شهد الموسم الخامس والأخير من مسلسل “Stranger Things” حملة انتقادات واسعة من المشاهدين، وتحديدًا بسبب طريقة معالجة قصة اكتشاف شخصية ويل بايلرز (Noah Schnapp) لميوله الجنسية. أقدم المشاهدون على ما يُعرف بـ “قصف المراجعات” (review-bombing) للحلقات، مما أدى إلى انخفاض تقييمات المسلسل بشكل ملحوظ على مواقع التقييم الشهيرة.
عُرض الجزء الثاني من الموسم الخامس في 25 ديسمبر، حيث كشف ويل عن مشاعره لأصدقائه قبل مواجهة الشرير الرئيسي في المسلسل، فيكنا (Jamie Campbell Bower). وقد أثار هذا المشهد ردود فعل متباينة، وتسبب في موجة من الانتقادات على الإنترنت.
انخفاض تقييمات “Stranger Things” بسبب قصة اكتشاف الذات
أفاد العديد من المشاهدين بخيبة أملهم من الطريقة التي تم بها تقديم قصة اكتشاف ويل لميوله الجنسية، معتبرين أنها غير مرضية أو أنها تأخرت كثيرًا. انخفض تقييم الموسم على موقع Rotten Tomatoes من نسبة في السبعينيات إلى 56 بالمائة بعد عرض الحلقة. هذا يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالمواسم السابقة، التي حصلت على تقييمات تتراوح بين 90 و 89 بالمائة.
وبالمثل، حصلت حلقة “The Bridge” على أدنى تقييم لها في تاريخ المسلسل على موقع IMDb، حيث بلغت 5.4 من 10 بناءً على آراء أكثر من 96 ألف مستخدم. وهذا الرقم يتجاوز بكثير عدد المراجعات التي حصلت عليها الحلقات الأخرى في هذا الموسم.
ظاهرة “قصف المراجعات” وتأثيرها على الأعمال الفنية
تعتبر هذه الظاهرة، المعروفة باسم “قصف المراجعات”، تكتيكًا يستخدمه المعجبون الغاضبون للتعبير عن استيائهم من الأعمال الفنية التي يرونها مسيئة أو غير مرضية. وقد تم استخدام هذه الطريقة سابقًا ضد مسلسلات أخرى مثل “Star Wars: The Acolyte” و “The Lord of the Rings: The Rings of Power” و “Bridgerton” بعد محاولات لزيادة التنوع والشمولية في المحتوى.
غالبًا ما يصاحب “قصف المراجعات” موجة من التعليقات السلبية والتحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك التعليقات العنصرية والجنسية والمعادية للمثليين. وقد أعرب ممثلون في هذه المسلسلات عن قلقهم بشأن هذه التعليقات المسيئة وتأثيرها على صحتهم النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد بعض محبي “Stranger Things” الجزء الثاني من الموسم الخامس بشكل عام، معتبرين أن الأحداث الرئيسية في المسلسل لم يتم حلها بشكل مرضٍ. ومع ذلك، يرى آخرون أن قصة ويل هي لحظة مهمة طال انتظارها، خاصة وأن الشخصية لعبت دورًا محوريًا في المسلسل منذ عام 2016.
تأخر معالجة قصة اكتشاف الذات
على الرغم من أن قصة اكتشاف ويل لميوله الجنسية كانت موضوعًا للنقاش بين المعجبين لعدة سنوات، إلا أن الممثل Noah Schnapp أعرب في عام 2022 عن تفضيله لغموض شخصيته. وأشار إلى أنه يرى أن هذا الغموض يمنح المشاهدين حرية تفسير القصة بطريقتهم الخاصة.
كما أثنت Millie Bobby Brown، زميلة Schnapp في المسلسل، على طريقة تعامل “Stranger Things” مع قصة ويل. وأكدت أن المسلسل لا يحتاج إلى وضع تصنيفات محددة للشخصيات، وأن الأهم هو تصوير تجربة النمو الشخصي والتعامل مع المشاعر المعقدة.
تعتبر قصة ويل بمثابة تمثيل مهم للشباب الذين يمرون بتجارب مماثلة، حيث تتيح لهم رؤية شخصية على الشاشة تعكس مشاعرهم وتحدياتهم. وقد أشاد العديد من النقاد بالمسلسل لتقديمه لهذه القصة بطريقة حساسة ومدروسة.
من المتوقع أن يشهد الموسم الخامس والأخير من “Stranger Things” المزيد من النقاشات والتحليلات في الأيام القادمة. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة ردود فعل المشاهدين والنقاد على الأحداث الختامية للمسلسل، وتقييم تأثير هذه القصة على المشاهدين.










