أعلنت الشرطة الفلسطينية اعتقال ثلاثة أشخاص على خلفية إضرام النيران في شجرة عيد الميلاد وتخريب جزء من معروض الميلاد في كنيسة الفداء المقدس في جنين بالضفة الغربية المحتلة. يأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه الإقليم تصاعدًا في التوترات، خاصةً مع استمرار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة. وتثير هذه الواقعة مخاوف بشأن حرية الممارسة الدينية وعيد الميلاد في فلسطين، وتأثير الصراع على المجتمعات المسيحية.
هجوم على معروض الميلاد في جنين وتداعياته
وقع الهجوم حوالي الساعة الثالثة صباحًا يوم الاثنين، وفقًا لإفادة الكنيسة. وقد نشرت الكنيسة صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر هيكل شجرة عيد الميلاد الاصطناعية وقد تجردت من أغصانها البلاستيكية الخضراء، مع تناثر الزخارف الحمراء والذهبية في ساحة الكنيسة. الشرطة الفلسطينية أكدت أنها استعادت أدوات يُعتقد أنها استخدمت في الهجوم.
أدانت الشرطة الفلسطينية بشدة ما وصفته بمحاولة متعمدة لإثارة التوتر الطائفي والديني في الضفة الغربية. وأشارت إلى أن التحقيق جارٍ لتحديد دوافع الجناة بشكل كامل. وقد تم اتخاذ إجراءات أمنية إضافية حول الكنائس والمواقع المسيحية الأخرى في جنين والمناطق المحيطة بها.
رد فعل الكنيسة والمجتمع المحلي
على الرغم من الحادث، قامت الكنيسة بسرعة بتنظيف آثار الحريق وتركيب شجرة جديدة في اليوم التالي، في الوقت المناسب للاحتفال بقداس عيد الميلاد. وقد أقيم احتفال خاص بحضور قادة مسلمين ومسيحيين محليين وشخصيات سياسية. وأكد الأب عامر جبران، الكاهن المحلي في الكنيسة، أن هذا الحادث كان فرديًا ولا يعكس الوحدة التي تجمع بين أهالي المدينة.
وذكرت كنيسة الفداء المقدس في بيان لها أن هذا الحدث أكد أن محاولات الإضرار بالرموز الدينية لن تقلل من روح المدينة أو إيمان شعبها. وقد عبر العديد من السكان المحليين عن إدانتهم للهجوم وتأكيدهم على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في جنين.
تراجع عدد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية
يواجه المجتمع المسيحي الصغير في الضفة الغربية تهديدات متزايدة من التطرف من مختلف الأطراف، بما في ذلك المستوطنين الإسرائيليين والمتطرفين الفلسطينيين، مما يدفع الكثيرين إلى الهجرة من المنطقة. يشكل المسيحيون ما بين 1-2٪ من سكان الضفة الغربية البالغ عددهم حوالي 3 ملايين نسمة، ومعظم السكان من المسلمين.
على نطاق أوسع في الشرق الأوسط، يشهد عدد السكان المسيحيين انخفاضًا مستمرًا بسبب الصراعات والظروف الاقتصادية الصعبة. الوضع في القدس يثير قلقًا خاصًا، حيث وثقت بعض السلطات الكنسية ومجموعات المراقبة زيادة في المشاعر المعادية للمسيحيين والمضايقات في المدينة القديمة.
العنف في الضفة الغربية تصاعد بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف الجماعات المسلحة إلى مقتل المئات من الفلسطينيين ونزوح عشرات الآلاف. وفي الوقت نفسه، تعرض الإسرائيليون لهجمات من قبل مسلحين فلسطينيين في إسرائيل والضفة الغربية. وقد تزامن هذا الصراع مع زيادة في عنف المستوطنين الإسرائيليين والهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين.
وفي سياق متصل، دعا البابا فرانسيس إلى وقف العنف في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية في كلمته بمناسبة عيد الميلاد. كما أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة والضفة الغربية.
من المتوقع أن تستمر التوترات في الضفة الغربية في ظل استمرار الصراع في غزة. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تطورات الوضع الأمني وتأثيرها على المجتمعات المحلية، وخاصةً المجتمع المسيحي. كما سيتم التركيز على جهود تعزيز التعايش السلمي والحفاظ على حرية الممارسة الدينية للجميع.










