شهدت فرنسا يوم الثلاثاء إضرابًا ونزولًا إلى الشوارع على مستوى البلاد، دعت إليه ثلاثة نقابات رئيسية، احتجاجًا على سياسات التقشف الحكومية، وركود الأجور، والتهديدات التي تحوم حول التخفيضات في الخدمات العامة. ورغم التحضيرات التي استمرت أسابيع، إلا أن مستوى المشاركة كان ضعيفًا، وأقل بكثير من التجمعات الكبيرة التي شهدتها البلاد في وقت سابق من الخريف. هذا الإضراب في فرنسا يأتي في وقت حرج بالنسبة للحكومة.
بدأ الإضراب في وقت مبكر من اليوم، وشمل قطاعات مختلفة مثل النقل والتعليم والخدمات العامة. ووفقًا لوزارة الداخلية الفرنسية، شارك حوالي 31,900 متظاهر في جميع أنحاء البلاد، بينما قدرت النقابات عدد المتظاهرين في باريس وحدها بـ 17,000 شخص. ومع ذلك، تشير الأرقام إلى انخفاض ملحوظ مقارنة بالتعبئة السابقة.
أسباب الغضب وراء الإضراب في فرنسا
تتركز مطالب المحتجين حول زيادة الأجور، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمالية، وزيادة الاستثمار في الخدمات العامة، وخاصة المستشفيات ودور الرعاية التي تواجه ضغوطًا متزايدة، وفقًا لتصريحات النقابات. وتتهم النقابات الحكومة بتقليل الإنفاق على القطاعات الحيوية.
أصدرت نقابة CGT بيانًا في 18 نوفمبر اتهمت فيه الحكومة بـ “استنزاف الوقت” بينما “تسعى اليمينية واليمين المتطرف إلى تجريد الميزانية من أي إجراء قد يزعج الأثرياء أو الشركات الكبرى”.
أحد ممثلي نقابة CGT، الذي يعمل في معهد جوته في باريس، صرح بأنه انضم إلى الاحتجاج لأنه يرى أن العبء يقع بشكل غير متناسب على العاملين. وأضاف أن هناك أموالًا لدى الأغنياء، وتساءل عن سبب استهداف الحكومة للطبقة العاملة.
تأثير محدود على النقل والمدارس
أفادت شركة السكك الحديدية SNCF بأن حركة القطارات كانت “طبيعية تقريبًا” على الصعيد الوطني، مع تأخيرات محدودة في مناطق Centre-Val de Loire و Occitanie.
كما لم تتأثر المدارس بشكل كبير، حيث سجلت وزارة التعليم نسبة إضراب للمعلمين بلغت 5.27٪.
في قطاع الإدارة العامة، بلغت نسبة المشاركة في الإضراب 3.43٪، بينما وصلت إلى 1.84٪ في الإدارة المحلية، وفقًا لبيانات رسمية.
تجمعات أصغر في باريس
في باريس، انطلق مسيرة تضم بضعة آلاف من الأشخاص حوالي الساعة 2 ظهرًا، لكن معظم المشاركين تفرقوا بحلول الساعة 3:30 مساءً، وفقًا لمراسل Euronews على الأرض.
تم الإعلان عن احتجاج آخر في الساعة 4 مساءً، ولكن بحلول الساعة 4:45 مساءً لم يكن هناك سوى حوالي 12 شخصًا حاضرين.
وتعتبر هذه الأرقام انخفاضًا حادًا مقارنة بالتجمعات السابقة، حيث شهدت باريس في 18 سبتمبر مشاركة 55,000 متظاهر، و 24,000 متظاهر في 2 أكتوبر، وفقًا للسلطات الفرنسية.
تأتي هذه الاحتجاجات في سياق تزايد القلق بشأن الوضع الاقتصادي في فرنسا وتأثيره على القدرة الشرائية للمواطنين. كما أن السياسة الاجتماعية للحكومة الحالية هي محور انتقادات واسعة.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المراقبون عن كثب تأثير هذه الاحتجاجات على موقف الحكومة في المفاوضات مع النقابات بشأن ميزانية الضمان الاجتماعي لعام 2026.
من المتوقع أن تستمر النقابات في الضغط على الحكومة من أجل إجراء تعديلات على الميزانية، مع التركيز على حماية الخدمات العامة وزيادة الأجور.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة ستستجيب لمطالب النقابات، أو ما إذا كانت ستتخذ موقفًا أكثر صرامة. وستكون الأيام والأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مسار هذه القضية، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد أو إلى حل توافقي.










