مع اقتراب نهاية عام 2025 وبداية عام 2026، يتجه الكثيرون إلى هواتفهم لتدوين أهدافهم للعام الجديد، وقد يكون من بينها قراءة المزيد من الكتب. لكن، أثار إنجاز امرأة بقراءة 120 كتابًا في عام واحد جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض هذا العدد الكبير، بينما أشاد به آخرون. هذا الجدل يركز على مفهوم القراءة وأهميتها، وما إذا كان الكم يغلب على الكيف.
جدل حول كمية القراءة السنوية
أعلنت المسوقة الرقمية وصانعة المحتوى المتعلق بالكتب، أرمه، عن إنجازها بقراءة 120 كتابًا في عام 2025، ونشرت صورة لها بجانب أكوام كبيرة من الكتب على منصة X (تويتر سابقًا). وقد لاقت مشاركتها ردود فعل متباينة، حيث عبر البعض عن إعجابهم وإلهامهم، بينما شكك آخرون في جودة هذه الكتب أو في قيمة هذا الإنجاز بحد ذاته.
تراوحت التعليقات بين الإيجابية مثل “هذا رائع حقًا، عقلك بالتأكيد يقوم بعمل شاق” والسلبية مثل “لم أكن أعلم أن الكتب الرومانسية الجريئة تعتبر قراءة”. كما انتقد البعض فكرة التباهي بعدد الكتب المقروءة، مشيرين إلى أن القراءة يجب أن تكون متعة شخصية وليست تحديًا أو مسابقة.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة القراءة
يعكس هذا الجدل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة القراءة. ففي حين أن المنصات الاجتماعية يمكن أن تكون وسيلة رائعة لاكتشاف كتب جديدة ومشاركة الآراء حولها، إلا أنها قد تخلق أيضًا ضغطًا على الأفراد لقراءة المزيد من الكتب لإظهار الثقافة أو المعرفة. هذا الضغط قد يؤدي إلى قراءة سريعة وعابرة، بدلاً من الاستمتاع بالكتب والتفكير في محتواها بعمق.
بالإضافة إلى ذلك، أثار النقاش تساؤلات حول أنواع الكتب التي تعتبر “قراءة” حقيقية. هل الروايات الخيالية أقل قيمة من الكتب الأكاديمية أو كتب التنمية الذاتية؟ وهل الكتب الإلكترونية تعتبر قراءة بنفس مستوى الكتب الورقية؟
هل الكمية مهمة أم الجودة؟
يرى الكثيرون أن جودة القراءة أهم بكثير من كميتها. فبدلاً من قراءة عدد كبير من الكتب بشكل سطحي، يفضلون قراءة عدد قليل من الكتب بعمق، والتفاعل مع أفكارها ومناقشتها. هذا النوع من القراءة يعزز التفكير النقدي والتحليلي، ويساهم في توسيع المعرفة والفهم.
في المقابل، يرى آخرون أن قراءة أي نوع من الكتب، بغض النظر عن جودتها، هي أفضل من عدم القراءة على الإطلاق. فالقراءة تساعد على تحسين المفردات واللغة، وتوسيع الآفاق، وتخفيف التوتر. كما أن قراءة الكتب الخفيفة أو الرومانسية يمكن أن تكون وسيلة ممتعة للاسترخاء والترفيه.
وقد ردت أرمه على الانتقادات من خلال مشاركة لقطة شاشة من حسابها على Goodreads لإثبات أنها قرأت بالفعل 120 كتابًا، بما في ذلك الكتب الإلكترونية. وهذا يسلط الضوء على حقيقة أن القراءة لم تعد مقتصرة على الكتب الورقية التقليدية، وأن الكتب الإلكترونية أصبحت خيارًا شائعًا ومريحًا للعديد من القراء.
تزايد الاهتمام بـ **القراءة** في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بحملات التوعية بأهميتها وبتوفر الكتب بسهولة أكبر من خلال الإنترنت والمكتبات الرقمية. كما أن جائحة كوفيد-19 ساهمت في زيادة الإقبال على القراءة، حيث قضى الكثير من الناس وقتًا أطول في المنزل والبحث عن وسائل للترفيه والتعلم.
تعتبر القراءة من أهم المهارات التي يمكن للفرد اكتسابها، فهي تساعد على تطوير الذات وتحسين القدرات المعرفية والاجتماعية. كما أنها تساهم في بناء مجتمع مثقف وواعٍ. وتشجيع **القراءة**، بأي شكل من الأشكال، هو استثمار في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القراءة المتنوعة، التي تشمل مختلف الأنواع والمواضيع، تساعد على توسيع المعرفة والفهم، وتجنب التحيز والتطرف. فالقراءة تتيح لنا التعرف على ثقافات وحضارات مختلفة، وفهم وجهات نظر متنوعة، والتفكير بشكل أكثر شمولية.
في الختام، من المتوقع أن يستمر الجدل حول كمية ونوعية القراءة في المستقبل. لكن الأهم هو تشجيع القراءة بجميع أشكالها، وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع. وما يجب مراقبته هو تأثير التكنولوجيا الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، على مستقبل القراءة وكيف ستتطور هذه العادة مع مرور الوقت. كما أن مبادرات **القراءة** الحكومية والخاصة ستلعب دورًا حاسمًا في تعزيز هذه الثقافة.










