مع اقتراب نهاية عام 2025، وبعد أن شهدت وجهات أوروبية كلاسيكية مثل اليونان وإسبانيا وفرنسا إقبالاً كبيراً، بالإضافة إلى مناطق طبيعية مثل جزر فارو وجبال الدولوميت، بدأت الأنظار تتجه نحو وجهات جديدة ومثيرة للاهتمام لعام 2026. يتزايد اهتمام المسافرين بتخطيط عطلاتهم للعام القادم، مع التركيز بشكل خاص على السياحة المستدامة، والمدن ذات الأجواء التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى الطقس المشمس والمغامرات في الهواء الطلق.
تشير التوقعات إلى أن عام 2026 سيشهد تحولاً في تفضيلات المسافرين، مع البحث عن تجارب فريدة ومسؤولة. تعتبر هذه التوجهات نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الوعي المتزايد بالتأثير البيئي للسفر، والرغبة في دعم المجتمعات المحلية، والبحث عن وجهات أقل ازدحامًا.
أفضل الوجهات لعام 2026: مزيج من الثقافة والطعام والتاريخ
تتصدر مدن بروكسل وسيفيل وبراغ قائمة أفضل الوجهات لعام 2026، وذلك لما تقدمه من ثقافة غنية ومأكولات شهية وهندسة معمارية مذهلة. تتميز هذه المدن بتاريخها العريق وحياتها العصرية النابضة بالحياة، مما يجعلها مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة متكاملة.
بروكسل: نهضة ثقافية وفنية
تستعد بروكسل لاستقبال نهضة ثقافية وفنية حقيقية في عام 2026، مع افتتاح متحف كانال-سنتر بومبيدو الجديد في أواخر العام. سيساهم هذا المتحف في تعزيز مكانة المدينة كمركز ثقافي رئيسي في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف بروكسل العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية على مدار العام، مثل مهرجان Bright Brussels في فبراير، ومعرض Art Brussels في الربيع، ومهرجان Brussels Jazz في يناير.
يمكن للزوار استكشاف المعالم الشهيرة مثل ساحة غراند بلاس والاتوميوم، وتذوق البطاطس المقلية الكلاسيكية في Maison Antoine، والحلويات البلجيكية الشهيرة في Maison Dandoy. كما يمكنهم زيارة منطقة سابلون للاستمتاع بمحلات التحف الفنية، ومركز القصص المصورة (BD Museum) لمحبي هذا الفن. أما هواة الفنون الجميلة فيمكنهم التوجه إلى Bozar.
سيفيل: مزيج من التقاليد والحداثة
تعتبر سيفيل وجهة صاعدة في عام 2026، حيث تقدم مزيجًا فريدًا من التقاليد الأندلسية والحياة العصرية. تتميز المدينة بمقاهيها الأنيقة وبارات التاباس المبتكرة، بالإضافة إلى الحانات التاريخية التقليدية. يمكن للزوار الاستمتاع بعروض الفلامنكو الأصيلة، واستكشاف الهندسة المعمارية الموريسية الجميلة، وزيارة كاتدرائية سيفيل وساحة إسبانيا.
كما يمكنهم تذوق الأطباق التقليدية اللذيذة مثل البطاطس البرافاس والكرواكيت، وتجربة مربى سيفيل المميز المصنوع من البرتقال المر. ينصح المسافرون الجدد بالإقامة في حي Barrio Santa Cruz للاستمتاع بسحره التاريخي، أو في حي Triana لتجربة الحياة المحلية الأصيلة.
براغ: مدينة الألف قصة
تواصل براغ ترسيخ مكانتها كواحدة من أجمل مدن أوروبا، حيث تجمع بين السحر القرون الوسطى والأجواء الرومانسية. صُنفت المدينة ضمن أفضل المدن في العالم في مؤشر World’s Best Cities لعام 2026. كما ستستضيف براغ العديد من الأحداث الرياضية والثقافية الهامة في العام القادم، مثل ماراثون براغ الشهير، ومهرجان براغ الربيع الموسيقي.
