أعلنت شركة Cloudflare، المزود العالمي لخدمات البنية التحتية للإنترنت، أنها حظرت أكثر من 400 مليار طلب من روبوتات الذكاء الاصطناعي منذ الأول من يوليو. يأتي هذا الإجراء في ظل تزايد قلق الناشرين وصناع المحتوى بشأن استخدام نماذج اللغة الكبيرة التي تغذي أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لبياناتهم دون إذن أو تعويض، مما يثير تساؤلات حول مستقبل نموذج عمل الإنترنت. هذا التحرك يهدف إلى حماية حقوق الملكية الفكرية وتعزيز بيئة إنترنت عادلة.
وقد بدأت Cloudflare في تنفيذ هذه الإجراءات بعد إطلاق مبادرة “يوم الاستقلال للمحتوى” في يوليو، والتي تهدف إلى حظر برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي افتراضيًا على أعمال منشئي المحتوى، ما لم تدفع شركات الذكاء الاصطناعي مقابل الوصول. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة رد فعل على المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة المحتوى والاقتصاد الرقمي.
تأثير الذكاء الاصطناعي على نموذج عمل الإنترنت
أشار ماثيو برينس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare، إلى أن نموذج عمل الإنترنت التقليدي يعتمد على إنشاء محتوى يجذب الزيارات إلى المواقع الإلكترونية، ومن ثم بيع المنتجات أو الاشتراكات أو الإعلانات. ومع ذلك، يرى برينس أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا جذريًا في هذا النموذج، وأن مستقبل الإنترنت قد يكون مختلفًا تمامًا.
تحديات تواجه منشئي المحتوى
أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها منشئو المحتوى هو أن شركات الذكاء الاصطناعي تستخدم بياناتهم لتدريب نماذجها دون الحصول على إذن أو تقديم تعويض عادل. هذا يثير مخاوف بشأن حقوق الملكية الفكرية وإمكانية استغلال المحتوى الإبداعي.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه المواقع الإلكترونية معضلة بسبب سياسات جوجل المتعلقة ببرامج الزحف الخاصة بها. فقد قامت جوجل بدمج برامج الزحف الخاصة بالبحث والذكاء الاصطناعي في برنامج واحد، مما يعني أن حظر برنامج الزحف الخاص بالذكاء الاصطناعي يؤدي أيضًا إلى حظر فهرسة الموقع في نتائج بحث جوجل. هذا يضع منشئي المحتوى في موقف صعب، حيث أنهم لا يريدون أن يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على أعمالهم، ولكنهم في الوقت نفسه يحتاجون إلى الظهور في نتائج بحث جوجل لجذب الجمهور.
دور Cloudflare في حماية الإنترنت
تسعى Cloudflare إلى لعب دور فعال في حماية الإنترنت وضمان بيئة عادلة لجميع الشركات ومنشئي المحتوى. وتهدف الشركة إلى استخدام موقعها المتميز في البنية التحتية للإنترنت لتثبيط الاحتكار وحماية الإنترنت كمكان يمكن للشركات والأفراد من جميع الأحجام أن يزدهروا فيه.
وتقدم Cloudflare أدوات لعملائها لحظر روبوتات الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى محتواهم. وتهدف هذه الأدوات إلى تمكين منشئي المحتوى من التحكم في كيفية استخدام بياناتهم وحماية حقوقهم.
مخاوف بشأن ممارسات جوجل
أعرب برينس عن قلقه بشأن سياسات جوجل، مشيرًا إلى أن الشركة تستخدم موقعها الاحتكاري في سوق البحث لتعزيز موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي. واعتبر أن هذا الأمر غير عادل ويضر بالمنافسة.
وأضاف أن جوجل تطلب من المواقع الإلكترونية الاختيار بين السماح لبرامج الزحف الخاصة بها بفهرسة محتواها أو حظر برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لمنشئي المحتوى.
تأثيرات محتملة على صناعة المحتوى
قد تؤدي ممارسات جوجل إلى تقويض نموذج عمل صناعة المحتوى، حيث أن الشركات الصغيرة والمتوسطة قد لا تكون قادرة على تحمل تكاليف الدفع لشركات الذكاء الاصطناعي مقابل الوصول إلى بياناتها. هذا قد يؤدي إلى تركيز أكبر للسلطة في أيدي عدد قليل من الشركات الكبيرة.
ومع ذلك، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر أيضًا فرصًا جديدة لمنشئي المحتوى، مثل تطوير أدوات جديدة لإنشاء المحتوى وتحسينه. التعلم الآلي يمكن أن يساعد في تحليل البيانات وتقديم رؤى قيمة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاش متزايد حول الحاجة إلى وضع قوانين ولوائح جديدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتحمي حقوق الملكية الفكرية. البيانات الضخمة هي المحرك الرئيسي لهذه التكنولوجيا.
من المتوقع أن تستمر Cloudflare في مراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي وتعديل استراتيجياتها وفقًا لذلك. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من المناقشات حول هذه القضايا، وقد نشهد أيضًا تدخلًا من الجهات التنظيمية لوضع قواعد جديدة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي. سيراقب المراقبون عن كثب رد فعل جوجل على هذه التطورات، وما إذا كانت ستغير سياساتها المتعلقة ببرامج الزحف الخاصة بها.










