العلماء في طورت الولايات المتحدة تقنية يمكنها اكتشاف الألغام الأرضية من مسافة بعيدة وبدقة عالية، مما قد يقلل من خطر إزالة الألغام من مناطق النزاع الحالية والسابقة. تعمل هذه التقنية، المعروفة باسم مستشعر قياس التداخل التفاضلي متعدد الحزم بالليزر، أو Lambdis، عن طريق تسليط أشعة الليزر على الأرض للكشف عن التهديدات المشتبه بها.
يوجد حاليًا أكثر من 110 ملايين لغم أرضي مدفون في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2023، قتلت الألغام أو أصابت 5700 شخص، ويشكل المدنيون 84 بالمائة من الضحايا – نصفهم من الأطفال. ووفقا للأمم المتحدة، تهدد الألغام الأرضية الأرواح في أكثر من 70 دولة.
يمكن صنع اللغم مقابل 3 دولارات فقط، لكن إزالة اللغم يمكن أن تكلف ما يصل إلى 1000 دولار. تعتمد إزالة الألغام الأرضية عادة على عثور البشر عليها باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن المحمولة، وهو أمر خطير، ويستغرق وقتا طويلا، وغير فعال تقريبا في حالة البحث عن الألغام المصنوعة من البلاستيك.
رداً على ذلك، طور باحثون أمريكيون تقنية للكشف عن الألغام الأرضية بشكل غير مباشر، والتي يمكنها اكتشاف الألغام المعدنية والبلاستيكية. يعمل Lambdis عن طريق إرسال اهتزازات إلى الأرض وفي نفس الوقت مسح المنطقة باستخدام شعاع الليزر. سوف تهتز المواد الموجودة في الأرض بترددات مختلفة، وكذلك التربة نفسها، ويتم التقاط هذه الاختلافات بواسطة الليزر عندما ينعكس مرة أخرى إلى باعثه. يقوم نظام Lambdis بعد ذلك بإنشاء صورة تصور هذه الاهتزازات ومواقعها بألوان مختلفة، مما يؤدي إلى إنشاء خريطة للأشياء المدفونة في التربة.
وقد تم تطوير هذه التقنية من قبل فريق بقيادة فياتشيسلاف أرانتشوك، المتخصص في الاستشعار بالليزر في جامعة ميسيسيبي. والأهم من ذلك، أنه يمكنه اكتشاف الألغام من مسافة بعيدة، ويمكن تركيبه على مركبة متحركة للمساعدة في مسح مناطق واسعة.
“سيستمر عدد الألغام الأرضية في الزيادة طالما استمرت الصراعات. يقول أرانتشوك: “ستكون هذه التكنولوجيا مفيدة ليس فقط للاستخدام العسكري في الصراعات المستمرة، ولكن أيضًا للجهود الإنسانية بعد انتهاء الصراعات”.
ويواصل الباحثون تطوير النظام. أصدر إصدار سابق من Lambdis 30 شعاع ليزر في خط واحد، لكن الإصدار الأحدث يصدر حزمًا في مصفوفة 34 × 23، مما يسمح له بتصور الاهتزازات على مساحة أوسع.
تتفاعل أجهزة الكشف عن المعادن التقليدية المستخدمة لإزالة الألغام مع أي جسم معدني، لذلك ليس من غير المألوف أن تكتشف عن طريق الخطأ أشياء أخرى غير الألغام الأرضية. وهناك حل بديل لإزالة الألغام، وهو الرادار تحت الأرض، الذي يصدر موجات كهرومغناطيسية عالية التردد إلى الأرض، ولكن من عيوبه أنه يتأثر بسهولة بحالة التربة. وبالمقارنة، فإن لامديس ينتج عددًا أقل من النتائج الإيجابية الكاذبة.
وفقًا لفريق البحث، يمكن استخدام هذه التقنية ليس فقط للكشف عن الألغام الأرضية، ولكن أيضًا لتقييم هياكل الهندسة المدنية مثل الجسور من حيث السلامة الهيكلية أو الضرر. وفي المستقبل، يمكن استخدامه لتحليل المنتجات في صناعات السيارات والفضاء، أو حتى في التصوير الطبي. بعد ذلك، يخطط الفريق لتقييم أداء Lambdis في ظروف التربة المختلفة وعند البحث عن أنواع أخرى من الأشياء المدفونة.
ظهرت هذه القصة في الأصل على WIRED Japan وتمت ترجمتها من اليابانية.