انتشرت شائعات عبر الإنترنت حول تغييرات محتملة في باقات المشروبات على متن سفن كروز كارنيفال، مما أثار نقاشًا حول الاستهلاك المسؤول للكحول في الرحلات البحرية. وقد بادر سفير كروز كارنيفال والمدون الشهير جون هيلد بنفي هذه الشائعات عبر منشور على صفحته في فيسبوك، مؤكدًا أنه لا تغيير في عدد المشروبات الكحولية المسموح بها ضمن باقات المشروبات.
أفاد هيلد بأنه تلقى العديد من الرسائل من أشخاص يقتبسون من صفحة فيسبوك ذات متابعين كثر، مدعين أن كروز كارنيفال قد زادت عدد المشروبات الكحولية التي يمكن للضيوف شراؤها خلال 24 ساعة من 15 إلى 24 مشروبًا اعتبارًا من الأول من ديسمبر. لكنه شدد على أن هذا الادعاء “غير صحيح” وطلب من الجمهور تجاهل هذه المعلومات واعتبارها “هراءً”.
تحقق من سياسات باقات المشروبات في كروز كارنيفال
أكدت كروز كارنيفال، في ردها على طلب للتعليق، أن سياساتها المتعلقة بباقات المشروبات لم تتغير. الموقع الإلكتروني للشركة لا يزال يوضح أن البرنامج يسمح بما يصل إلى 15 مشروبًا كحوليًا في فترة 24 ساعة، تبدأ من الساعة 6 صباحًا وتنتهي في الساعة 6 صباحًا من اليوم التالي. يُعد الحصول على باقة المشروبات وسيلة شائعة للعديد من الركاب للاستمتاع بولائم ممتعة على متن السفينة.
ومع ذلك، تحتفظ كروز كارنيفال بحقها في رفض الخدمة لأي شخص، لأي سبب. بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني أن عدد المشروبات المسموح بها قد يتم تقليله إلى أقل من 15 بناءً على تقدير موظفيها.
مخاوف متزايدة حول الاستهلاك المفرط للكحول
تأتي هذه الشائعات في وقت تزايد فيه القلق بشأن الاستهلاك المفرط للكحول في الرحلات البحرية. ففي حادثة مأساوية حديثة، توفي رجل يبلغ من العمر 35 عامًا على متن سفينة تابعة لشركة رويال كاريبيان بعد أن زُعم أنه تلقى 33 مشروبًا كحوليًا. وقد رفعت عائلة المتوفى دعوى قضائية ضد الشركة بعد أن أظهر تقرير تشريح الجثة أن وفاته كانت بمثابة جريمة قتل.
وبحسب الدعوى القضائية، فقد قام أفراد الطاقم بتقديم ما لا يقل عن 33 مشروبًا كحوليًا للرجل خلال ساعات قليلة من إبحار السفينة، مما أدى إلى سكره وتصاعد غضبه أثناء محاولته العثور على مقصورته. زعم المدعون أن رجال الأمن والطاقم اعتدوا على الرجل وقيدوه وحقنوه بمهدئ هالوبيريدول، كما استخدموا ثلاثة علب من رذاذ الفلفل.
تُظهر هذه الحوادث الحاجة إلى ممارسات أكثر صرامة فيما يتعلق بتقديم الكحول وتنظيم استهلاكه على متن السفن السياحية.
يتوقع اتحاد خطوط الرحلات البحرية الدولية (CLIA) أن يشارك في رحلات بحرية حوالي 37.7 مليون شخص في عام 2025. يُعد قطاع السياحة البحرية صناعة ضخمة، لكنه يواجه تحديات تتعلق بسلامة الركاب ومسؤوليتهم.
تتعامل شركات السياحة البحرية بشكل روتيني مع قضايا تتعلق بالكحول، بما في ذلك السكر العلني والاعتداءات المتعلقة بالكحول. غالبًا ما تشتمل سياسات الشركات على قيود على عدد المشروبات التي يمكن شراؤها، بالإضافة إلى التدريب للموظفين للتعرف على علامات السكر ورفض الخدمة للأشخاص الذين قد يكونون في خطر.
تأثير الشائعات على سمعة شركات الكروز
يمكن أن يكون للشائعات حول تغييرات في سياسات الكحول تأثير كبير على سمعة شركات الكروز، خاصةً إذا كان يُنظر إليها على أنها تخفف من معايير السلامة. من المهم لهذه الشركات معالجة هذه الشائعات بسرعة وشفافية لتهدئة مخاوف الركاب المحتملين.
تعتمد شركات الكروز بشكل كبير على تصورات المسافرين لسلامتهم وموثوقيتهم. أي ضرر يلحق بسمعتهم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الحجوزات والإيرادات.
في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على أن كروز كارنيفال أو أي شركة كروز رئيسية أخرى تخطط لتغيير سياساتها المتعلقة بالكحول بشكل كبير. ومع ذلك، من المهم مراقبة هذا الوضع عن كثب، خاصةً في ضوء الحوادث المأساوية الأخيرة والدعاوى القضائية المرتبطة بها. من المرجح أن تستمر شركات الكروز في مراجعة سياساتها بشكل دوري لضمان سلامة ورفاهية ركابها، مع مراعاة التطورات في المعايير القانونية والصناعية.
ستستمر شركات الكروز في التركيز على تعزيز الاستهلاك المسؤول للكحول من خلال برامج التدريب للموظفين وفرص التوعية للركاب. من المتوقع أيضًا أن تشهد الصناعة زيادة في الاستثمار في تقنيات المراقبة وأنظمة الأمان لردع الحوادث المتعلقة بالكحول وحماية المسافرين.










