاند روفر ديفندر.

إعادة إنتاج السيارات الكلاسيكية: ازدهار مدفوع بالطلب

لا يقتصر الأمر على إعادة إنتاج الهياكل الخارجية للسيارات الكلاسيكية. تتجه بعض الشركات إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في هذه السيارات، مثل أنظمة الفرامل المعززة، والمحركات عالية الأداء، وأنظمة التكييف الحديثة، وحتى شاشات اللمس وأنظمة الملاحة. هذا المزيج بين الماضي والحاضر يجذب شريحة واسعة من العملاء الذين يرغبون في الاستمتاع بتصميم السيارات الكلاسيكية مع توفير وسائل الراحة والسلامة الحديثة.

النسخ الأصلية مقابل النسخ المقلدة

تعتبر عملية استعادة السيارات الكلاسيكية الأصلية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، نظرًا لندرة قطع الغيار والحاجة إلى خبرة فنية متخصصة. لذلك، يلجأ الكثيرون إلى شراء نسخ مقلدة، والتي غالبًا ما تكون أرخص وأسهل في الحصول عليها. ومع ذلك، فإن هذه النسخ تثير تساؤلات حول قيمتها كتحف فنية وقدرتها على الحفاظ على قيمة استثمارية على المدى الطويل.

تعتبر سيارة شيلبي كوبرا من بين أكثر السيارات الكلاسيكية التي يتم تقليدها، وغالبًا ما يتم إنتاج هياكلها من الألياف الزجاجية في الولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 45 مليون سيارة كلاسيكية في الولايات المتحدة وحدها، بقيمة إجمالية تبلغ تريليون دولار، وفقًا لشركة Hagerty المتخصصة في التأمين على السيارات الكلاسيكية.

بالإضافة إلى الشركات المتخصصة في إعادة الإنتاج، هناك ورش عمل تقدم خدمات “الريستومود” (Restomod)، حيث يتم تعديل السيارات الكلاسيكية الأصلية لتضمين ميزات حديثة. على سبيل المثال، تقدم شركة لاند روفر في المملكة المتحدة سيارات ديفندر “مُعاد إتقانها” بسعر يصل إلى 305,000 دولار، بينما تقوم شركة Helderburg في أركنساس بإعادة بناء هياكل ديفندر القديمة مع إضافة أنظمة صوت متطورة وأنظمة أمان تعتمد على كاميرات متعددة.

يشهد سوق السيارات الكلاسيكية أيضًا تحولًا نحو السيارات الكهربائية. قامت شركة Electrogenic البريطانية بتحويل سيارة رولز رويس فانتوم II عام 1929 إلى سيارة كهربائية، بينما تقوم Kindred Motorworks بتركيب محركات وبطاريات كهربائية في سيارات فورد برونكو القديمة، والتي تباع بعد ذلك بأكثر من 200,000 دولار.

في المقابل، يرى البعض أن السيارات الحديثة، على الرغم من أنها أكثر أمانًا وسهولة في القيادة، تفتقر إلى الشخصية والتميز. فالعديد من السيارات الجديدة تبدو متشابهة، مما يجعل من الصعب التمييز بينها. وهذا ما يدفع هواة جمع السيارات إلى البحث عن السيارات الكلاسيكية التي تتميز بتصميمها الفريد وقصصها المثيرة.

تعتبر هذه الظاهرة انعكاسًا لاتجاه أوسع في عالم السيارات، حيث يتزايد الاهتمام بالتصميم والتراث. فالعديد من الشركات المصنعة للسيارات تستلهم تصميماتها من الماضي، في محاولة لإعادة إحياء سحر السيارات الكلاسيكية. ومع ذلك، فإن هذه المحاولات غالبًا ما تكون مجرد نسخ باهتة من الأصل، ولا يمكنها أن تحل محل السيارات الكلاسيكية الحقيقية.

تتجه الأنظار الآن نحو التطورات القانونية المتعلقة بإعادة إنتاج السيارات الكلاسيكية، حيث أن بعض الشركات تعمل في “منطقة رمادية” من حيث حقوق الملكية الفكرية. من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة نقاشات مكثفة حول هذه القضية، وقد تؤدي إلى إصدار قوانين جديدة تنظم هذا السوق. كما يجب مراقبة مدى تأثير التحول نحو السيارات الكهربائية على مستقبل السيارات الكلاسيكية، وما إذا كان سيؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات “الريستومود” الكهربائية.