شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بعد تعطل عمليات الشحن في خط أنابيب كازاخستان-البحر الأسود، وهو ممر حيوي لتصدير النفط الخام. يأتي هذا الارتفاع في ظل حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية، وتأثير التوترات الجيوسياسية المستمرة، وقرارات منظمة أوبك+ بشأن الإنتاج. وتجاوز سعر خام برنت 63 دولارًا للبرميل، مما يعكس القلق المتزايد في السوق.
تعطلت عمليات الشحن في خط الأنابيب المذكور نتيجة لتضرر أحد المراسي الثلاثة خلال هجوم وقع في نهاية الأسبوع، وفقًا لتقارير إعلامية. ينقل هذا الخط الأنابيب، الذي يُعرف باسم “كاسبيان بايبلاين كونسورتيوم”، غالبية صادرات كازاخستان من النفط الخام، بمتوسط 1.6 مليون برميل يوميًا منذ بداية العام. لم تصدر أوكرانيا أي تعليق رسمي حول الحادث، على الرغم من تأكيدها شن هجمات على منشآت نفطية أخرى في البلاد خلال نفس الفترة.
تأثير هجوم كازاخستان على أسعار النفط العالمية
يأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من إعلان تحالف “أوبك+”، بقيادة السعودية وروسيا، عن تمديد التخفيضات الإنتاجية الحالية لمدة ثلاثة أشهر إضافية. بررت المجموعة هذا القرار بالظروف الموسمية الضعيفة في السوق، وتوقعاتها بفائض كبير في المعروض خلال الربع الأول من العام المقبل. ويرى مراقبون أن هذا القرار يهدف إلى دعم أسعار النفط ومنع انهيارها.
في شهر نوفمبر الماضي، سجل النفط انخفاضًا شهريًا رابعًا على التوالي، بسبب تزايد المخاوف بشأن المعروض المستقبلي. تتوقع وكالة الطاقة الدولية حدوث فائض قياسي في المعروض بحلول عام 2026، مما يضغط على التوقعات السعرية. ومع ذلك، ساهمت التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط في دعم الأسعار على مدار العام.
مخاطر الإمدادات والتوترات الجيوسياسية
أشار وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في “آي إن جي” ومقرها سنغافورة، إلى أن مخاطر الإمدادات المستمرة، على الرغم من توقعات السوق الهبوطية، قد تؤخر تأثير العوامل السلبية على الأسعار. بعبارة أخرى، قد يستغرق السوق وقتًا أطول ليعكس بالكامل الآثار المتوقعة للفائض في المعروض.
وشهدت الساحة الدولية تصعيدًا في الضغوط على فنزويلا من جانب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عبر تهديد شركات الطيران بتفادي المجال الجوي الفنزويلي. لاحقًا، خفّفت الإدارة من لهجتها، لكن الحشود العسكرية الأميركية في المنطقة لا تزال تحافظ على حالة من الترقب في السوق.
بالتوازي مع ذلك، أجرت محادثات بين مفاوضين أميركيين وأوكرانيين حول إطار عمل لاتفاق سلام، حيثوصفها الطرفان بأنها “بناءة”، لكن دون تحقيق أي اختراق حاسم. وتواصل الإدارة الأميركية جهودها للتوصل إلى هدنة في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا وزيادة تدفقات النفط الخام منها، وهو ما قد يؤثر على سوق النفط.
أوبك+ والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الأسعار
ترى شاروا شانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس” في سنغافورة، أن التطورات الجيوسياسية الحالية، إلى جانب الإجراءات التي تتخذها أوبك+، تبدو كجهود لضمان عدم انهيار أسعار النفط، وليست عوامل كافية لرفعها بشكل مستدام. وتضيف أن تركيز السوق ينصب على إدارة “مخاطر الأخبار” ومنع حدوث عمليات بيع مكثفة.
يشير خبراء تحليل النفط إلى أن توازن العرض والطلب سيظل هو المؤثر الرئيسي في تحديد اتجاه الأسعار. في الوقت الحالي، يبدو أن المخاوف بشأن الإمدادات تتغلب على توقعات الفائض في المعروض، مما يدعم الأسعار.
(ملاحظة: تم تحديث الأسعار والتحويلات لغرض التوضيح.)
من المتوقع أن تستمر السوق في مراقبة التطورات الجيوسياسية بشكل وثيق، بالإضافة إلى قرارات أوبك+ المتعلقة بالإنتاج. الاجتماع القادم لأوبك+، المقرر عقده في [تحديد تاريخ أو فترة زمنية متوقعة]، سيكون حاسمًا في تحديد مسار أسعار النفط في الأشهر المقبلة. كما يجب مراقبة أي تطورات جديدة في المفاوضات الروسية الأوكرانية، وآثارها المحتملة على الإمدادات العالمية. ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن هذه العوامل، مما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاه الأسعار بدقة.










