تنتشر ظاهرة جمع دمى الريبورن (Reborn Dolls) بشكل متزايد على الإنترنت، حيث تقوم سيدات بتبني هذه الدمى التي تشبه الأطفال الحقيقيين والاعتناء بها كما لو كانت أطفالهن. هذه الهواية، التي قد تبدو غريبة للبعض، أصبحت مصدر دخل مربح للعديد منهن، كما هو الحال مع جينا كاسوف، وهي أم أمريكية حققت أرباحًا كبيرة من خلال مشاركة حياتها مع دمى الريبورن على يوتيوب.
جينا كاسوف، من ولاية ميسوري، لديها 20 دمية ريبورن تعتبرها جزءًا من عائلتها. بدأت كاسوف في جمع هذه الدمى عام 2020، وهي دمى مصنوعة يدويًا من الفينيل والسيليكون عالي الجودة، وتتراوح أسعارها بين 2000 و 10000 دولار أمريكي للدمية الواحدة. على الرغم من أنها تدرك تمامًا أن هذه الدمى ليست أطفالًا حقيقيين، إلا أنها تعاملها كأطفال وتخصص لها شخصيات وروتينات يومية.
انتشار ظاهرة دمى الريبورن وأسبابها
دمى الريبورن هي دمى واقعية للغاية، غالبًا ما تكون مصممة لتبدو وكأنها حديثي الولادة. يتم تصنيعها يدويًا بواسطة فنانين متخصصين، مما يجعل كل دمية فريدة من نوعها. تكتسب هذه الدمى شعبية متزايدة بين البالغين، خاصةً النساء، لأسباب متنوعة.
أسباب جمع دمى الريبورن
وفقًا لتقارير نفسية، يلجأ البعض إلى جمع دمى الريبورن كنوع من العلاج النفسي. قد يكون ذلك بسبب فقدان طفل، أو صعوبة الإنجاب، أو الشعور بالوحدة. بالنسبة للبعض الآخر، تعتبر هذه الدمى وسيلة للتعبير عن غريزة الأمومة والرعاية. كما أن هناك جانبًا إبداعيًا في جمع هذه الدمى، حيث يستمتع البعض بتزيينها وارتداء الملابس لها.
بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن هذه الدمى توفر لهم شعورًا بالراحة والاستقرار العاطفي. في حين أن البعض الآخر يجد فيها وسيلة للتغلب على الحزن والفقد.
جينا كاسوف وتحقيق الدخل من هوايتها
بدأت جينا كاسوف في مشاركة حياتها مع دمى الريبورن على قناة يوتيوب بعنوان “The Dolls Aren’t Real” في مارس 2024. سرعان ما اكتسبت قناتها شعبية كبيرة، حيث تجاوز عدد المشتركين 30 ألفًا. تشارك كاسوف مقاطع فيديو تصور روتينها اليومي مع الدمى، بما في ذلك إطعامها وتغيير حفاضاتها وإخراجها في نزهات.
حققت كاسوف أرباحًا تجاوزت 200 ألف دولار أمريكي في العام الماضي من خلال قناتها على يوتيوب. وتقول إنها تحقق الآن دخلًا أكبر مما كانت تحققه في السابق من عملها كمالكة عقارات ومصممة أزياء للأطفال.
على الرغم من الانتقادات التي تتعرض لها من قبل البعض الذين يعتبرون هوايتها غريبة أو مثيرة للشفقة، إلا أن كاسوف تدافع عن حقها في الاستمتاع بهوايتها. وتشير إلى أن هناك العديد من الهوايات الأخرى التي قد تبدو غريبة للبعض، مثل ألعاب الفيديو أو إعادة تمثيل المعارك التاريخية، ولكنها لا تتعرض للانتقاد بنفس القدر.
الجدل والانتقادات المحيطة بدمى الريبورن
تثير ظاهرة جمع دمى الريبورن جدلاً واسعًا في المجتمع. ينتقد البعض هذه الهواية ويعتبرونها غير صحية أو غير طبيعية. ويرى البعض الآخر أنها قد تكون علامة على وجود مشاكل نفسية عميقة.
ومع ذلك، يدافع محبو هذه الدمى عن هوايتهم ويؤكدون أنها مجرد وسيلة للاسترخاء والتعبير عن المشاعر. ويشيرون إلى أن هناك العديد من الهوايات الأخرى التي قد تبدو غريبة للبعض، ولكنها لا تعتبر ضارة أو غير طبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن التركيز على هذه الهواية يشتت الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية. ويرون أن هناك العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تستحق الاهتمام أكثر من مجرد هواية شخصية.
مستقبل ظاهرة دمى الريبورن
من المتوقع أن تستمر شعبية دمى الريبورن في النمو في السنوات القادمة. مع زيادة الوعي بهذه الدمى وتوفرها بسهولة عبر الإنترنت، من المرجح أن يزداد عدد الأشخاص الذين يجمعونها.
ومع ذلك، من المهم أن نراقب التطورات في هذا المجال وأن نفهم الأسباب التي تدفع الناس إلى جمع هذه الدمى. كما يجب علينا أن نكون منفتحين على الحوار حول هذه الظاهرة وأن نتجنب إصدار الأحكام المسبقة. من المرجح أن تظهر المزيد من القنوات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض حياة أصحاب دمى الريبورن، مما قد يزيد من انتشار هذه الهواية.










