أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً جديدًا حول الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال تكراره دعواته لإجراء انتخابات في أوكرانيا على الرغم من حظرها الحالي بسبب الأوضاع القتالية. يأتي هذا التصريح في وقت تسعى فيه واشنطن للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر، مما يضع ضغوطًا إضافية على المفاوضات الجارية.
صرح ترامب لصحيفة “بوليتيكو” بأن أوكرانيا لم تجرِ انتخابات منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن هذا يثير تساؤلات حول طبيعة الديمقراطية في البلاد. هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب هذا الموضوع، حيث سبق له في فبراير الماضي وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات” عبر منصته “تروث سوشيال”.
تصريحات ترامب حول الانتخابات الأوكرانية وتأثيرها على المفاوضات
أعرب ترامب عن اعتقاده بأن زيلينسكي كان “ماهرًا في خداع” الرئيس بايدن، وحذر من أن أوكرانيا قد تفقد سيادتها إذا لم يتحرك زيلينسكي بسرعة. تأتي هذه التصريحات في ظل جهود مكثفة تبذلها الولايات المتحدة لإيجاد حل سلمي للصراع، ولكن موقف ترامب قد يعقد هذه الجهود.
في المقابل، أكد زيلينسكي أنه مستعد لتقديم مقترح سلامي للولايات المتحدة بعد التشاور مع القادة الأوروبيين. وكتب زيلينسكي على منصة “إكس” أن المكونات الأوكرانية والأوروبية من هذا المقترح قد تطورت بشكل كبير، وأنهم يتوقعون التعاون مع الجانب الأمريكي لجعل هذه الخطوات قابلة للتنفيذ.
الخلافات الداخلية في أوكرانيا
بالإضافة إلى التحديات الخارجية، يواجه زيلينسكي أيضًا صعوبات داخلية. استقال أندري يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، في نهاية الشهر الماضي بعد مداهمة منزله من قبل محققي مكافحة الفساد. وعبر زيلينسكي عن شكره ليرماك على تمثيله للموقف الأوكراني في المفاوضات بشكل صحيح.
هذا الاستقالة تأتي في وقت حساس، حيث تسعى أوكرانيا إلى تعزيز صورتها كدولة ديمقراطية تحارب الفساد. الحرب في أوكرانيا أدت إلى زيادة التدقيق في الشؤون الداخلية للبلاد، مما يجعل أي اتهامات بالفساد أكثر حساسية.
مستقبل المفاوضات والوضع السياسي في أوكرانيا
أشار زيلينسكي إلى أن إنهاء الحرب يعتمد على استعداد روسيا لاتخاذ خطوات فعالة لوقف إراقة الدماء. ومع ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الروسي حتى الآن بشأن مقترح السلام الأوكراني. الوضع في أوكرانيا لا يزال معقدًا للغاية، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة من جميع الأطراف المعنية.
في سياق منفصل، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة السلام التي طرحها ترامب بأنها “نقطة انطلاق”، ولكنه حذر في الوقت نفسه من أن أوكرانيا يجب أن تنسحب من الأراضي المتنازع عليها أو تواجه “القوة”. هذا التحذير يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد السياسي.
الأزمة الأوكرانية لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي والدولي. من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأسابيع القادمة، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت ستؤدي إلى حل سلمي. سيكون من المهم مراقبة تطورات الوضع على الأرض، بالإضافة إلى المواقف الرسمية من كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.
الخطوة التالية المتوقعة هي دراسة الولايات المتحدة للمقترح الأوكراني، وتقييم مدى قابليته للتطبيق. في الوقت نفسه، من المرجح أن تستمر روسيا في الضغط العسكري على أوكرانيا. يبقى مستقبل الحرب في أوكرانيا غير مؤكد، ويتوقف على العديد من العوامل المتداخلة.










