كشفت السلطات النيجيرية عن شبكة واسعة لـحصد الأعضاء بعد أسابيع من المراقبة السرية، وفقًا لما ذكره مسؤولون محليون. وتأتي هذه التطورات وسط قلق متزايد بشأن عمليات الاختطاف المتكررة في البلاد، والتي غالبًا ما تستهدف أفرادًا بهدف الحصول على فدية. وتتركز التحقيقات حاليًا حول فندق ومستشفى للتشريح في ولاية إيمو، حيث يُشتبه في أن الضحايا كانوا يُقتلون لسرقة أعضائهم.
عمليات حصد الأعضاء في نيجيريا: تفاصيل التحقيق
بدأ التحقيق الأولي بعد ورود تقارير عن زيادة مقلقة في حالات الاختطاف بالقرب من فندق “جيسي بيست” ومستشفى للتشريح في منطقة نغور أوكبالا بولاية إيمو. وتشير التقارير إلى أن الضحايا كانوا يُغرون بالدخول إلى الفندق، حيث يتعرضون للسرقة ثم الاختطاف، وغالبًا ما تطلب عائلاتهم دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم.
وفقًا لبيان صادر عن قيادة شرطة ولاية إيمو، فإن المشتبه به الرئيسي في هذه الجرائم هو رجل يُدعى “هاي تشيف ستانلي أوباراوغو”، المعروف أيضًا باسم “موروكو”. ويُقال إن أوباراوغو يمتلك فندق “جيسي بيست” ومستشفى “أوغودي” للتشريح. حاليًا، أوباراوغو هارب ومطلوب للعدالة.
عمليات الاختطاف والفدية
تشير التحقيقات إلى أن بعض الأفراد الذين دفعوا الفدية لم يعودوا إلى عائلاتهم، مما أثار شكوكًا حول مصيرهم. ويعتقد المحققون أن الضحايا المختطفين كانوا يُنقلون من الفندق إلى مستشفى التشريح، حيث كانوا يُقتلون ويتم استخراج أعضائهم لبيعها في السوق السوداء. هذه القضية تثير تساؤلات حول الرقابة على المستشفيات الخاصة والجهات الفاعلة الإجرامية المتورطة.
خلال مداهمة فندق “جيسي بيست”، وجدته الشرطة مهجورًا، بينما كشف تفتيش مستشفى التشريح عن عدد كبير من الجثث المتحللة والمشوهة. صرح المتحدث باسم الشرطة، هنري أوكوي، العثور على أكثر من 100 جثة في المستشفى، مما يعزز الشكوك حول عمليات حصد الأعضاء غير القانونية.
وأضاف أوكوي أن الشرطة عثرت على “معروضات حاسمة” خلال تفتيش منزل المشتبه به، وأن فرق الطب الشرعي تقوم حاليًا بتوثيق الأدلة كجزء من التحقيق المستمر. وقد تم نشر قوات أمن إضافية على طول طريق أويري-آبا السريع لضمان سلامة المسافرين خلال العطلات.
ارتفاع معدلات الجريمة والاختطاف في نيجيريا
تواجه نيجيريا ارتفاعًا في معدلات الجريمة، وخاصةً عمليات الاختطاف التي تستهدف المواطنين والأجانب على حد سواء. وقد أعلنت الحكومة النيجيرية مؤخرًا عن إطلاق سراح 100 طالب تم اختطافهم في ولاية نيجر، في عملية تأتي بعد جهود مكثفة. ويشكل هذا التطور بارقة أمل في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
تأتي هذه القضية أيضًا في ظل تقارير عن اضطهاد مستمر للمسيحيين في نيجيريا. وقد أعلنت إدارة ترامب في السابق أن نيجيريا “دولة ذات اهتمام خاص” بسبب هذا الاضطهاد، وفرضت قيودًا جديدة على إصدار التأشيرات للمواطنين النيجيريين المتورطين في أعمال العنف الدينية. هذه الخطوة تعكس قلقًا دوليًا بشأن الوضع الأمني وحقوق الإنسان في البلاد.
تتطلب هذه القضية تعاونًا وثيقًا بين مختلف الأجهزة الأمنية والقضائية في نيجيريا لضمان تقديم الجناة إلى العدالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة اتخاذ خطوات لتعزيز الرقابة على المستشفيات الخاصة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة. وتشمل التحديات الثانوية المتعلقة بهذه القضية مكافحة الاتجار بالبشر وتفكيك شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل الضعف الاقتصادي والاجتماعي.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذه القضية خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على تحديد جميع المتورطين وتتبع مسار الأعضاء المسروقة. كما ستراقب السلطات عن كثب الوضع الأمني في ولاية إيمو والمناطق المحيطة بها، لضمان عدم وقوع المزيد من عمليات الاختطاف أو الجرائم العضوية. يبقى الوضع في نيجيريا غير مستقر، ويتطلب جهودًا متواصلة لمعالجة الأسباب الجذرية للجريمة وتعزيز سيادة القانون.










