وسط تصاعد التوترات في اليمن، كشف تحالف دعم الشرعية تفاصيل عملية عسكرية في ميناء المكلا، محافظة حضرموت، استهدفت شحنات عسكرية قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي، والتي يُزعم أنها كانت لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي. يأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه الدعوات الإقليمية والدولية إلى خفض التصعيد، والعمل نحو تسوية سياسية شاملة في البلاد، وذلك بهدف تجنب مزيد من التدهور الإنساني والأمني. وتُعد هذه الأحداث الأخيرة اختبارًا حقيقيًا للجهود الدبلوماسية المستمرة.
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء التطورات في جنوب شرق اليمن، داعيةً إلى ضبط النفس ومواصلة الحوار. وقد ناقش وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، هذه القضية مع كل من الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، والشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، في مكالمات هاتفية منفصلة يوم الثلاثاء. كما أكدت دول خليجية أخرى، بما في ذلك سلطنة عمان والكويت والبحرين وقطر، دعمها لجهود خفض التصعيد، مع التأكيد على أهمية الحوار والحلول السياسية.
إيضاحات تحالف دعم الشرعية بشأن ميناء المكلا
أصدر تحالف دعم الشرعية في اليمن بيانًا مفصلًا أوضح فيه ملابسات العملية العسكرية في ميناء المكلا، ردًا على إيضاحات سابقة من وزارة الخارجية الإماراتية. وذكر المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، أن السفينتين اللتين كانتا تحملان الشحنة العسكرية لم تلتزما بالإجراءات المتبعة، حيث وصلتا الميناء دون الحصول على التصاريح اللازمة من الحكومة اليمنية أو قيادة التحالف. بالإضافة إلى ذلك، قامت السفينتان بإغلاق أجهزة التتبع والتعريف الخاصة بهما قبل الدخول إلى المياه الإقليمية اليمنية.
وأضاف اللواء المالكي أن السفينتين كانتا تحملان أكثر من 80 مركبة عسكرية، بالإضافة إلى حاويات مليئة بالأسلحة والذخائر. ووفقًا للتحالف، فقد تم إبلاغ الجانب الإماراتي بمنع خروج هذه الشحنات من الميناء، خشية سقوطها في مناطق الصراع. ومع ذلك، قامت الإمارات بنقل المركبات والحاويات إلى قاعدة الريان، دون إبلاغ المملكة العربية السعودية.
وأشار التحالف إلى أنه تم توثيق عملية وصول وتفريغ الشحنة بالكامل، وأن التحرك الإماراتي أثار مخاوف بشأن تداعياته على الأمن والاستقرار في اليمن. وشدد التحالف على أن الحاويات المتبقية لا تزال في قاعدة الريان، وأنهم يراقبون الوضع عن كثب لتجنب أي تصعيد إضافي.
رد فعل الإمارات والاتهامات المتبادلة
في المقابل، نفت الإمارات الاتهامات الموجهة إليها، وأكدت أن الشحنة لم تكن تحتوي على أي أسلحة، وأن المركبات التي تم إنزالها كانت مخصصة للاستخدام من قبل القوات الإماراتية العاملة في اليمن. وشددت وزارة الخارجية الإماراتية على وجود تنسيق مسبق مع السعودية بشأن هذه المركبات، وأنها كانت ستبقى داخل الميناء.
وأعربت الإمارات عن استغرابها من استهداف الشحنة في ميناء المكلا، وأعلنت عن إنهاء وجود قواتها في اليمن، باستثناء الفرق المتخصصة في مكافحة الإرهاب، وذلك في إطار “تقييم شامل لمتطلبات المرحلة”.
هذه التطورات أثارت جدلاً واسعاً وتبادلاً للاتهامات بين الأطراف المعنية، مما يعكس تعقيد الأوضاع في اليمن وتحديات تحقيق السلام والاستقرار.
الدعم الإقليمي والدولي لخفض التصعيد في اليمن
عبرت العديد من الدول العربية والدولية عن قلقها إزاء التوترات المتصاعدة في اليمن، ودعت إلى خفض التصعيد وتغليب الحوار. وأكدت مصر على ثقتها في حكمة القيادة السعودية والإماراتية، وأعلنت عن استعدادها للعمل مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الأوضاع والوصول إلى حل سياسي شامل. فيما أعلنت سلطنة عمان دعمها الكامل لجهود تحقيق الاستقرار في اليمن.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، فقد أعرب عن قلقه البالغ إزاء تطورات الوضع في اليمن، داعياً إلى وقف فوري للتصعيد وتغليب لغة الحوار. وأكدت رابطة العالم الإسلامي تضامنها مع المملكة العربية السعودية في حفظ أمنها القومي.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية خلال الأيام القادمة، في محاولة لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من التصعيد في اليمن. ويُعد استجابة الأطراف المعنية لهذه الجهود، والالتزام بضبط النفس، أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار والتوصل إلى حل سياسي دائم. ويبقى مستقبل المفاوضات، ومدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات، محط اهتمام بالغ.










