أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) تحذيراً لشركات الطيران بشأن التحليق فوق فنزويلا، داعية إلى “توخي الحذر” بسبب “الوضع الأمني المحتمل الخطير” في المنطقة. يأتي هذا التحذير في ظل زيادة كبيرة في الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، كجزء من حملة موسعة تستهدف شبكات تهريب المخدرات والجماعات التي توصف بأنها “إرهابية مرتبطة بالمخدرات” والتي تعمل بالقرب من فنزويلا.
ويشمل التحذير منطقة معلومات الطيران في مايكيتيا (Maiquetia FIR) على جميع الارتفاعات. وقد طلبت إدارة الطيران الفيدرالية من شركات الطيران تقديم إشعار مسبق مدته 72 ساعة على الأقل إذا كانت تخطط للطيران عبر المنطقة، وذلك وفقًا لبيان رسمي صادر عن الإدارة.
تحذيرات الطيران فوق فنزويلا: تصعيد التوترات
أكدت إدارة الطيران الفيدرالية أن التهديدات قد تشكل خطرًا محتملاً على الطائرات على جميع الارتفاعات، بما في ذلك أثناء التحليق، ومراحل الوصول والمغادرة، و/أو الطائرات والمطارات على الأرض. ويأتي هذا التحذير بعد فترة من التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، خاصة فيما يتعلق بمكافحة تهريب المخدرات والوضع السياسي الداخلي في فنزويلا.
زيادة النشاط العسكري والتدخلات في أنظمة الملاحة
وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية، لوحظ منذ سبتمبر 2025 زيادة في التداخل مع نظام تحديد المواقع العالمي (GNSS) في منطقة معلومات الطيران في مايكيتيا، بالإضافة إلى نشاط مرتبط بزيادة الاستعداد العسكري الفنزويلي. وقد أبلغت بعض الطائرات المدنية عن تداخل في نظام تحديد المواقع العالمي أثناء عبورها المنطقة، مما تسبب في بعض الحالات في آثار مستمرة طوال الرحلة.
بالإضافة إلى ذلك، أجرت فنزويلا منذ أوائل سبتمبر العديد من التدريبات العسكرية ونشرت تعبئة جماعية لآلاف القوات العسكرية والاحتياطية. على الرغم من أن فنزويلا لم تعبر عن أي نية لاستهداف الطيران المدني، إلا أن الجيش الفنزويلي يمتلك طائرات مقاتلة متطورة وأنظمة أسلحة متعددة قادرة على الوصول إلى أو تجاوز ارتفاعات تشغيل الطائرات المدنية، بالإضافة إلى خطر محتمل منخفض الارتفاع من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وأنظمة المدفعية المضادة للطائرات.
تأتي هذه التطورات في أعقاب وصول مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية إلى ترينيداد وتوباغو، في إطار جهود إدارة ترامب لزيادة الضغط على فنزويلا. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى دعم جهود الإطاحة بالحكومة الفنزويلية الحالية، على الرغم من أن هذه الادعاءات لم يتم تأكيدها رسميًا.
في حين تم تعليق الرحلات الجوية المباشرة من شركات الطيران الأمريكية للركاب والشحن إلى فنزويلا منذ عام 2019، لا تزال بعض شركات الطيران تحلق فوق البلاد على طرقها إلى أمريكا الجنوبية. ومع ذلك، أعلنت شركة American Airlines أنها أوقفت التحليق فوق فنزويلا في أكتوبر، بينما قالت شركة Delta Air Lines إنها أوقفت التحليق فوق البلاد “منذ فترة”.
تأثيرات محتملة على حركة الطيران الإقليمية
قد يؤدي هذا التحذير إلى تغيير مسارات الطيران لبعض شركات الطيران، مما قد يؤدي إلى زيادة أوقات الرحلة وتكاليف الوقود. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إلى زيادة التكاليف التشغيلية لشركات الطيران التي تضطر إلى تقديم إشعارات مسبقة لإدارة الطيران الفيدرالية.
تعتبر منطقة البحر الكاريبي نقطة عبور رئيسية للرحلات الجوية بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وأي تعطيل لحركة الطيران في المنطقة يمكن أن يكون له تأثير كبير على التجارة والسياحة.
تتزايد المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وتأثيرها على حركة الطيران المدني. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات.
من المتوقع أن تواصل إدارة الطيران الفيدرالية مراقبة الوضع في فنزويلا عن كثب، وقد تصدر المزيد من التحذيرات أو التوجيهات لشركات الطيران في المستقبل. من المهم أيضًا مراقبة التطورات السياسية والأمنية في فنزويلا، وتقييم تأثيرها المحتمل على حركة الطيران الإقليمية.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لرفع هذا التحذير، وسيعتمد ذلك على التطورات الأمنية والسياسية في فنزويلا. يجب على شركات الطيران ومسافريها البقاء على اطلاع دائم بأحدث المعلومات والتوجيهات الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية والسلطات المحلية.










