أعلن الاتحاد الأوروبي عن إطار ثقافي جديد يهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والفني بين الدول الأعضاء. وقد تمت الموافقة على “بوصلة الثقافة لأوروبا” من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي، ويعتبر هذا الإطار خطوة هامة نحو تعزيز دور الثقافة في تعزيز الهوية الأوروبية.
وقد تم تطوير هذا الإطار من قبل المفوض الأوروبي للثقافة والشباب والرياضة، غلين ميكاليف، بهدف تعزيز التعاون الثقافي والفني بين الدول الأعضاء. ومن المتوقع أن يتم اعتماد هذا الإطار رسميًا من قبل جميع مؤسسات الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2026.
تعزيز الحرية الفنية
يعتبر تعزيز الحرية الفنية أحد الأهداف الرئيسية لـ “بوصلة الثقافة لأوروبا”. وقد أشار ميكاليف إلى أن الحرية الفنية تعتبر أساسية لتعزيز الديمقراطية في أوروبا. وأضاف أن “عندما يكون الفنانون أحرارًا في التعبير عن أنفسهم، فإن الديمقراطية تكتسب صوتًا”.
ومع ذلك، يواجه الفنانون العديد من التحديات، بما في ذلك الهجمات على حريتهم الفنية والتدخل في استقلال المؤسسات الثقافية. ولذلك، يهدف الإطار الجديد إلى تعزيز حماية الفنانون وتقديم الدعم لهم.
تأثير التكنولوجيا الرقمية
كما يتناول الإطار تأثير التكنولوجيا الرقمية على القطاع الثقافي، ولا سيما تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الثقافي. وقد أشار ميكاليف إلى أن التكنولوجيا الرقمية توفر فرصًا هائلة للقطاع الثقافي، ولكنها تتطلب أيضًا حماية حقوق الفنانين.
وقد تم التأكيد على أهمية تطوير استراتيجية جديدة للذكاء الاصطناعي في القطاع الثقافي والإبداعي، مع مراعاة احتياجاتهم الخاصة في سياساتهم الرقمية المستقبلية. وستركز هذه الاستراتيجية على تعزيز التعاون بين المبدعين والقطاع الرقمي، وتعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتحديد الدعم والتكيفات اللازمة لحماية المحتوى والمبدعين.
حماية حقوق التأليف والنشر
أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع الثقافي هو حماية حقوق التأليف والنشر في عصر الذكاء الاصطناعي. حيث يشتكي العديد من الفنانين من استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لمحتوى محمي بحقوق التأليف دون إذن منهم.
وقد أشار ميكاليف إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل أطر تنظيمية ملزمة قانونًا، مثل قانون الخدمات الرقمية وقانون الذكاء الاصطناعي وتوجيه حقوق التأليف والنشر، التي تساعد في حماية حقوق الفنانين. ومع ذلك، يعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لضمان حماية هذه الحقوق بشكل كاف.
تحسين ظروف العمل للفنانين
يعاني العديد من الفنانين من ظروف عمل غير مستقرة وغير آمنة. وقد أشار ميكاليف إلى أن “نصف الأشخاص الذين يعملون في هذا القطاع يقولون إنهم يواجهون ظروف عمل سيئة”. ولذلك، يهدف الإطار الجديد إلى تحسين ظروف العمل للفنانين من خلال إنشاء ميثاق أوروبي للفنانين.
سيوصي هذا الميثاق بالالتزامات بظروف عمل عادلة وسيزيد من الامتثال والمساءلة. ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا الميثاق في ديسمبر المقبل، حيث سيتم عقد اجتماع رفيع المستوى حول ظروف عمل الفنانين.
من المتوقع أن يتم اعتماد “بوصلة الثقافة لأوروبا” رسميًا من قبل جميع مؤسسات الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2026. وستكون الخطوة التالية هي تنفيذ الإطار الجديد وتعزيز التعاون الثقافي والفني بين الدول الأعضاء. كما سيتم متابعة تقدم تنفيذ الإطار وتقييم تأثيره على القطاع الثقافي الأوروبي.










