أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن توقيع اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 7.34 مليار درهم (2 مليار دولار أمريكي) مع شركة التأمين التجاري الكورية (K-Sure). يهدف هذا التمويل إلى دعم مشاريع أدنوك منخفضة الكربون عبر مختلف قطاعاتها. يأتي هذا الإعلان في إطار التزام أدنوك المتزايد بالاستدامة والتحول في مجال الطاقة، ويعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بالاستثمارات الصديقة للبيئة.
وقّعت أدنوك الاتفاقية في أبوظبي يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن يساهم هذا التمويل في دعم خطط الشركة الطموحة لخفض الانبعاثات وزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة. وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الأوسع نطاقًا لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
أدنوك تعزز التمويل الأخضر لدعم مشاريع الطاقة المستدامة
يُمثل هذا التمويل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف أدنوك في مجال الاستدامة، حيث يتيح لها الوصول إلى رأس المال اللازم لتنفيذ مشاريع تساهم في تقليل البصمة الكربونية لعملياتها. يأتي هذا التسهيل الائتماني ضمن “إطار عمل التمويل المستدام” الذي تتبعه أدنوك، والذي يضمن امتثال المشاريع لمعايير التمويل المستدام الدولية.
صرح خالد الزعابي، رئيس الشؤون المالية لمجموعة أدنوك، بأن هذا التمويل يؤكد التزام الشركة بتمويل التحول في أنظمة الطاقة مع الحفاظ على إدارة مالية حكيمة. وأضاف أن أدنوك تواصل استكشاف فرص التمويل المبتكرة لدعم مشاريعها المستدامة.
أهمية التمويل الكوري وأثره على استراتيجية أدنوك
يُعد هذا أول تمويل أخضر تحصل عليه أدنوك بدعم من جهة كورية، مما يعكس تنوع مصادر التمويل التي تعتمد عليها الشركة. وقد نجحت أدنوك بالفعل في جمع 5 مليارات دولار من خلال التمويلات الخضراء خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، بما في ذلك اتفاقية مماثلة مع بنك اليابان للتعاون الدولي في العام الماضي.
هذا التمويل الجديد يعزز مكانة أدنوك كشركة رائدة في مجال الطاقة المستدامة في منطقة الشرق الأوسط. وتشير التقارير إلى أن الشركات النفطية الكبرى تزيد من تركيزها على الاستثمارات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) استجابةً للضغوط المتزايدة من المستثمرين والجهات التنظيمية.
اقرأ أيضاً: بنوك الإمارات تخصص 270 مليار دولار حتى 2030 للتمويل الأخضر
وقام بنك أبوظبي الأول بدور المنسق الرئيسي لجانب القرض في هذا التمويل الأخضر، بينما تولى بنك سانتاندير مهمة التنسيق لجانب وكالة ائتمان الصادرات. لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول هيكل الاتفاقية أو شروطها.
خفض الانبعاثات والاستثمار في الطاقة الجديدة
تلتزم أدنوك بخفض كثافة انبعاثات عملياتها التشغيلية بنسبة 25٪ بحلول نهاية العقد الحالي. وتستثمر الشركة حاليًا 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار أمريكي) في مشاريع تهدف إلى تقليل الانبعاثات من عملياتها القائمة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أدنوك على تسريع وتيرة نموّ مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مثل الهيدروجين والطاقة الشمسية، كجزء من استراتيجيتها طويلة الأجل.
تتوافق هذه الاستثمارات مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام. ويشمل ذلك دعم الابتكار والبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة. وتعتبر هذه الخطوات جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتحقيق التنمية المستدامة والحد من تأثيرات تغير المناخ.
من المتوقع أن تستمر أدنوك في استكشاف فرص تمويل إضافية لدعم مشاريعها في مجال الطاقة المستدامة، مع التركيز على جذب الاستثمارات من المؤسسات المالية الدولية التي تتبنى معايير الاستدامة. يجب مراقبة التقدم المحرز في تحقيق أهداف الشركة لخفض الانبعاثات وزيادة الاستثمار في الطاقة الجديدة، بالإضافة إلى أي تغييرات في السياسات الحكومية المتعلقة بالطاقة والبيئة.
وفي الختام، يمثل توقيع أدنوك لهذه الاتفاقية خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطاقة، ويؤكد التزام الشركة بدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق أهدافها المناخية.










