تواجه ماديلين لورانس، أم أمريكية متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، بما في ذلك توأمان حديثا الولادة، انتقادات واسعة النطاق بسبب قرارها استخدام خوذات طبية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لتصحيح شكل رؤوس أطفالها. هذه الخوذات، التي تكلف حوالي 700 دولار لكل منها، تهدف إلى علاج حالة تسمى تشوه الرأس (Plagiocephaly)، وهي حالة شائعة نسبياً لدى الرضع.
لورانس، من ولاية يوتا، تشارك تجربتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلاً واسعاً حول مدى ملاءمة هذا العلاج ومدى ضرورة استخدامه لفترات طويلة. وتؤكد أنها تتبع توصيات طبيب الأطفال.
ما هو تشوه الرأس (Plagiocephaly) وكيف يتم علاجه؟
تشوه الرأس، أو ما يعرف بمتلازمة الرأس المسطح، هو حالة تتميز بتسطح أو تشوه في أحد جانبي رأس الطفل. وفقًا لبيانات حديثة من مستشفى جامعة إيلينوي في شيكاغو، يعاني حوالي طفل واحد من كل ثمانية أطفال أصحاء من هذه الحالة. عادةً لا يؤثر تشوه الرأس على نمو الدماغ أو الذكاء، ولكنه قد يسبب عدم تناسق في الوجه أو الرقبة أو الفك في الحالات الشديدة.
يمكن أن يكون سبب تشوه الرأس عوامل مختلفة، بما في ذلك عملية الولادة، وضعية النوم، وقلة وقت اللعب على البطن. كما أن حالات الحمل المتعدد، مثل حمل لورانس بتوأمين، تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.
خيارات العلاج التقليدية
يوصي الخبراء عادةً بالعلاج بالخوذة لتصحيح تشوه الرأس، وهو علاج قد يكلف العائلات ما بين 1495 دولارًا و 5195 دولارًا أمريكيًا بدون تأمين، اعتمادًا على عمر الطفل وبداية العلاج. يهدف العلاج إلى إعادة تشكيل الرأس تدريجيًا عن طريق الضغط على المناطق البارزة والسماح للرأس بالنمو بشكل طبيعي في المناطق المسطحة.
في حالة لورانس، بدأت الخوذات في استخدامها مع التوأمين في الشهر الرابع من عمرهما، بعد أن أوصى طبيب الأطفال بالانتظار حتى يكتسبا قوة كافية في الرقبة لدعم الخوذة.
الانتقادات والجدل الدائر حول استخدام الخوذات
على الرغم من أن العلاج بالخوذة يعتبر فعالاً، إلا أنه يثير جدلاً واسعاً على الإنترنت. تعرضت لورانس لانتقادات شديدة من بعض المستخدمين الذين اعتبروا أن استخدام الخوذات لمدة 23 ساعة في اليوم أمر مبالغ فيه وغير ضروري.
كتب أحد المعلقين: “23 ساعة هذا جنون!”. وعلق آخر: “لن أفهم أبداً استخدام الخوذات للأطفال، هذا غير ضروري”. بينما أضاف معلق آخر: “هذا محزن، لا تستخدموا الخوذات”.
ومع ذلك، لا تؤثر هذه الانتقادات على لورانس، التي ترى أنها تفعل ما هو أفضل لأطفالها. وتقول: “إذا كنت أنا من يعاني من رأس مسطح، فقد يسبب عدم تناسق في وجهي، فسأريد من والديّ أن يفعلا ما بوسعهما لإصلاحه. أنا أرى هذا الأمر مشابهًا لتقويم الأسنان للأطفال، إذا كان قابلاً للعلاج، فلماذا لا نفعل ذلك؟”.
لاحظت لورانس وجود بقع مسطحة في رؤوس أطفالها بعد الولادة مباشرة. وتعتقد أن ذلك بدأ في الرحم بسبب ضيق المساحة، خاصة وأنها حامل بتوأمين. وبسبب الولادة المبكرة، كان على التوأمين ارتداء قبعات لحماية رؤوسهم الهشة.
تؤكد لورانس أن التوأمين يحصلان على وقت كافٍ للعب على البطن، وهو ما يساعد على تقوية عضلات الرقبة والظهر، ولكنها تعتقد أن الخوذات هي التي تحدث الفرق الأكبر.
الدراسات والأبحاث حول فعالية العلاج بالخوذة
تدعم الأبحاث العلمية فعالية العلاج بالخوذة في علاج تشوه الرأس. أظهرت دراسة حديثة أجريت عام 2023 أن العلاج بالخوذة كان فعالاً في علاج الرضع الذين يعانون من تشوه الرأس الناتج عن الوضعية، وأن النتائج كانت أفضل عندما يبدأ العلاج قبل بلوغ الطفل 9 أشهر ويتم ارتداء الخوذة لأكثر من 15 ساعة في اليوم.
ابنتها الكبرى أكملت علاجها بالخوذة بنجاح، وتواصل لورانس علاج ابنها التوأم حتى يصبح شكل رأسه طبيعياً.
تقول لورانس: “لقد انخفض عدم التناسق في رأس ابني إلى ما بين ستة وسبعة مليمترات الآن”. ويوصي الأطباء بأن يصل عدم التناسق إلى واحد إلى ثلاثة مليمترات قبل التوقف عن استخدام الخوذة.
وتضيف لورانس أنها تعلمت تجاهل التعليقات السلبية على الإنترنت، وأنها تركز على نشر الوعي حول تشوه الرأس وتقديم الدعم للأمهات الأخريات اللاتي يمررن بتجارب مماثلة.
تتلقى لورانس رسائل عديدة من الأمهات يشكرنها على مشاركة تجربتها ويقدرن جهودها في إزالة الوصمة المرتبطة بهذا العلاج.
من المتوقع أن يواصل الأطباء مراقبة حالة التوأمين وتقييم تقدم العلاج. في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على وجود أي مضاعفات أو آثار جانبية سلبية للعلاج. ومع ذلك، من المهم مراقبة أي تغييرات في نمو الطفل أو تطوره وإبلاغ الطبيب على الفور.










