أعلن صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين “ممتلكات” و”الشركة السعودية البحرينية للاستثمار” عن إطلاق برنامج استثماري مشترك يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي في كل من البحرين والمملكة العربية السعودية. يأتي هذا الإعلان على هامش الاجتماع الرابع لمجلس التنسيق السعودي البحريني، مؤكدًا على التزام البلدين بتعميق التعاون الاقتصادي. ويهدف البرنامج إلى استهداف قطاعات واعدة وتلبية احتياجات السوق المتزايدة في كلا البلدين.
تم توقيع اتفاقية إطلاق البرنامج بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة. وتشير البيانات إلى أن البرنامج سيستفيد من رأس المال الاستثماري الكبير المتاح لدى كلا الصندوقين، مما يجعله قوة دافعة محتملة للتنويع الاقتصادي.
برنامج استثماري مشترك لتعزيز النمو الاقتصادي
يركز البرنامج الجديد على تحديد واستغلال الفرص الاستثمارية التي تساهم في النمو الاقتصادي المستدام في البحرين والسعودية. لن يقتصر الاستثمار على المشاريع الجديدة فحسب، بل سيمتد ليشمل دعم وتوسيع الشركات القائمة التي تتمتع بإمكانات نمو قوية. هذا النهج المتكامل يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من التأثير على الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل.
قطاعات الاستثمار المستهدفة
تتضمن القطاعات الاستراتيجية التي سيستهدفها البرنامج مجموعة واسعة من المجالات الحيوية في البحرين. وتشمل هذه القطاعات تقنية المعلومات والإعلام والاتصالات، والخدمات المالية، والتعليم، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى مواد البناء المتطورة، والصناعة، والبنية التحتية، والخدمات الجوية، والقطاع العقاري. هذا التنوع يعكس الرغبة في بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنافسية.
يأتي هذا البرنامج في أعقاب إطلاق “الشركة السعودية البحرينية للاستثمار” في مايو 2023، برأسمال يبلغ 5 مليارات دولار أمريكي. وتهدف الشركة، التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إلى تمكين القطاع الخاص وتشجيع التوسع الاستثماري عبر الحدود في كلا البلدين. وفقًا لبيان صحفي صادر عن الشركة، فإنها ستركز على الفرص التي تحقق عوائد مجدية وتساهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لصندوق الاستثمارات العامة السعودي لتأسيس شركات إقليمية في عدة دول بما في ذلك البحرين والأردن والسودان والعراق وسلطنة عمان. يهدف صندوق الاستثمارات العامة إلى استثمار ما يصل إلى 90 مليار ريال سعودي (24 مليار دولار أمريكي) في هذه المبادرات، مما يشير إلى التزام طويل الأمد بتعزيز التعاون الاقتصادي في المنطقة. وكانت الشركة السعودية المصرية قد أطلقت في أغسطس 2022، كمحاولة مماثلة لتعزيز الاستثمار المشترك.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل الاتفاقية الجديدة استمرارًا للجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة “ممتلكات” البحرينية، والتي توجت بتوقيع مذكرة تفاهم في مارس 2024. وتركز مذكرة التفاهم على توسيع نطاق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات الاستثمارية، وتبادل الخبرات والمعرفة.
تحليل الخبراء يشير إلى أن هذا البرنامج الاستثماري المشترك يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاستثمار الأجنبي المباشر في كلا البلدين. من خلال توفير منصة موحدة للاستثمار، يمكن للبرنامج جذب رؤوس الأموال من المستثمرين الدوليين وتعزيز النمو الاقتصادي. كما يمكن أن يساعد في تطوير قطاعات جديدة وخلق فرص عمل للشباب.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لضمان نجاح البرنامج. وتشمل هذه التحديات تبسيط الإجراءات التنظيمية، وتحسين بيئة الأعمال، وتوفير حوافز ضريبية للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، من المهم ضمان الشفافية والمساءلة في جميع مراحل البرنامج.
من المتوقع أن يعلن صندوق “ممتلكات” والشركة السعودية البحرينية للاستثمار عن تفاصيل إضافية حول آليات عمل البرنامج والمشاريع الاستثمارية المحددة في الأشهر القادمة. سيراقب المستثمرون والمحللون عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ البرنامج وتأثيره على التنمية الاقتصادية في البحرين والسعودية. كما سيكون من المهم متابعة التطورات السياسية والاقتصادية الإقليمية التي قد تؤثر على نجاح البرنامج.
في الختام، يمثل هذا البرنامج الاستثماري المشترك خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البحرين والسعودية. من خلال الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية وتلبية احتياجات السوق المتزايدة، يمكن للبرنامج أن يساهم في تحقيق النمو المستدام وخلق فرص عمل جديدة. ومع ذلك، من المهم معالجة التحديات المحتملة وضمان الشفافية والمساءلة لضمان نجاح البرنامج على المدى الطويل.










