تدرس ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية حظر ترديد عبارة “إضفاء الطابع العالمي على الانتفاضة” (“globalize the intifada”)، والتي يعتبرها الكثيرون دعوة معادية للسامية وتشجع على العنف ضد اليهود. يأتي هذا المقترح في أعقاب حادث إطلاق نار جماعي دامٍ خلال احتفال بـ Hanukkah في شاطئ بوندي، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا. يُعد هذا الإجراء استجابة لارتفاع معدلات معاداة السامية في أستراليا، خاصة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
حظر “إضفاء الطابع العالمي على الانتفاضة” وتوسيع صلاحيات الشرطة
صرح رئيس وزراء نيوساوث ويلز، كريس مينز، أن الحظر المقترح سيتيح للشرطة صلاحيات أوسع نطاقًا لمطالبة المتظاهرين بإزالة الأغطية التي تحجب وجوههم أثناء المظاهرات، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. وأكد مينز أن “خطاب الكراهية أو التحريض على الكراهية ليس له مكان في مجتمعنا”.
وأضاف مينز أن الأحداث المروعة الأخيرة أظهرت أن ترديد عبارة “إضفاء الطابع العالمي على الانتفاضة” يمثل خطاب كراهية ويشجع على العنف في المجتمع. وحذر من أن استخدام هذه العبارة يعتبر “مقامرة محفوفة بالمخاطر”.
تدابير إضافية لمكافحة التطرف
بالإضافة إلى حظر العبارة المذكورة، يهدف الاقتراح إلى منع العروض العامة لأعلام تنظيم داعش أو الرموز المتطرفة الأخرى. قد يعاقب المخالفون بالسجن لمدة تصل إلى عامين، بالإضافة إلى الغرامات المالية، وفقًا للتقارير. هذا يعكس قلقًا متزايدًا بشأن انتشار الأيديولوجيات المتطرفة في أستراليا.
الهجوم في بوندي والصلات بتنظيم داعش
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي يوم الجمعة أن المعلومات الاستخبارية أكدت أن حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي كان مستوحى من تنظيم داعش. وأشار إلى وجود “تدفق منتظم للفيديو عبر الإنترنت من تنظيم داعش يعزز فكرة أن الهجوم كان مستوحى من هذا التنظيم”، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
تعقبًا للحادث، أعلن ألبانيزي عن خطة لشراء الأسلحة النارية المتداولة وتشجيع المواطنين على تسليمها، بالإضافة إلى تخصيص “يوم للتفكير” لإحياء ذكرى الضحايا. هذه الخطوات تأتي في سياق مراجعة شاملة لقوانين حيازة الأسلحة في أستراليا.
زيادة معاداة السامية وتأثيرها
شهدت أستراليا ارتفاعًا في معدلات معاداة السامية قبل وبعد هجوم بوندي، مع وقوع عدد من الحوادث في أعقاب هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. يظهر هذا التطور تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الأسترالي المتنوع.
في هذا السياق، يذكر أن الحاخام إيلي شلانجر، وهو شخصية بارزة في المجتمع اليهودي وقُتل في هجوم بوندي، قد كتب رسالة إلى رئيس الوزراء ألبانيزي أعرب فيها عن قلقه بشأن تصاعد ظاهرة معاداة السامية. وحث شلانجر رئيس الوزراء على “عدم خيانة الشعب اليهودي”. تعكس هذه الرسالة الشعور المتزايد بالخوف والضعف لدى أفراد المجتمع اليهودي في أستراليا.
خلفية الموضوع
تعتبر “الانتفاضة” مصطلحًا عربيًا يشير إلى فترة من المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. في سياقات معينة، يمكن أن تستخدم عبارة “إضفاء الطابع العالمي على الانتفاضة” كدعوة إلى العنف ضد اليهود في جميع أنحاء العالم، وهذا ما يفسر الحساسية الشديدة تجاهها لدى المجتمعات اليهودية. بالإضافة إلى ذلك، يشير مصطلح “معاداة السامية” (Antisemitism) إلى التحيز أو العداء تجاه اليهود.
القلق من التطرف (Extremism) يزداد في العديد من الدول، مما يدفع الحكومات إلى اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة هذه الظاهرة. تعتبر أستراليا من بين الدول التي تسعى إلى تعزيز قوانينها لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
من المتوقع أن يتم تقديم مشروع القانون الذي يحظر هذه العبارة إلى البرلمان الأسترالي في الأسابيع القادمة. وستكون المناقشات في البرلمان حاسمة في تحديد ما إذا كان سيتم تمرير القانون بالشكل الحالي أم سيتم إجراء تعديلات عليه. يجدر بالمتابعة أيضًا ردود فعل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني على مشروع القانون، حيث قد تثير بعض التعديلات مخاوف بشأن حرية التعبير.










