أظهرت دراسة جديدة أن المسافرين يميلون إلى تبني أحد خمسة أنماط شخصية رئيسية عند التخطيط لرحلاتهم أو خلالها، مما يؤثر على تفضيلاتهم وأولوياتهم. وكشفت الدراسة، التي أجرتها Talker Research بتكليف من Go City وشملت استطلاع رأي لألفي مسافر أمريكي، عن رؤى حول كيفية تعامل الأشخاص مع السفر، بدءًا من التخطيط الدقيق وصولًا إلى الانغماس العفوي في التجربة. هذه الأنماط المختلفة تؤثر بشكل كبير على تجربة السفر بشكل عام.
وفقًا للدراسة، يتوزع المسافرون على النحو التالي: 37% هم “أصحاب العقول المدبرة”، و26% “باحثو الإثارة”، و6% “الكشافة السياحية”، و16% “الخبراء”، و14% “العائمون”. توضح هذه النسب مدى تنوع أساليب التخطيط والاستمتاع بالرحلات بين الأفراد.
أنماط الشخصيات الخمسة في عالم السفر
يُعرف “أصحاب العقول المدبرة” بشغفهم بالتخطيط المسبق، حيث يجدون متعة كبيرة في حجز الفنادق وتذاكر الطيران، وحتى تذاكر الفعاليات الرياضية. ويركزون على التفاصيل لضمان سير الرحلة بسلاسة.
في المقابل، يبحث “باحثو الإثارة” عن المغامرة والتجارب الجديدة، مثل استكشاف البيئات المحلية، والجولات السياحية، وزيارة المتاحف والمدن التاريخية. إنهم يفضلون الأنشطة التي تثير حواسهم وتمنحهم شعورًا بالتشويق.
أما “الكشافة السياحية” فهم مستعدون دائمًا لكل الاحتمالات، سواء كانت الاسترخاء بجانب المسبح أو حضور الحفلات الموسيقية، أو البحث عن المتنزهات العامة والأماكن الثقافية الشهيرة. إنهم يجمعون بين الاستعداد والمرونة.
بينما يركز “الخبراء” بشكل أساسي على الطعام، حيث يمثل العثور على تجارب طعام رائعة الأولوية القصوى بالنسبة لهم. يشكل الطعام جزءًا لا يتجزأ من رحلتهم الثقافية.
أخيرًا، يفضل “العائمون” الاستمتاع بالرحلة دون ضغوط التخطيط، حيث يكتفون بزيارة المعالم السياحية والتعرف على السكان المحليين. إنهم يتبنون أسلوبًا أكثر استرخاءً وعفوية.
أولويات المسافرين عند الوصول إلى الوجهة
على الرغم من هذه الاختلافات، اتفق جميع المسافرين على أن أول شيء يجب القيام به عند الوصول إلى الوجهة هو البدء في استكشاف المنطقة. يلي ذلك التحقق من توافر المعالم السياحية القريبة، والبحث عن أماكن لتناول الطعام، أو حتى أخذ قيلولة قصيرة. هذا يعكس الرغبة العامة في الانغماس في تجربة السفر على الفور.
وأشارت جودي جوثير، الرئيسة التجارية في Go City، إلى أن هذه الأنماط الخمسة للمسافرين تسلط الضوء على أن الجميع يتطلعون إلى جوانب مختلفة عند السفر. وبينما يولي البعض الأولوية للاسترخاء، يرغب آخرون في رؤية كل شيء، إلا أن الهدف النهائي يظل واحدًا: الاستمتاع بالرحلة.
وكشفت الدراسة أيضًا أن الطعام هو النشاط الأكثر جاذبية للمسافرين، حيث يفضله 48% منهم على استكشاف المناطق المحلية (27%) والمتاحف التاريخية (17%). بالإضافة إلى ذلك، أبدت الغالبية العظمى (75%) اهتمامًا باستكشاف المدن، متجاوزة الأنشطة الأخرى مثل المشي لمسافات طويلة والتسوق.
وكشفت الدراسة أن 69% من الأشخاص خططوا لرحلات كاملة بناءً على تجربة محددة، مثل حضور حفل موسيقي أو زيارة مبنى مشهور. وفي حال استمتعوا برحلتهم، وافق ثلاثة من كل أربعة أشخاص على تمديدها ليوم إضافي، مع إنفاق متوسط قدره 1156 دولارًا على الـ 24 ساعة الإضافية، مع رغبة أكثر من الثلث (37%) في الحفاظ على التكاليف أقل من 499 دولارًا.
وأكدت أغلبية المسافرين على أهمية الالتزام بالميزانية (80%) والتخطيط لجميع تفاصيل الرحلة (55%). ولتحقيق ذلك، قد يضطرون إلى التخلي عن شراء الهدايا التذكارية (46%)، أو ترقية غرف الفنادق (46%)، أو تناول الطعام في المطاعم الفاخرة (38%).
كما أن ما يقرب من 80% من المسافرين قد تعرضوا لمواقف غير متوقعة أثناء السفر، مثل نسيان الضروريات (50%)، أو الضياع في مكان غير مألوف (33%)، أو فقدان الأمتعة الشخصية (27%)، أو تفويت وسائل النقل (16%).
من المتوقع أن تستمر Go City في تحليل هذه البيانات لتقديم توصيات مخصصة للمسافرين بناءً على أنماط شخصياتهم. كما قد تستخدم شركات السياحة الأخرى هذه الرؤى لتصميم عروض وخدمات تلبي احتياجات المسافرين المتنوعة. من المهم مراقبة كيفية تطور هذه الاتجاهات وتأثيرها على صناعة السياحة بشكل عام، بالإضافة إلى التغيرات في تفضيلات الرحلات.










