أعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الأربعاء عن عودة بقايا الضحايا من الأسرى لدى حماس في قطاع غزة، والتي تبين أنها تعود إلى سودثيساك رينثالاك، وهو مواطن تايلاندي، مما يجعل الشرطي الإسرائيلي ران جفيلي آخر أسير إسرائيلي مؤكد وجوده في غزة. وتأتي هذه التطورات في ظل جهود مستمرة لإعادة جميع الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وتحديداً بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. الأسرى في غزة يمثلون قضية حساسة ومعقدة تتطلب مساعي دولية مستمرة.
عودة رفات سودثيساك رينثالاك وتأثيرها على ملف الأسرى في غزة
سودثيساك رينثالاك، وهو عامل تايلاندي كان يعمل في إسرائيل لإعالة أسرته، قُتل خلال هجمات السابع من أكتوبر. وذكرت القوات الإسرائيلية للدفاع (IDF) أن جثته نُقلت من بساتين كيبوتس بئيري، أحد المجتمعات الأكثر تضرراً في الهجوم، ثم تم نقلها إلى غزة واحتجزت من قبل جهاد الإسلام الفلسطيني، ثاني أكبر منظمة إرهابية في القطاع. هذا الحادث يسلط الضوء على نطاق الهجوم وتأثيره على العمال الأجانب المتواجدين في إسرائيل.
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً أكد فيه أن إعادة رفات رينثالاك إلى تايلاند لدفنه بشكل لائق ستتم بالتنسيق مع السفارة التايلاندية في إسرائيل. وأعرب البيان عن “حزن الحكومة الإسرائيلية العميق لعائلة رينثالاك والشعب التايلاندي وجميع عائلات الأسرى الذين سقطوا”. كما نقل البيان شكر وتقدير عائلة رينثالاك والسفير التايلاندي لدى إسرائيل، بونياريت فيتشينبونتو، لدولة إسرائيل على الجهود المبذولة لإعادة سودثيساك والدعم المستمر المقدم للعائلة منذ بداية الحرب.
تفاصيل مأساوية حول رينثالاك وعائلته
نشأ رينثالاك في مقاطعة راتاناوابي في نونغ خاي، وكانت أسرته قد ذكرت أن طعامه المفضل هو العجة بالطماطم، وفقاً لمنتدى عائلات الأسرى والمفقودين. وهو أب لطفلين، وكانت خطته هي الادخار والعودة إلى تايلاند بشكل دائم. وقبل عودته، تحدثت والدته مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، معربة عن أملها في رؤيته قريباً، لكن الهجوم المروع حال دون ذلك.
وفي مقابلة مع قناة Ynet الإخبارية الإسرائيلية، قالت والدة رينثالاك إن ابنها أخبرها قبل عشرة أيام من السابع من أكتوبر أنه يريد أن يوفر المزيد من المال ثم يعود إلى الوطن بشكل دائم. وأضافت أنها كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر. هذه التفاصيل الشخصية تزيد من عمق المأساة وتوضح التكلفة الإنسانية للصراع.
في الوقت نفسه، يظل الشرطي ران جفيلي آخر أسير إسرائيلي مؤكد وجوده في غزة. وقد قُتل جفيلي أيضاً في هجمات السابع من أكتوبر، واحتجزت جثته في قطاع غزة منذ ذلك الحين. تعتبر قضية جفيلي ذات أهمية خاصة بالنسبة للعائلات الإسرائيلية التي فقدت أحباءها في الهجوم.
كتبت والدة جفيلي، تاليك، مقالاً في Fox News أعربت فيه عن خوفها من أن يتم نسيان ابنها في “ظلام غزة”. وقالت: “عندما بدأ هذا الكابوس، كان هناك 255 أسيراً. أصبحت عائلاتهم عائلة واحدة كبيرة. كنا ندعم بعضنا البعض في كل لحظة لا تطاق. في كل مرة يعود فيها شخص ما، كان هناك شعور بأن جزءاً منا عاد. والآن، بقي آخر اثنين في الظلام في غزة. أنا خائفة من أنه بعد إعادة الكثيرين، سيُترك ران وراءه”.
الجهود المستمرة لإعادة الأسرى المتبقين
تواصل إسرائيل جهودها الدبلوماسية والعملياتية لإعادة جميع الأسرى المتبقين، بما في ذلك جفيلي. وتشمل هذه الجهود المفاوضات غير المباشرة مع حماس عبر وسطاء دوليين، بالإضافة إلى العمليات الاستخباراتية والعسكرية لجمع المعلومات حول مكان وجود الأسرى. وتعتبر قضية الأسرى أولوية قصوى للحكومة الإسرائيلية.
تتطلب عملية إعادة الأسرى تعاوناً دولياً وتضحيات كبيرة من جميع الأطراف المعنية. وتشمل التحديات الرئيسية الحصول على معلومات موثوقة حول مكان وجود الأسرى، والتفاوض على شروط الإفراج عنهم، وضمان سلامتهم أثناء عملية الإفراج. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزيد من تعقيد عملية إعادة الأسرى.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية لإعادة الأسرى المتبقين في الأسابيع والأشهر المقبلة. وتشمل الخطوات التالية المحتملة عقد المزيد من المفاوضات مع حماس عبر الوسطاء، وتقديم تنازلات متبادلة، والتوصل إلى اتفاق شامل يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى. ومع ذلك، فإن مستقبل هذه الجهود لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على تطورات الوضع على الأرض والموقف السياسي للأطراف المعنية. الوضع الأمني المتغير في المنطقة يمثل تحدياً كبيراً لجهود الوساطة.










