شهد فندق شانغريلا في باريس، فرنسا، يوم السبت الماضي حدثًا اجتماعيًا مرموقًا، وهو حفل “Le Bal des Débutantes” أو “حفل تقديم الشابات”، والذي جمع 19 فتاة من خلفيات عائلية وأوساط اجتماعية مرموقة. يمثل هذا الحفل، الذي تنظمه خبيرة العلاقات العامة الفرنسية أوفيلي رينوار منذ عام 1994، فرصة لتقديم هؤلاء الشابات إلى المجتمع الراقي، وهو تقليد عريق يعود إلى القرن الثامن عشر، ويحظى باهتمام إعلامي كبير هذا العام بسبب مشاركة نخبة من بنات المشاهير، بما في ذلك ما يعرف بـ “جيل الجيل الثاني” أو “نِيبو بيبيز”.
يتم اختيار المشاركات في حفل Le Bal سنويًا، وهن بنات تتراوح أعمارهن عادة بين 16 و 22 عامًا، من عائلات ذات نفوذ وشهرة. يشتهر الحفل بفخامته، حيث ترتدي الفتيات أزياء راقية (Haute Couture) وحليًا باهظة الثمن، وغالبًا ما تتجاوز قيمة هذه المجوهرات الرواتب السنوية للكثيرين. يعتبر الحفل فرصة لعرض الذوق الرفيع والارتباطات الاجتماعية القوية.
تألق بنات النخبة في حفل تقديم الشابات
تضمن قائمة الضيوف لهذا العام مجموعة من الوجوه المعروفة، بما في ذلك برونوين فانس، ابنة الممثلين أنجيلا باسيت وكورتني بي. فانس، وليدي أرامينتا سبنسر-تشرشل، قريبة الأميرة ديانا، وكارولينا لانسنغ، حفيدة مصممة الأزياء كارولينا هيريرا، وريغان ساكس، ابنة ديفيد ساكس، رئيس مجلس مستشاري الرئيس ترامب للعلوم والتكنولوجيا. هؤلاء الشابات ينضمن إلى خريجات سابقة لـ Le Bal مثل مارغريت كوالي و ليلي كولينز ولوري هارفي وآبل مارتن، مما يؤكد على مكانة الحفل كمنصة للظهور الاجتماعي.
تقليد قديم بتوجهات حديثة
يعتبر حفل Le Bal بمثابة نسخة حديثة من حفلات تقديم الشابات التي كانت شائعة في المجتمعات الأرستقراطية في القرن الثامن عشر. تقليديًا، كان الهدف من هذه الحفلات هو تقديم الشابات المؤهلات للزواج إلى المجتمع. ومع ذلك، تحت إشراف رينوار، تطور الحفل ليشمل هدفًا إضافيًا يتمثل في جمع الأموال للجمعيات الخيرية التي تدعم وتمكن الشابات.
على الرغم من أن العائلات الأرستقراطية المشاركة قادرة بالتأكيد على تحمل تكاليف الحفل، إلا أنه لا يمكن لأي شابة “شراء” طريقها إلى Le Bal. يتم توجيه الدعوات رسميًا إلى المشاركات خلال غداء تنظمه اللجنة المنظمة، بحضور أمهاتهن وجداتهن. وهذا يؤكد على أهمية الخلفية الاجتماعية والصلات العائلية في المشاركة.
هذا العام، تم تخصيص عائدات الحفل لجمعية أبحاث أمراض القلب من الجنين إلى مرحلة البلوغ في مستشفى نيكر في باريس، وجمعية مماثلة في نيويورك، مستشفى ماريا فاريري. ويعكس هذا التوجه التزام الحفل بدعم القضايا الاجتماعية الهامة.
حظي الحفل برعاية كبيرة من قبل شركات فاخرة، بما في ذلك شامبانيا لوران بيريه، وسلسلة صالونات تصفيف الشعر الدولية ديساج، ومصممة الأزياء كارولينا هيريرا. كما تُعرف النسخة الحالية من الحفل – بغير رسمية – باسم “حفل نيبو بيبيز لميت غالا” (Met Gala)، وذلك بسبب التركيز على بنات الشخصيات المعروفة.
تُظهر هذه الفعالية، على الرغم من طبيعتها الحصرية، تطور مفهوم الحفلات الاجتماعية الراقية. فبعيدًا عن كونها مجرد منصة لعرض الثروة والمكانة، تسعى Le Bal إلى إحداث تأثير إيجابي من خلال دعم الجمعيات الخيرية وتمكين الشابات. يتزايد الحديث حول هذا النوع من الفعاليات وما تمثله من قيم اجتماعية.
من المتوقع أن تعلن اللجنة المنظمة عن تفاصيل النسخة القادمة من الحفل Le Bal في الأشهر المقبلة، بما في ذلك معايير الاختيار والمشاركات المحتملات والجمعيات الخيرية التي سيتم دعمها. سيستمر الاهتمام الإعلامي والاجتماعي بهذا الحفل في النمو، مما يجعله حدثًا سنويًا مهمًا في عالم المجتمع الراقي والفعاليات الخيرية، مع التركيز على مستقبل هذا التقليد ومدى تأثيره في المجتمع.










