تستعد العديد من النساء حول العالم لاستقبال العام الجديد بطقوس فريدة، ومن بين هذه الطقوس، يزداد شعبية اختيار لون معين من الملابس الداخلية في ليلة رأس السنة بهدف تحقيق الحظ السعيد وجلب الخير في العام القادم. هذه الظاهرة، التي تبدو للوهلة الأولى خرافة بسيطة، اكتسبت اهتمامًا متزايدًا، خاصةً مع انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي وتأييد بعض الخبراء لها.
طقوس الملابس الداخلية الملونة: خرافة أم علم نفس؟
بدأت هذه العادة في الانتشار على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، حيث تشارك النساء اختياراتهن للألوان وتفسيراتها على منصات مثل TikTok و Instagram. يعتقد البعض أن ارتداء الملابس الداخلية الملونة في ليلة رأس السنة هو وسيلة للتعبير عن الرغبات والأهداف وتحفيز الطاقة الإيجابية. تتباين المعتقدات حول ألوان الملابس الداخلية وما تمثله، ولكن هناك بعض الأنماط الشائعة.
معاني الألوان الشائعة
تعتبر الملابس الداخلية الحمراء رمزًا للعاطفة والحب والشغف، بينما يمثل اللون الأصفر الثراء والازدهار المالي. ويرتبط اللون الأخضر بالصحة والشفاء والوفرة، بينما يرمز اللون الأسود إلى القوة والحماية. أما اللون الأزرق فيعبر عن الهدوء والتواصل والوضوح الفكري. وفقًا لعالمة الفلك ليزا ستارداست، فإن ارتداء اللون الوردي يرمز إلى حب الذات والصفاء الداخلي.
ومع ذلك، تحذر ستارداست من ارتداء اللون البني أو البيج، حيث يمكن أن يعيق النمو ويسبب الركود. كما أنها تنصح بتجنب اللون الرمادي، الذي قد يؤدي إلى التردد وعدم اليقين. إذا اضطرت المرء إلى ارتداء هذه الألوان، فإنها تقترح إضافة لمسة من لون آخر، مثل الأحمر، لتحييد الطاقة السلبية.
لا تقتصر هذه الطقوس على النساء العاديات، بل تشمل أيضًا الشخصيات المؤثرة ونجمات وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من انتشارها وتأثيرها. تشارك مكينا راين، وهي عارضة أزياء وصانعة محتوى من نيويورك، تجربتها الشخصية في ارتداء الملابس الداخلية الملونة كل عام، مؤكدة أنها تعتقد أن هذه العادة تجلب لها الحظ السعيد.
وتشير دراسات علم النفس إلى أن هناك أساسًا منطقيًا وراء هذه الظاهرة. فوفقًا لطبيبة الأعصاب سانا م. حفيز، فإن الملابس التي نرتديها ترسل إشارات إلى دماغنا قبل أن ندركها، خاصةً الملابس الداخلية التي تعتبر ذات طبيعة خاصة وحميمة. وليس اللون بحد ذاته هو الذي يجلب الحظ، بل الطقس نفسه الذي يمكن أن يعزز الثقة بالنفس والتحفيز والنية الإيجابية للعام الجديد.
هذه الظاهرة مرتبطة بمفهوم “الإدراك من خلال الملابس” (enclothed cognition)، وهو فكرة أن الرمزية المرتبطة بالملابس التي نرتديها تؤثر على تفكيرنا وسلوكنا وحتى طريقة حملنا لأنفسنا. وتضيف حفيز أن الألوان تحمل معاني رمزية عبر الثقافات المختلفة، حيث كانت ترتبط تقليديًا بالحماية والخصوبة والحظ والازدهار في أمريكا اللاتينية وحوض البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من آسيا.
من جانبها، تؤكد سارة سيونغ-ماكفارلاند، وهي عالمة نفس وخبيرة في الموضة، أن استجابتنا للألوان تتأثر بالبيولوجيا والثقافة والتجارب الشخصية. وعندما نختار لونًا معينًا بهدف محدد، فإننا نوفر كل هذه الجوانب معًا، مما يمكن أن يؤثر بشكل خفي على مشاعرنا وطريقة تعاملنا مع العام الجديد. أما الخبيرة في الهوية، سينثيا فلوريس، فترى أن الملابس ليست مجرد قطع قماش، بل تحمل معاني وذكريات ونوايا.
مع اقتراب نهاية العام، تشهد محلات بيع الملابس الداخلية ارتفاعًا في الطلب على الألوان المختلفة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه العادة. ويبدو أن هذه الظاهرة ستستمر في الانتشار، مع توقعات بأن تصبح جزءًا لا يتجزأ من احتفالات رأس السنة الجديدة بالنسبة للعديد من النساء حول العالم. من المرجح أن نشهد المزيد من التحليلات والتفسيرات حول معاني الألوان المختلفة وتأثيرها على حياتنا في العام القادم، بالإضافة إلى المزيد من المشاركات والتجارب الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
مع استمرار هذا الاتجاه, من المهم مراقبة ما إذا كانت الأبحاث المستقبلية ستوفر المزيد من الأدلة العلمية لدعم العلاقة بين الملابس الداخلية الملونة والمشاعر والسلوك البشري. بالإضافة إلى ذلك, من الممكن أن نرى تطورات في هذا المجال, مثل ظهور مجموعات ملابس داخلية خاصة برأس السنة الجديدة مصممة خصيصًا لتحقيق أهداف معينة.










