أعلنت شركة “كيه كيه آر أند كو” (KKR & Co) عن استثمارها في تمويل ائتمان خاص لمشروع محطة تحلية مياه البحر “رابغ 3” في السعودية، والتابعة لشركة “أكوا باور”. يُعد هذا أول استثمار مباشر من نوعه لشركة الاستثمار العالمية في المملكة، ويشير إلى تزايد اهتمام المستثمرين العالميين بقطاع التمويل الخاص في السعودية والمنطقة. الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه المملكة تحولات اقتصادية كبيرة ضمن رؤية 2030.
سيساهم هذا التمويل في دعم مشروع “رابغ 3” الذي يهدف إلى توفير إمدادات مياه محلاة لمنطقة مكة المكرمة، ويعتبر جزءاً هاماً من خطط المملكة لتعزيز أمنها المائي. “أكوا باور”، الشركة المطورة للمحطة، هي إحدى أكبر شركات المرافق في المملكة، وتملك فيها صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة كبيرة.
تزايد اهتمام كيه كيه آر بالاستثمار في الشرق الأوسط
يأتي هذا الاستثمار في إطار نشاط متزايد لشركة “كيه كيه آر” في منطقة الشرق الأوسط. فقد استثمرت الشركة ما يقرب من 2 مليار دولار في المنطقة خلال الأشهر العشرة الماضية، وفقًا لتقارير إخبارية. هذا التوسع يعكس رؤية الشركة للاستفادة من الفرص الواعدة في المنطقة.
شملت استثمارات “كيه كيه آر” الأخيرة الاستحواذ على حصة في شبكة خطوط أنابيب الغاز التابعة لشركة “أدنوك” في الإمارات العربية المتحدة، وحصة في “غلف داتا هب”، وهي إحدى أكبر شركات مراكز البيانات في الخليج. بالإضافة إلى ذلك، وافقت الشركة على استثمار 220 مليون دولار في “بريمالاب”، وهي شركة متخصصة في البيانات والتحليلات وإدارة المخاطر.
توسع جغرافى واستراتيجى
تأسست “كيه كيه آر” في الولايات المتحدة منذ حوالي خمسة عقود، ثم توسعت لتشمل أوروبا وآسيا. افتتحت الشركة مكتبًا في دبي عام 2009، مما يدل على التزامها طويل الأمد بالمنطقة. مؤخرًا، قامت “كيه كيه آر” بتوسيع وجودها في السعودية بافتتاح مكتب في الرياض في العام الماضي.
التمويل الخاص في السعودية: محرك للنمو
أكد جوليان بارات-ديو، العضو المنتدب ورئيس الشؤون الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط لدى “كيه كيه آر”، أن هذه الصفقة تمثل خطوة مهمة للاستثمار في المملكة وتعزيز الشراكات مع الشركات الرائدة. وأضاف أن الشركة تسعى إلى توفير رأس المال لمشاريع البنية التحتية الحيوية التي تدعم النمو المستدام في السعودية.
يُظهر تقرير حديث صادر عن “إس آند بي غلوبال ريتينغز” أن السعودية تمثل بيئة خصبة لنمو التمويل البديل، مدفوعة بالاحتياجات التمويلية الضخمة الناتجة عن “رؤية 2030”. كما يشير التقرير إلى أن النمو المتسارع في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة يعزز الطلب على التمويل الخاص.
يرى خبراء الاقتصاد أن زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وخاصة في قطاع البنية التحتية، سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد السعودي من خلال خلق فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل. هذه الاستثمارات تدعم أيضاً أهداف الاستدامة البيئية وتعزز كفاءة استخدام الموارد.
الجاذبية المتزايدة للسوق السعودي تكمن أيضاً في الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تم إطلاقها في إطار “رؤية 2030”. هذه العوامل تجذب المستثمرين الذين يبحثون عن فرص استثمارية طويلة الأجل وآمنة.
من المتوقع أن تستمر “كيه كيه آر” في استكشاف فرص استثمارية إضافية في السعودية والمنطقة، مع التركيز على قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتكنولوجيا. ستعتمد استراتيجية الشركة على بناء شراكات قوية مع الشركات المحلية والاستفادة من خبرتها العالمية في مجال الاستثمار.
في الختام، تعكس صفقة تمويل محطة “رابغ 3” التزام “كيه كيه آر” المتزايد بالسوق السعودي. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بتنفيذ المشروع، والنتائج المالية لـ “أكوا باور”، والخطوات التالية التي ستتخذها “كيه كيه آر” لتوسيع نطاق أعمالها في المنطقة خلال الأشهر القادمة. كما يجب مراقبة التغيرات في البيئة التنظيمية السعودية التي قد تؤثر على الاستثمار الأجنبي المباشر.










