أظهرت الأسواق العالمية هذا الأسبوع اتجاهًا متباينًا حيث انغمس المستثمرون في مجموعة متنوعة من تطورات الاقتصاد الكلي والأرباح الفصلية للشركة.
تستعد الأسهم الأوروبية لإغلاق متباين، حيث يواجه مؤشر Euro Stoxx 600 ومؤشر DAX ضغوطًا، بينما يرتفع مؤشر FTSE 100 خلال الأسبوع. في هذه الأثناء، شهدت وول ستريت أسبوعًا متقلبًا وسط اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والنتائج الفصلية لشركات التكنولوجيا الكبرى. وتبرز آسيا باعتبارها الأفضل أداءً، ولا سيما أسواق الأسهم الصينية.
أوروبا
وعلى مدار فترة تداول استمرت خمسة أيام، ارتفع مؤشر FTSE 100 بنسبة 0.4%، في حين شهد مؤشر Euro Stoxx 600 انخفاضًا بنسبة 0.5%، وانخفض مؤشر DAX بنسبة 1.4%.
وشهدت أسواق الأسهم في منطقة اليورو ضغوطا تعزى إلى ضعف الأداء في العديد من القطاعات الرئيسية. على مدى فترة تداول استمرت خمسة أيام، أدت أسهم المتاجر الفاخرة إلى خسائر واسعة النطاق في مؤشر Euro Stoxx 600، مع انخفاض LVMH بنسبة 3.6٪، وتراجع Hermes International بنسبة 4.88٪، وتراجع Christian Dior SE بنسبة 2.7٪. وتعكس الحركة الهبوطية في هذا القطاع ضعف الطلب في أقسام التصميم هذه بسبب مخاوف التضخم وتباطؤ المبيعات في الدول الآسيوية.
وواجهت أسهم الطاقة تراجعا يعزى إلى انخفاض أسعار النفط الخام، على الرغم من النتائج الفصلية الأفضل من المتوقع لشركة شل. تجاوزت شركة إنتاج النفط والغاز تقديرات أرباحها في أرباح الربع الأول، حيث أعلنت عن أرباح معدلة قدرها 7.7 مليار دولار، متجاوزة بشكل كبير 6.5 مليار دولار المقدرة، مستفيدة من الاضطرابات في البحر الأحمر والهجوم على مصفاة التكرير الروسية. وارتفعت أسهم شل بنسبة 2% يوم الخميس.
وكانت أسهم الرعاية الصحية مختلطة. وارتفعت أسهم جلاكسو سميث كلاين 1.4% بعد أن فاقت شركة الأدوية البريطانية توقعات الأرباح في نمو إيراداتها يوم الخميس، مما رفع أسهمها 5.2% أسبوعيا. واصلت شركة AstraZeneca زخمها الصعودي، مرتفعة بنسبة 2.2% خلال أيام التداول الماضية. مع ذلك، تراجعت أسهم نوفو نورديسك بنسبة 2.7% بعد أن أعلنت شركة الأدوية الدنماركية العملاقة عن زيادة في أرباحها لكنها قدمت توجيهات خفيفة. تواجه الشركة الطبية منافسة من المنافسين، عادةً إيلي ليلي، في منتجها الرئيسي، وهو أدوية إنقاص الوزن.
وعلى العكس من ذلك، أظهرت أسواق الأسهم في المملكة المتحدة حركة مرنة، مدفوعة بالزخم القوي في القطاع المصرفي. شهد بنك HSBC، أكبر بنك في أوروبا، ارتفاعًا في أسهمه بنسبة 6.4% خلال أيام التداول الخمسة الماضية بعد ارتفاع الأرباح. وصلت إيرادات البنك إلى 20.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 3% على أساس سنوي، ووافق على توزيع أرباح مرحلية أولى بقيمة 10 سنتات للسهم.
في أسواق العملات، ارتفع كل من اليورو دولار والجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي للأسبوع الثاني على التوالي بعد خطاب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأقل تشددًا من المتوقع.
وول ستريت
انتعشت أسواق الأسهم الأمريكية بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد تراجع أولي في وقت مبكر من الأسبوع بسبب ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية. كما ساعدت الأرباح الفصلية الإيجابية من أمازون وأبل في تعويض هذا الانخفاض. ومع ذلك، لا تزال وول ستريت في المنطقة السلبية بفضل الأداء الأسبوعي. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.04%، وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.55%.
على مستوى القطاع، سبعة من أصل أحد عشر قطاعًا في مؤشر S&P 500 تقع حاليًا في المنطقة السلبية لهذا الأسبوع. والجدير بالذكر أن أسهم المرافق قادت المكاسب، حيث ارتفعت بنسبة 1.6٪. ويشير الأداء المتفوق لهذا القطاع إلى تحول كبير وسط دورة التناوب في وول ستريت، مدفوعة بزيادة الطلب على الكهرباء بسبب ازدهار البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، شهد القطاع الاستهلاكي التقديري زيادة بنسبة 1٪ خلال أيام التداول الخمسة الماضية، مدعومًا بالارتفاعات في أسهم تيسلا وأمازون.
ارتفعت أسهم أمازون بنسبة 6% بعد تحقيق أرباح قوية، مما أظهر نموًا متسارعًا في أعمالها السحابية وسط تطورات الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، تجاوزت شركة أبل توقعات السوق في كل من أرباح السهم والإيرادات، مدفوعة بشكل خاص بالنمو الملحوظ في مبيعات خدماتها. أدى إعلان شركة Apple عن خطة إعادة شراء أسهم قياسية بقيمة 110 مليار دولار إلى زيادة ارتفاع الأسهم.
أظهرت سلسلة من البيانات الاقتصادية أن الاقتصاد الأمريكي قد يخفف من نموه مع انكماش مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM في أبريل، في حين انخفض مؤشر JOLTS للوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوى منذ مارس 2021. وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن رفع سعر الفائدة غير مرجح هذا العام عند مستوى اجتماع السياسة النقدية، على الرغم من أنه حافظ على موقف سعر الفائدة “الأعلى لفترة أطول”.
الأسواق الآسيوية
واصلت أسواق الأسهم الصينية التفوق في الأداء على نظيراتها العالمية، مع ارتفاع مؤشر هانغ سينغ بنسبة 4.4%، وارتفاع مؤشر China A50 بنسبة 0.47% هذا الأسبوع. ومع وجود سياسة نقدية أكثر مرونة وسعر صرف مستقر نسبيا للعملة، يبدو أن المستثمرين يتجهون إلى الأسواق الصينية كوجهة ملاذ آمن خلال هذه الفترة المتقلبة. وكان القطاعان المالي والتكنولوجي قويين بشكل خاص، مما يجعل تقارير الأرباح القادمة من شركتي علي بابا وبايدو حاسمة بالنسبة لمسار السوق الإقليمي.
علاوة على ذلك، شهدت أسواق الأسهم الأسترالية واليابانية مكاسب متواضعة خلال الأسبوع، مع ارتفاع مؤشر ASX 200 بنسبة 0.76% ومؤشر Nikkei 225 بنسبة 0.73% قبل إغلاق يوم الجمعة.