يمكن للزوار استكشاف ساحة المدينة القديمة الجميلة، وقلعة براغ المهيبة، وجسر تشارلز التاريخي، والتجول في الشوارع المتعرجة الساحرة، وزيارة الحي اليهودي. كما يمكنهم مشاهدة تمثال كافكا، والبيت الراقص، وتذوق الأطباق التقليدية مثل الجلاش في مطعم Lokál، والكнедليكي (زلابية الخبز أو البطاطس) التي تُقدم مع الصلصات الشهية. ينصح المسافرون الجدد بالإقامة في Staré Mĕsto (المدينة القديمة) للاستمتاع بقربهم من المعالم السياحية الرئيسية، أو في Malá Strana (المدينة الصغرى) للاستمتاع بأجواء رومانسية وهادئة.
وجهات جديدة تحت الأضواء: شمس وبحر ورمال
بالإضافة إلى الوجهات التقليدية، تشهد بعض المناطق الناشئة إقبالاً متزايدًا من المسافرين في عام 2026، مثل الريفيرا الألبانية وجزر مالطا. تتميز هذه الوجهات بشواطئها الجميلة وأسعارها المعقولة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة فريدة ومميزة.
تعتبر الريفيرا الألبانية وجهة مثالية للمغامرات خارج المألوف، حيث تتميز بشواطئها البكر ومناظرها الطبيعية الخلابة. يمكن للزوار استكشاف المواقع الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو، مثل منتزه Butrint الوطني وقلعة Gjirokastër، والاستمتاع بالشواطئ الخفية في Ksamil وDhërmi وJale Beach وNarte Beach. كما يمكنهم القيام برحلات بحرية إلى جزيرة كورفو، وتناول المأكولات البحرية الطازجة في مطاعم Saranda.
أما مالطا فتقدم مزيجًا فريدًا من التاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية الخلابة. يمكن للزوار استكشاف شوارع فاليتيتا الساحرة، والحدائق العليا في باراكا، والمتحف الوطني للآثار، والمدينة القديمة المحصنة في Mdina. كما يمكنهم السباحة في St. Peter’s Pool بالقرب من قرية Marsaxlokk للصيد، وزيارة جزيرة Gozo للاستمتاع بقلعة فيكتوريا والبحر الداخلي.
محبو الطبيعة والمغامرة: وجهات لا تُنسى
بالنسبة للمسافرين الذين يبحثون عن المغامرة والاستمتاع بالطبيعة، تقدم كابادوكيا ولاباند وجبال الكاربات تجارب لا تُنسى في عام 2026. تتميز هذه الوجهات بمناظرها الطبيعية الخلابة وأنشطتها المتنوعة.
تشتهر كابادوكيا في تركيا برحلاتها المثيرة بالمنطاد، ومناظرها الطبيعية الفريدة من نوعها التي تشبه “المداخن الجنية”، والفنادق الكهفية. يمكن للزوار استكشاف المدن تحت الأرض، والتجول في الوديان الملونة، والاستمتاع بعروض الطائرات الشراعية. كما يمكنهم حضور مهرجان كابادوكيا للمناطيد في أغسطس.
تعتبر لابلاند في فنلندا وجهة مثالية لمشاهدة الشفق القطبي، حيث تشهد حاليًا ذروة النشاط الشمسي. يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الأنشطة الشتوية، مثل التزلج على الجليد، والتزلج على الثلج، وركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب أو الرنة، وصيد الأسماك في الجليد. كما يمكنهم زيارة قرية سانتا كلوز في روفانييمي، واستكشاف المتنزهات الوطنية.
أما جبال الكاربات في أوروبا الشرقية فتقدم تجربة فريدة لمحبي الطبيعة والمغامرة. يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات الجبلية، والتزلج على الثلج، والاسترخاء في الحمامات الحرارية. كما يمكنهم زيارة القرى التقليدية، والاستمتاع بالحياة البرية الغنية.
مع استمرار تطور مشهد السفر، من المتوقع أن تشهد هذه الوجهات وغيرها إقبالاً متزايدًا من المسافرين في عام 2026. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض أوجه عدم اليقين، مثل التغيرات في أسعار الوقود والظروف الجيوسياسية، والتي قد تؤثر على خطط السفر. من المهم للمسافرين البقاء على اطلاع دائم بالتطورات الأخيرة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان رحلة آمنة وممتعة.









