أصدرت النيابة العامة في هندوراس أمرًا باعتقال الرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، بعد إطلاق سراحه مؤخرًا من سجن أمريكي بفضل عفو أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي هذه الخطوة وسط اتهامات بالاحتيال وغسيل الأموال، مما يثير جدلاً حول مستقبل خوان أورلاندو هيرنانديز ومساءلة المسؤولين السابقين.
أمر الاعتقال الجديد و الاتهامات الموجهة
أعلن المدعي العام لهندوراس، جويل أنطونيو زيلايا ألفاريز، يوم الاثنين، أنه أمر السلطات الهندية وطلب من الإنتربول تنفيذ أمر اعتقال صدر عام 2023 ضد هيرنانديز. يتعلق الأمر باتهامات بالاحتيال وغسيل الأموال. يأتي هذا بعد فترة وجيزة من إطلاق سراح هيرنانديز من السجن الفيدرالي الأمريكي بعد قضاء فترة عقوبته.
وفقًا لبيان صادر عن النيابة العامة، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مستمرة لمكافحة الفساد والشبكات الإجرامية التي استشرت في البلاد. وأشار زيلايا إلى أن “هندوراس تعاني من أضرار كبيرة بسبب الفساد والشبكات الإجرامية التي تركت بصماتها على حياة بلدنا”.
خلفية القضية و حكم السجن السابق
كان هيرنانديز قد حُكم عليه في عام 2024 بالسجن لمدة 45 عامًا في الولايات المتحدة بتهمة التآمر لتهريب أطنان من الكوكايين إلى البلاد. ومع ذلك، ألغى العفو الرئاسي الصادر عن ترامب هذا الحكم، مما أثار انتقادات واسعة النطاق. تعتبر قضية تهريب المخدرات هذه من القضايا البارزة في العلاقات بين هندوراس والولايات المتحدة.
في المقابل، يرى محامو هيرنانديز أن هذه الإجراءات ذات دوافع سياسية. صرح المحامي ريناتو ستابيل لوكالة أسوشيتد برس أن هذه الخطوة هي محاولة من الحزب الحاكم الحالي، “Libre”، لتخويف هيرنانديز، واصفًا الاتهامات بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
العفو الرئاسي و ردود الفعل
أصدر الرئيس ترامب عفوًا كاملاً عن هيرنانديز، معتبرًا أنه “عومل بقسوة وظلم”. وأشار ترامب إلى أن محاكمة هيرنانديز ربما كانت ذات دوافع سياسية أو مبالغ فيها. وقد أثار هذا العفو جدلاً واسعًا، حيث اعتبره البعض تدخلًا في مسار العدالة. تعتبر قضية العفو هذه مثالاً على التدخل السياسي في القضايا القانونية.
عبر هيرنانديز عن امتنانه لترامب على العفو، مؤكدًا أنه “تمت إدانته ظلمًا”. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “أتوجه بخالص الشكر للرئيس ترامب على شجاعته في الدفاع عن العدالة في وقت رفض فيه نظام مسيس الاعتراف بالحقيقة”.
خلال محاكمته في نيويورك، نفى هيرنانديز التهم الموجهة إليه، مدعيًا أنه كان حليفًا للولايات المتحدة في مكافحة تهريب المخدرات. ومع ذلك، خلص القاضي إلى أن الأدلة المقدمة تثبت عكس ذلك، وأن هيرنانديز أظهر “مهارات تمثيلية كبيرة” لإخفاء دوره في حماية تجارة المخدرات.
تداعيات القضية و مستقبل التحقيقات
تأتي هذه التطورات في أعقاب تحقيق واسع النطاق في شبكات الفساد في هندوراس، والمعروفة باسم “قضية باندورا”. وكشفت التحقيقات عن تحويل أموال حكومية من خلال شبكة من المنظمات غير الحكومية إلى الأحزاب السياسية، بما في ذلك حملة هيرنانديز الرئاسية لعام 2013. تعتبر قضية باندورا من أكبر قضايا الفساد في تاريخ هندوراس.
من المتوقع أن تستمر السلطات الهندية في التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى هيرنانديز، وأن تسعى إلى تسليمه من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن عملية التسليم قد تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً. من المرجح أن تشهد القضية تطورات قانونية وسياسية إضافية في المستقبل القريب.
في الوقت الحالي، يبقى مصير خوان أورلاندو هيرنانديز غير واضح. ستراقب الأوساط القانونية والسياسية عن كثب تطورات هذه القضية، خاصة فيما يتعلق بمساعي هندوراس لاستعادة هيرنانديز ومحاكمته بتهم الفساد وغسيل الأموال. من المتوقع صدور قرار بشأن طلب التسليم خلال الأشهر القادمة، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب القانونية والسياسية المعقدة للقضية.










