أعرب أميخاي تشيكلي، وزير شؤون الجاليات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي، عن قلقه إزاء الاستجابة الأسترالية للهجوم الإرهابي الذي وقع في شاطئ بوندي بسيدني خلال احتفالات عيد الأنوار، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا. وأشار تشيكلي إلى أن السلطات الأسترالية كان ينبغي أن تدرك علامات التحذير قبل وقوع الهجوم، مؤكدًا أن أستراليا أصبحت “بؤرة” لمعاداة السامية منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل. هذا الهجوم يثير تساؤلات حول معاداة السامية وتصاعد التطرف.
تصاعد معاداة السامية في أستراليا: تحذيرات لم تُلبَّ
وفقًا لتشيكلي، شهدت أستراليا مظاهرات تتضمن هتافات معادية للسامية وأعمال عنف. وأشار تحديدًا إلى مظاهرة في جسر ميناء سيدني في أغسطس، حيث تم رفع أعلام تدعم حماس وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجماعات إرهابية أخرى. ويرى تشيكلي أن هذه الأحداث شجعت المناخ الذي أدى إلى الهجوم في شاطئ بوندي.
انتقد تشيكلي رد فعل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، واصفًا إياه بأنه “فشل في فهم أن الكلمات لها معانٍ وأن التحريض خطير للغاية”. وأضاف أن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات أو تصدر أي إدانات واضحة. وأكد تشيكلي أن “العلامات كانت واضحة”، وأن العنف كان متوقعًا بطريقة أو بأخرى.
التركيز على قوانين الأسلحة النارية: تحويل الانتباه عن القضية الحقيقية؟
بعد الهجوم، أعلن رئيس الوزراء ألبانيز عن تشديد قوانين الأسلحة النارية في البلاد. ومع ذلك، يرى تشيكلي أن التركيز على قوانين الأسلحة النارية هو محاولة لتجنب القضية الحقيقية. وأوضح أن “البندقية لم تقتل هؤلاء الأبرياء، بل الرجل الذي يقف خلفها”.
ويرى تشيكلي أن الحكومة الأسترالية تتجنب الاعتراف بوجود مشكلة عنف جهادي وتطرف إسلامي. وأشار إلى أن رئيس الوزراء ألبانيز لم يستخدم حتى مصطلح “الإسلام المتطرف”.
ردود فعل أسترالية وتصريحات رسمية
أفاد مكتب رئيس الوزراء ألبانيز بأنه تحدث في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء عن الإرهاب، مؤكدًا على ضرورة مكافحة “التشويهات للإسلام التي تدفع البعض لدعم تنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف ألبانيز أن هؤلاء الأشخاص “أشرار” وأن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة، بما في ذلك التعليم ومكافحة التطرف.
وفي مقابلة إذاعية، وصف ألبانيز الدوافع وراء الهجوم بأنها “أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية”. وأشار إلى وجود أعلام في مركبة المشتبه بهم، مؤكدًا أن هذه الأيديولوجية “معادية للإنسانية ومعادية للسامية”.
تحذيرات سابقة من العنف ضد اليهود
ذكرت ديون تايلور، مديرة الاتصالات لمجلس الشؤون اليهودية الأسترالية/الإسرائيلية، أن الحكومة تلقت تحذيرات بشأن احتمال وقوع عنف ضد اليهود. وأوضحت أن الأمر بدأ بخطاب الكراهية، ثم التخريب، والمظاهرات العامة، وحرق الكنائس اليهودية والمدارس والمنازل والسيارات، وأخيرًا القتل. وأشارت تايلور إلى أن القادة اليهود والممثلين المجتمعيين رفعوا مرارًا وتكرارًا مخاوفهم إلى المسؤولين على المستويين الولائي والفدرالي، وحذروا من أن عدم اتخاذ إجراءات سيؤدي إلى سفك الدماء. وأشارت إلى تقرير مفصل أعده المبعوث الخاص لأستراليا لمكافحة معاداة السامية، والذي اعترفت به الحكومة لكنها لم تنفذه.
قارن تشيكلي القيادة الأسترالية بإدارة بايدن، التي تعرضت لانتقادات لعدم إدانة التطرف الإسلامي لصالح الأيديولوجيات التقدمية. في المقابل، أشار إلى أن إدارة ترامب مارست ضغوطًا على الجامعات الأمريكية لمعالجة معاداة السامية وسحبت تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في المظاهرات المعادية لإسرائيل. ووصف إدارة بايدن بأنها “مشابهة من حيث الأيديولوجية للقيادة الحالية في أستراليا – تقدمية، مستنيرة، قيادة ضعيفة” مع “قدرة صفرية على معالجة تهديد الإسلام المتطرف”.
كما أشار تشيكلي إلى أنه لم ير أي مسؤولين أستراليين حاليين في جنازات الضحايا.
من المتوقع أن تستمر الحكومة الأسترالية في مراجعة قوانين الأسلحة النارية وتطبيق تدابير لمكافحة التطرف. ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستعالج بشكل فعال الأسباب الجذرية للعنف ومعاداة السامية. من المهم مراقبة كيفية استجابة الحكومة الأسترالية للتحذيرات المستقبلية وتطبيق سياسات شاملة لمكافحة التطرف وتعزيز التسامح.










