تهدف شركة جوجل إلى إحداث ثورة في سوق الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة من خلال نظام تشغيل جديد موحد. يُعرف هذا النظام المحتمل باسم “الألومنيوم” (Aluminium OS)، وهو يمثل دمجًا طموحًا بين نظامي التشغيل ChromeOS و Android. من المتوقع أن يشهد هذا الاندماج إطلاقًا رسميًا في عام 2026، مما قد يغير ديناميكيات المنافسة في هذا القطاع.
أعلنت جوجل عن خططها لدمج نظامي التشغيل ChromeOS و Android خلال قمة Snapdragon في سبتمبر الماضي، وفقًا لتصريحات مسؤوليها. يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من التفكير في كيفية الاستفادة من نقاط القوة في كلا النظامين، خاصةً بعد عدم النجاح الكبير الذي حققه جهاز Pixel Slate في عام 2018. وتركز الشركة الآن على تقديم تجربة مستخدم متكاملة عبر مختلف الأجهزة.
نظام تشغيل الألومنيوم: مستقبل أجهزة Chromebook والأجهزة اللوحية؟
لطالما واجهت جوجل تحديًا في تحقيق مكانة قوية في سوق الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، حيث ظلت خلف منافسين رئيسيين مثل Apple و Microsoft. يعتبر نظام الألومنيوم محاولة جريئة لسد هذه الفجوة من خلال تقديم نظام تشغيل يجمع بين سهولة استخدام Android وقدرات ChromeOS في مجال الإنتاجية والأمان. يشابه هذا النهج استراتيجية Apple في الحفاظ على نظامين منفصلين (iPadOS و macOS) مع بعض أوجه التآزر، لكن جوجل تسير نحو دمج أعمق.
تاريخ التكامل بين ChromeOS و Android
بدأت جوجل في دمج نظامي التشغيل تدريجيًا على مدار العقد الماضي. كانت الخطوة الأولى هي إتاحة تشغيل تطبيقات Android على أجهزة Chromebook، مما أضاف قيمة كبيرة لهذه الأجهزة. ثم تبع ذلك إدخال ميزات أخرى تهدف إلى جعل تجربة المستخدم أكثر اتساقًا بين النظامين. ومع ذلك، ظلت هذه مجرد خطوات تدريجية وليست حلاً جذريًا.
في مؤتمر Google I/O لعام 2025، سلطت الشركة الضوء على التحسينات في التوافق بين ChromeOS و Android. أكد ريك أوستيرلوه، رئيس قسم الأجهزة في جوجل، على الشراكة مع Qualcomm لتطوير هذا النظام الجديد، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقديم Android إلى سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وفقًا لما ذكر في قمة Snapdragon. تعتبر Qualcomm شريكًا مناسبًا نظرًا لخبرتها الواسعة في تطوير الرقائق المخصصة للهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
ما الذي يميز نظام الألومنيوم؟
وفقًا لتصريحات سامير سامات، رئيس قسم نظام Android البيئي في جوجل، فإن المشروع يهدف إلى تجاوز الاختلافات التقليدية بين أنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية. “لقد انطلقنا في مشروع لتوحيد ذلك”، هذا ما قاله سامات. يُشير هذا إلى أن نظام الألومنيوم لن يكون مجرد نسخة من Android تعمل على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، بل سيكون نظامًا جديدًا تمامًا مصممًا للاستفادة من قوة كلا النظامين.
من المتوقع أن يحافظ نظام الألومنيوم على ميزات ChromeOS الأساسية، مثل التحديثات التلقائية والأمان القوي والتكامل السلس مع خدمات Google. في المقابل، سيستفيد من نظام Android في توفير الوصول إلى مجموعة واسعة من التطبيقات والمرونة في تخصيص واجهة المستخدم. من المرجح أيضًا أن يدعم النظام مجموعة متنوعة من أنواع الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة القابلة للتحويل والأجهزة اللوحية التقليدية.
يشكل هذا الاندماج تحديًا كبيرًا، حيث يتطلب التغلب على العديد من العقبات التقنية والتوافقية. ومع ذلك، إذا نجحت جوجل في تحقيق رؤيتها، فقد يؤدي نظام الألومنيوم إلى تغيير الطريقة التي نستخدم بها أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية، مما يوفر تجربة أكثر سلاسة وإنتاجية. قد نشهد أيضًا تأثيرًا على سوق تطبيقات الأجهزة اللوحية و Chromebook، مع زيادة في عدد التطبيقات المحسنة لكلا النظامين.
تأثيرات محتملة على سوق الأجهزة
قد يؤدي إطلاق نظام الألومنيوم إلى زيادة المنافسة في سوق الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. يمكن أن يجذب النظام مستخدمين جددًا يبحثون عن بديل لنظامي Windows و macOS. بالإضافة إلى ذلك، قد يشجع المصنعين على تطوير أجهزة جديدة ومبتكرة تعمل بنظام الألومنيوم.
من المرجح أن تركز جوجل بشكل كبير على التسويق لنظامها الجديد، بهدف إبراز مزاياه الفريدة. قد يشمل ذلك إطلاق حملات إعلانية واسعة النطاق وتقديم حوافز للمطورين لتبني النظام. يهدف هذا الجهد إلى بناء نظام بيئي قوي حول نظام الألومنيوم، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستخدمين. ما زالت تفاصيل شاملة حول نظام التشغيل الجديد غير واضحة.
تستمر جوجل في تطوير الأجهزة القابلة للطي وتسعى لدمجها بسلاسة في نظام الألومنيوم، مما يعزز تجربة المستخدم ويوفر مرونة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، تعمل جوجل على تحسين أداء استهلاك الطاقة لضمان عمر بطارية طويل.
ومع ذلك، هناك بعض المخاوف بشأن مدى نجاح هذا الاندماج. قد يواجه النظام صعوبة في التنافس مع أنظمة التشغيل الراسخة مثل Windows و macOS. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون على جوجل التغلب على تحديات تتعلق بتوافق التطبيقات والأداء.
الخطوة التالية المتوقعة من جوجل هي تقديم المزيد من التفاصيل حول نظام الألومنيوم في مؤتمر Google I/O 2026. من المتوقع أن تشمل هذه التفاصيل واجهة المستخدم والميزات الجديدة وخطة التوافق مع التطبيقات الحالية. ينبغي مراقبة التطورات المتعلقة بالشراكة مع Qualcomm عن كثب، حيث يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في نجاح النظام. من المهم أيضًا تتبع ردود فعل المطورين والمستخدمين، حيث يمكن أن تساعد جوجل في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. ستكون النتيجة النهائية لدمج Android و ChromeOS نقطة محورية لتطور الشركة في سوق الحوسبة الشخصية.










