ألقت الشرطة البريطانية القبض على الناشطة البيئية السويدية، غريتا تونبرغ، في لندن يوم الثلاثاء أثناء مشاركتها في احتجاج لدعم نشطاء فلسطينيين مسجونين يخوضون إضرابًا عن الطعام. يأتي هذا الإجراء في سياق تزايد التظاهرات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتحديدًا فيما يتعلق بالحرب في غزة. وتونبرغ، المعروفة بنشاطها في مجال تغير المناخ، أظهرت دعمها العلني للقضية الفلسطينية.
وقع الحادث خلال احتجاج نظمته مجموعة “Prisoners for Palestine” (سجناء من أجل فلسطين)، حيث حملت تونبرغ لافتة كتب عليها: “أنا أدعم سجناء Palestine Action. أنا أعارض الإبادة الجماعية”. وقد أفرج عنها لاحقًا بكفالة، وفقًا لما ذكرته المجموعة على منصة X. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من النشاط المتزايد لهذه المجموعة، التي صنفتها بريطانيا كمنظمة إرهابية.
غريتا تونبرغ ودعمها للقضية الفلسطينية: سياق أوسع
يأتي اعتقال غريتا تونبرغ في لندن كجزء من سلسلة احتجاجات أوسع نطاقًا، حيث قام ناشطون آخرون برش طلاء أحمر أمام شركة تأمين في لندن. تستهدف هذه الاحتجاجات الشركة بسبب دعمها المالي لشركة Elbit Systems، وهي شركة دفاع إسرائيلية. تعتبر هذه الاحتجاجات تصعيدًا في التعبير عن الدعم للفلسطينيين وسط الحرب المستمرة في غزة.
إضراب عن الطعام وتصاعد التوتر
يخوض ثمانية أعضاء من Palestine Action إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على احتجازهم دون كفالة، في انتظار محاكمتهم بتهم تتعلق باحتجاجات سابقة. وحذرت المجموعة من أن اثنين من الأعضاء في حالة “حرجة للغاية، حيث أن الموت هو احتمال حقيقي”، بعد مرور 52 يومًا على إضرابهم عن الطعام. هذا الوضع يثير قلقًا متزايدًا بشأن صحة المحتجزين.
في العام الماضي، تمت تبرئة تونبرغ من قبل محكمة في لندن بتهمة رفضها الامتثال لأمر الشرطة بالمغادرة من احتجاج كان يعيق مدخل مؤتمر صناعة النفط والغاز. تُظهر هذه الحادثة استعدادها للمشاركة في الاحتجاجات المدنية، حتى وإن كانت تنطوي على مخاطر قانونية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن المجموعة Palestine Action قد تعرضت لعمليات تعطيل من قبل جهات مجهولة، بما في ذلك محاولة لتعطيل بث إذاعي خلال إحدى الفعاليات.
تداعيات الاعتقال وتأثيره على الحركة
يثير اعتقال تونبرغ تساؤلات حول حدود حرية التعبير وحقوق الاحتجاج في المملكة المتحدة. ويرى البعض أن هذا الإجراء يمثل قمعًا للنشاط السياسي، بينما يرى آخرون أنه ضروري للحفاظ على النظام العام.
من المهم ملاحظة أن تصنيف Palestine Action كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة البريطانية يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى هذه القضية.
تأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في الاحتجاجات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يتبنى العديد من النشطاء قضايا حقوق الإنسان والعدالة.
الوضع القانوني والتحقيقات الجارية
أفادت الشرطة البريطانية باعتقال رجل وامرأة بتهمة إتلاف الممتلكات، بالإضافة إلى امرأة أخرى بتهمة دعم منظمة محظورة. لا تزال التحقيقات جارية في هذه الحالات، ومن المتوقع أن يتم تقديم المتهمين إلى المحكمة في وقت لاحق.
تعتبر قضية غريتا تونبرغ جزءًا من سياق أوسع يتعلق بالنشاط السياسي والاحتجاجات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
من المتوقع أن تستمر الاحتجاجات والتعبيرات عن الدعم للفلسطينيين في المملكة المتحدة وخارجها، خاصة مع استمرار الحرب في غزة.
في الوقت الحالي، من غير الواضح ما إذا كان اعتقال تونبرغ سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في الاحتجاجات أو إلى تغيير في السياسات الحكومية.
سيراقب المراقبون عن كثب التطورات القانونية في قضية تونبرغ والمتهمين الآخرين، بالإضافة إلى أي ردود فعل من الحكومة البريطانية أو من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.










