أعلنت السلطات الليبية والتركية عن وفاة رئيس أركان القوات الليبية، محمد علي الحداد، وعدد من مرافقيه في حادث تحطم طائرة بالقرب من أنقرة التركية. يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه ليبيا حالة من الانقسام السياسي والعسكري، ويُعدّ الحداد من أبرز القيادات العسكرية في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. هذا الخبر يمثل تطوراً هاماً في الوضع الأمني والسياسي في ليبيا.
أفاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، بوفاة الحداد ومرافقيه، واصفاً الحادث بأنه “فاجعة أليمة” أثناء عودتهم من زيارة رسمية لأنقرة. وذكر الدبيبة أن الوفد المتوفي ضم أيضاً رئيس أركان القوات البرية، والفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري، محمود القطيوي، بالإضافة إلى مستشار رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، محمد العصاوي دياب، والمصور محمد عمر أحمد محجوب.
تحطم الطائرة الليبية في تركيا: تفاصيل الحادث والتحقيقات
بدأت الحادثة عندما طلبت الطائرة، وهي من طراز فالكون 50 تحمل رقم الذيل 9H-DFJ، الهبوط الاضطراري بالقرب من قضاء حايمانه في ولاية أنقرة، وفقاً لتصريحات وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا. وقد انقطعت الإشارة اللاسلكية مع الطائرة بعد وقت قصير من طلب الهبوط الاضطراري، مما أثار حالة من القلق والترقب. أقلعت الطائرة من أنقرة في الساعة 17:10 بتوقيت جرينتش، وفقد الاتصال بها في الساعة 17:52.
مسار الرحلة والاتصالات المفقودة
أكدت السلطات التركية أنها فتحت تحقيقاً شاملاً في ملابسات الحادث، بقيادة أربعة مدعين عامين تحت إشراف نائب رئيس النيابة العامة. يهدف التحقيق إلى تحديد الأسباب الدقيقة للحادث، وتقييم جميع الجوانب المحتملة، بما في ذلك الظروف الجوية وأي أعطال فنية محتملة.
وقبل الحادث مباشرة، التقى رئيس أركان القوات الليبية، محمد علي الحداد، مع نظيره التركي، سلجوق بيرقدار أوغلو، في مقر هيئة الأركان العامة في أنقرة، في إطار زيارة رسمية لمناقشة التعاون العسكري والأمني بين البلدين. هذا اللقاء يؤكد على العلاقة الوثيقة بين الجيشين الليبي والتركي، والدعم التركي المستمر لحكومة طرابلس.
يأتي هذا الحادث في ظل تعقيدات سياسية وأمنية تشهدها ليبيا، حيث تنقسم البلاد بين حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً في الغرب، وسلطة موازية مدعومة من القائد العسكري خليفة حفتر في الشرق. وتعتبر تركيا من أبرز الداعمين لحكومة طرابلس، حيث تقدم لها التدريب والمعدات والدعم الاستشاري، وتحافظ على وجود عسكري في البلاد.
الوضع السياسي المعقد في ليبيا يلقي بظلاله على التحقيقات، حيث قد تكون هناك تساؤلات حول دوافع محتملة للحادث، بالإضافة إلى الأسباب الفنية والجوية.
أعلنت ليبيا الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، تعبيراً عن الحزن والأسى لوفاة رئيس الأركان ومرافقيه. كما أعلنت الحكومة الليبية عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى أنقرة للتنسيق مع السلطات التركية في التحقيقات، وتقديم الدعم اللازم.
يُذكر أن البرلمان التركي كان قد أقر، قبل يوم واحد من الحادث، قراراً بتمديد فترة نشر الجنود الأتراك في ليبيا لمدة عامين إضافيين، بدءاً من 2 يناير المقبل. هذا القرار يعكس استمرار الدعم التركي لحكومة طرابلس، والرغبة في الحفاظ على الاستقرار في ليبيا. الوضع الأمني في ليبيا يتأثر بشكل كبير بالدعم الخارجي.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات التركية في جمع الأدلة وتحليل البيانات لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث. كما من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات سياسية وأمنية في ليبيا، في ظل غياب رئيس الأركان، وتأثير الحادث على التوازنات الداخلية. ستراقب الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب نتائج التحقيقات، وتداعياتها على مستقبل ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتم التركيز على تعزيز الإجراءات الأمنية للرحلات الجوية، وتحديث أجهزة الاتصال والمراقبة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. التحقيق في هذا الحادث قد يكشف عن نقاط ضعف في أنظمة السلامة الجوية، ويؤدي إلى إجراءات تصحيحية لتحسينها.










