افتتحت مجموعة “ستاندرد تشارترد” (Standard Chartered) مكتبها التمثيلي في المغرب بشكل رسمي، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من بنك المغرب. يمثل هذا الافتتاح خطوة مهمة في توسع البنك الإقليمي، ويعزز مكانة المغرب كمركز مالي صاعد في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة بعد دخول البنك إلى أسواق مصر والسعودية في السنوات الأخيرة.
تتولى سينثيا الأسمر منصب المديرة العامة ومديرة منطقة المغرب، وستتمركز الإدارة في القطب المالي للدار البيضاء. يهدف هذا التوسع إلى دعم العملاء في قطاعات رئيسية مثل صناعة السيارات والطاقة المتجددة والطيران، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة بين أوروبا وأفريقيا.
ستاندرد تشارترد تعزز حضورها في السوق المغربي
يأتي افتتاح المكتب في المغرب في إطار استراتيجية “ستاندرد تشارترد” للتركيز على إدارة الثروات والمعاملات المالية عبر الحدود. وقد قام البنك بتقليل أنشطته في بعض الأسواق الأفريقية والشرق أوسطية منذ عام 2022، بهدف تبسيط نموذج أعماله. ويرى البنك أن المغرب يوفر بيئة استثمارية جاذبة بفضل الإصلاحات الاقتصادية المستمرة.
القطاعات المستهدفة
تعتزم “ستاندرد تشارترد” التركيز على دعم الشركات العاملة في صناعة السيارات، والتي تشهد نمواً ملحوظاً في المغرب. بالإضافة إلى ذلك، سيولي البنك اهتماماً خاصاً بقطاع الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة. كما يهدف البنك إلى دعم قطاع الطيران والصناعات الغذائية، التي تعتبر محركات رئيسية للنمو الاقتصادي في المغرب.
وفقاً لبيان صادر عن البنك، فإن القطب المالي في الدار البيضاء يضم أكثر من 222 شركة، تغطي أعمالها ما يقرب من مئة دولة، وحققت إيرادات بقيمة 17.4 مليار درهم (1.8 مليار دولار) العام الماضي، بزيادة قدرها 13% على أساس سنوي. يعكس هذا النمو أهمية المغرب كمركز مالي إقليمي.
المغرب: مركز استراتيجي للتجارة والاستثمار
تعتبر مجموعة “ستاندرد تشارترد” المغرب محوراً استراتيجياً للتجارة والاستثمار العالمي، نظراً لموقعه المتميز بين أوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط. يشهد المغرب تدفقات متزايدة من الاستثمارات الصناعية ورؤوس الأموال طويلة الأجل، مدفوعة بمشاريع البنية التحتية الكبرى والإصلاحات الهيكلية. وتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد المغربي سيواصل النمو، ليصل إلى 3.7% خلال السنوات المقبلة.
في المقابل، قامت بعض البنوك الأخرى، مثل “سوسيتيه جنرال” و”بي إن بي باريبا” و”إتش إس بي سي هولدينغز”، بتقليص حجم أنشطتها في أفريقيا. ومع ذلك، تواصل “ستاندرد تشارترد” تعزيز حضورها في القارة، مما يعكس ثقتها في إمكانات النمو في المنطقة.
يهدف المكتب الجديد إلى تعزيز الشراكات ودعم العملاء المحليين والإقليميين والدوليين، وتحسين الربط المالي عبر الحدود وتطوير حلول التمويل المهيكل. كما سيتيح الوصول إلى قدرات المجموعة عبر شبكتها الواسعة التي تغطي 54 سوقاً حول العالم. وتشمل الخدمات التي يقدمها البنك خدمات إدارة الثروات والتمويل التجاري والخدمات المصرفية للشركات.
بالإضافة إلى الاستثمار الأجنبي المباشر، يركز البنك على تطوير الخدمات المالية في المغرب، مما يعزز من مكانة البلاد كمركز مالي إقليمي. كما يولي البنك اهتماماً خاصاً بدعم القطاع الخاص، الذي يعتبر محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
من المتوقع أن تواصل “ستاندرد تشارترد” تقييم فرص النمو في المغرب، مع التركيز على القطاعات التي تتمتع بإمكانات عالية. وستراقب المجموعة عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية في البلاد، لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه الشراكات الجديدة وما هي المشاريع المحددة التي سيتم دعمها في المستقبل القريب.










