أحدث التطورات التكنولوجية ثورة في عالم الحيوانات الأليفة، حيث أصبح استنساخ الحيوانات الأليفة حقيقة واقعة، مما يثير جدلاً واسعاً حول الجوانب الأخلاقية والعلمية. فبعد أن كان حكراً على المشاهير الأثرياء، أصبح بإمكان المزيد من الأمريكيين الآن استنساخ قططهم وكلابهم، مقابل تكلفة تبدأ من 50 ألف دولار أمريكي. هذه الظاهرة تثير تساؤلات حول العلاقة بين الإنسان والحيوان، ومفهوم الفقدان، وإمكانية استعادة الرفيق المفضل.
تعتبر قصة فانيسا جونسون، وهي مديرة تنفيذية في أمازون، مثالاً على هذا التوجه الجديد. بعد وفاة كلبها المحبوب، أوليفر، في ديسمبر الماضي، قررت جونسون استنساخ كلبها، مما أدى إلى ولادة أولي، وهو كلب شيه تزو يبلغ من العمر ثمانية أسابيع، والذي يبدو للوهلة الأولى نسخة طبق الأصل من أوليفر.
الاستنساخ: هل هو معجزة علمية أم قضية أخلاقية؟
يعتمد الاستنساخ على تقنية تسمى النقل النووي للخلايا الجسدية، وهي نفس التقنية التي استخدمت في استنساخ النعجة دوللي عام 1996. تتضمن هذه العملية إزالة نواة خلية جسدية من الحيوان المراد استنساخه، ثم إدخالها في بويضة مخصبة تم إزالة نواتها الأصلية. بعد ذلك، يتم زرع الجنين الناتج في رحم بديل لحمله حتى الولادة.
شركة ViaGen، وهي شركة مقرها في تكساس، هي الرائدة في مجال استنساخ الحيوانات الأليفة. وتزعم الشركة أن لديها معدل نجاح يقارب 80٪. ومع ذلك، تشير دراسة أجرتها جامعة كولومبيا عام 2018 إلى أن معدل النجاح الفعلي في الصناعة قد يكون أقل بكثير، حوالي 20٪، مما يتطلب إجراءات زرع متعددة في معظم الحالات.
يثير استنساخ الحيوانات جدلاً أخلاقياً واسعاً. فمن ناحية، يرى المؤيدون أنه يمنح محبي الحيوانات فرصة للاحتفاظ بصلة دائمة مع حيواناتهم الأليفة. ومن ناحية أخرى، يرى المنتقدون أنه يفتح صندوق باندورا من القضايا الأخلاقية، ويتجاهل قيمة الحياة الفريدة لكل حيوان.
الجدل الأخلاقي حول استنساخ الحيوانات الأليفة
تعتبر منظمات حقوق الحيوان، مثل PETA و ASPCA، أن استنساخ الحيوانات الأليفة أمر غير أخلاقي، وتدعو إلى تبني الحيوانات المشردة بدلاً من ذلك. وتشير هذه المنظمات إلى أن الملاجئ تعج بالحيوانات التي تحتاج إلى منازل.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الاستنساخ تساؤلات حول رفاهية الحيوانات المستنسخة. فقد تكون الحيوانات المستنسخة أكثر عرضة للمشاكل الصحية، وقد لا تتمتع بنفس جودة الحياة التي يتمتع بها الحيوانات المولودة بشكل طبيعي.
قصص من الواقع: تجارب أصحاب الحيوانات المستنسخة
بالإضافة إلى فانيسا جونسون، هناك العديد من الأشخاص الذين اختاروا استنساخ حيواناتهم الأليفة. كاي، وهي مطورة برامج من سياتل، استنسخت كلبها بينشر، فتو، بعد وفاته. ولدهشة كاي، حصلت على ثلاثة كلاب مستنسخة من فتو.
تصف كاي التجربة بأنها “شعور بالوصول عبر الكون إلى الماضي”. وتقول إن الكلاب المستنسخة تشبه فتو الأصلي في العديد من النواحي، بما في ذلك رائحتها وسلوكها.
ومع ذلك، يحذر الأطباء البيطريون من أن الحيوانات المستنسخة ليست نسخاً طبق الأصل من الحيوانات الأصلية. تشير الدكتورة ريبيكا غرينستين، وهي طبيبة بيطرية في تورونتو، إلى أن العوامل البيئية والوراثية تلعب دوراً هاماً في تشكيل شخصية الحيوان.
مستقبل استنساخ الحيوانات الأليفة
تستمر شركة ViaGen في تطوير تقنيات الاستنساخ، وقد استحوذت عليها شركة Colossal Biosciences مؤخراً. وقد استثمر رجل الأعمال توم برادي، لاعب كرة القدم الأمريكية المتقاعد، في هذه التقنيات بعد استنساخ كلبته لואה.
من المتوقع أن يشهد سوق استنساخ الحيوانات الأليفة نمواً مستمراً في السنوات القادمة، مع انخفاض التكاليف وزيادة الوعي بهذه التقنية. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من القضايا الأخلاقية التي يجب معالجتها قبل أن يصبح الاستنساخ ممارسة واسعة الانتشار. من المهم مراقبة التطورات العلمية والتنظيمية في هذا المجال، والنظر في الآثار المترتبة على رفاهية الحيوانات والمجتمع ككل.










