تتصدر نجمة الراب نيكي ميناج عناوين الأخبار بعد استخدامها لمنصتها لإلقاء الضوء على اضطهاد المسيحيين في نيجيريا. ومن المقرر أن تحضر ميناج اجتماعًا في الأمم المتحدة مع السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، اضطهاد المسيحيين في نيجيريا أصبح قضية دولية تكتسب زخمًا متزايدًا بفضل هذه الجهود.
أعرب المحامي المختص بحقوق الإنسان نوكس ثيمز عن شكره لـ ميناج ولنجوم آخرين مثل بيل ماهر، لاهتمامهم بالقضية. وأشار إلى أن التحديات في نيجيريا مستمرة لعقود، وتم تجاهلها إلى حد كبير.
تصاعد الاهتمام العالمي بـ اضطهاد المسيحيين في نيجيريا
يذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب أعلن في نهاية أكتوبر الماضي تصنيف نيجيريا كـ “دولة تستحق اهتمامًا خاصًا”، وذلك بسبب عمليات القتل واسعة النطاق التي تستهدف المسيحيين في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، Truth Social، أن “المسيحية تواجه تهديدًا وجوديًا في نيجيريا، حيث يتم قتل الآلاف من المسيحيين، وأن المتطرفين الإسلاميين مسؤولون عن هذا المذبحة”.
أبعاد العنف
يشير ثيمز، الذي شغل منصب مستشار خاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأقليات الدينية في عهود الرؤساء جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب، إلى أن “عدد الضحايا في نيجيريا مرتفع للغاية بحيث لا يمكن تجاهله”. على الرغم من أنه لا يجزم بوجود “إبادة جماعية” للمسيحيين في نيجيريا، إلا أنه أكد على ضرورة معالجة الوضع.
ووفقًا لتقارير، فإن العنف في نيجيريا غالبًا ما يكون له جذور معقدة، بما في ذلك صراعات على الأراضي والموارد بين المزارعين والرعاة، بالإضافة إلى التوترات الدينية. ومع ذلك، تظهر العديد من الأدلة أن الجماعات المتطرفة الإسلامية تلعب دورًا كبيرًا في استهداف المسيحيين.
عبّرت ميناج عن “شعور عميق بالامتنان” بعد إعلان ترامب، مؤكدة على أهمية حرية العبادة وعدم التعرض للاضطهاد بسبب الدين. وأضافت: “لا يجب أن نتشارك نفس المعتقدات من أجل احترام بعضنا البعض”.
موقف الأمم المتحدة وتصريحات رسمية
ومن المقرر أن تلقي ميناج كلمة أمام الأمم المتحدة الثلاثاء لمناقشة قضية اضطهاد المسيحيين. وأعرب السفير والتز، والذي ذكر أنه من محبي ميناج، عن تقديره لاستخدامها منصتها لتسليط الضوء على “فظائع ضد المسيحيين في نيجيريا”، وأكد أنه يتطلع إلى العمل معها لمناقشة الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس الأمريكي لإنهاء هذا الاضطهاد.
ردت ميناج على والتز، معربة عن امتنانها لثقتها بها في هذه الفرصة الهامة، مؤكدة أن “الباربز” (اسمًا لمجموعات المعجبين بها) لن يتراجعوا أبدًا في وجه الظلم، وأنهم قد حصلوا على نفوذهم من الله، ويجب أن يكون له غرض أكبر.
الخلفية السياسية والإنسانية
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد القلق الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في نيجيريا. وقد دعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل والعنف التي تستهدف المسيحيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
يهدف تدخل شخصيات عامة مثل نيكي ميناج إلى رفع مستوى الوعي بقضية العنف الطائفي في نيجيريا، ووضع ضغوط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المسيحيين وتعزيز حقوق الإنسان للجميع. بالإضافة إلى ذلك، يهدف هذا التدخل إلى تشجيع الحوار بين الأديان وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل.
من المتوقع أن تتضمن مناقشات الأمم المتحدة بحثًا عن حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف في نيجيريا، بما في ذلك الفقر والتهميش والظلم. وسيتم التركيز أيضًا على تعزيز سيادة القانون، ودعم جهود المصالحة، وتقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من العنف. مع ذلك، تظل الساحة السياسية في نيجيريا معقدة، ولا يمكن التكهن بسهولة بفعالية أي مبادرات مستقبلية.










