تشهد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا تطورات جديدة، حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قرب التوصل إلى اتفاق إطار بشأن الضمانات الأمنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة. يأتي هذا في وقت تعلن فيه روسيا عن رغبتها في إجراء تعديلات كبيرة على أي مقترح للسلام، مما يلقي بظلال من الشك على مستقبل المفاوضات. هذا التطور يضع الضمانات الأمنية في صميم النقاش الدبلوماسي الحالي.
التقدم في المحادثات الأمريكية الأوكرانية حول الضمانات الأمنية
أفاد زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في كييف، أن المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين أسفرت عن خطة تتضمن 20 نقطة ومستندات مصاحبة تحدد الضمانات الأمنية التي تشمل أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين. وأقر بأن الإطار ليس مثالياً، لكنه وصفه بأنه خطوة ملموسة إلى الأمام. وأشار إلى وجود وثيقة ثنائية مع واشنطن بشأن الضمانات الأمنية سيتم عرضها على الكونجرس الأمريكي.
تفاصيل الخطة المقترحة
وفقًا لتصريحات زيلينسكي، فإن حوالي 90% من الملاحق الهامة المتعلقة باحتياجات الجيش الأوكراني قد تم الاتفاق عليها بشكل كبير. كما تم إعداد مسودة أولية لاتفاقية بشأن إعادة إعمار أوكرانيا، والتي تعتبر استراتيجية اقتصادية أساسية إلى جانب الوثائق الأمنية. تتضمن هذه الخطة المقترحة أيضًا دعمًا اقتصاديًا كبيرًا لأوكرانيا، وهو ما يعتبره الكثيرون ضروريًا لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
ومع ذلك، حذر زيلينسكي من أن الدبلوماسية لم تقلل من التهديد العسكري الفوري من روسيا. وانتقد موسكو لرفضها مقترحات وقف إطلاق النار خلال فترة الأعياد، واصفًا ذلك بأنه “إشارة سيئة” وحذر من احتمال وقوع هجمات خلال العطلات. كما أكد زيلينسكي أن القوات الروسية استولت على قرية حدودية في منطقة سومي الأوكرانية، واحتجزت العشرات من المدنيين و13 جنديًا أوكرانيًا.
رد فعل روسيا والمطالب بالتعديلات
في المقابل، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تم إطلاعه على المقترحات الأمريكية للسلام. وتتوقع موسكو صياغة موقفها في الأيام المقبلة. تشير التقارير إلى أن روسيا تعتبر الخطة التي تم الاتفاق عليها بين أوكرانيا والولايات المتحدة مجرد نقطة انطلاق.
وبحسب مصدر مقرب من الكرملين، فإن موسكو تنوي السعي لإجراء تعديلات رئيسية، بما في ذلك المزيد من القيود على القوات الأوكرانية. وتجادل روسيا بأن المقترح يفتقر إلى أحكام مهمة بالنسبة لها ويترك العديد من الأسئلة دون إجابة. السلام في أوكرانيا يتطلب، من وجهة نظر روسيا، معالجة هذه المخاوف بشكل كامل.
تباين المواقف
يبرز التباين في المواقف فجوة متزايدة بين تصوير كييف للتقدم نحو الضمانات الأمنية وإصرار موسكو على إعادة التفاوض بشأن العناصر الأساسية للخطة المدعومة من الولايات المتحدة. هذا التباين يعكس صعوبة التوصل إلى حل مقبول للطرفين في الوقت الحالي. الأزمة الأوكرانية لا تزال معقدة وتتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن روسيا تطلب ضمانات بشأن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية، وهو ما تعتبره أوكرانيا والولايات المتحدة أمرًا غير مقبول. هذه القضية المتعلقة بـالتوسع العسكري تظل نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات.
من المتوقع أن تقوم روسيا بتقديم رؤيتها التفصيلية للمفاوضات في الأيام القادمة، مما سيحدد مسار المحادثات المستقبلية. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت موسكو مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، أو ما إذا كانت ستصر على شروطها. المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات، ويأمل في التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية.










